لمن الأرض؟.. دينياً وتاريخياً
أنَس الطوالبه
كاتب اردني
نيسان ـ نشر في 2025-03-14 الساعة 14:46
نيسان ـ ادّعى اليهود أن الأرض المقدسة وفلسطين تابعة لهم، واستندوا إلى نصوص دينية لدعم هذا الادعاء. ولكن عند دراسة النصوص بعمق، نجد أن الله وعدهم بهذه الأرض بشروط، وأنهم خالفوا هذه الشروط، مما أدى إلى زوال حقهم فيها.
أولاً: الوعد المشروط
نجد في التوراة أن الله وعد إبراهيم ونسله بالأرض:
سفر التكوين 15: 5-7
"ثُمَّ أَخْرَجَهُ إِلَى خَارِجٍ وَقَالَ: «انْظُرْ إِلَى السَّمَاءِ وَعُدَّ النُّجُومَ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تعُدَّهَا». وَقَالَ لَهُ: «هكَذَا يَكُونُ نَسْلُكَ»."
وفي القرآن الكريم:
سورة المائدة الآية 21
"يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ"
لكن هذا الوعد لم يكن بلا شروط، بل كان مرتبطاً بالتزام بني إسرائيل بطاعة الله والعمل بالعدل:
سفر التكوين 18: 17-19
"لِكَيْ يُوصِيَ بَنِيهِ وَبَيْتَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَنْ يَحْفظوا طَرِيقَ الرَّبِّ، لِيَعْمَلُوا بِرًّا وَعَدْلًا، لِكَيْ يَأْتِيَ الرَّبُّ لإِبْرَاهِيمَ بِمَا تَكَلّم بِهِ".
سورة البقرة الآية 40
"يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُم وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ"
إذن، كانت الأرض المقدسة وعداً مشروطاً لهم، لكنهم لم يلتزموا بالعهد، مما أدى إلى زوال هذا الحق.
ثانياً: نقض بني إسرائيل للعهد
بعد وفاة النبي سليمان عليه السلام، بدأ بني إسرائيل في الانحراف عن طريق الحق، وانتشرت بينهم الفواحش، وقتلوا الأنبياء والمرسلين.
إنجيل متى 23: 37-38
"يَا أُورُشَلِيمُ، يَا أُورُشَلِيمُ! يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا، كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أن أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَة فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، وَلَمْ تُرِيدُوا! هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَابًا."
وقد تحقق هذا الوعد عندما تعرض بنو إسرائيل للسبي البابلي على يد نبوخذ نصر، ثم دُمّرت أورشليم مجدداً على يد الرومان عام 70 م، مما أدى إلى تشتت اليهود في أصقاع الأرض.
سفر حزقيال 33: 24-26
"أَفَتَرِثُونَ الأَرْضَ؟ وَقَفْتُمْ عَلَى سَيْفِكُمْ، فَعَلْتُمُ الرِّجْسَ، وَكُلٌّ مِنْكُمْ نَجّس امْرَأَةَ صَاحِبِهِ، أَفَتَرِثُونَ الأَرْضَ؟"
ثالثاً: التأكيد التاريخي لنقض بني إسرائيل للعهد
1. السبي البابلي (586 ق.م)
بعد انحراف بني إسرائيل عن الدين، أرسل الله نبوخذ نصر ملك بابل، الذي دمر أورشليم وأخذ بني إسرائيل أسرى إلى بابل.
2. تدمير الهيكل الثاني (70 م)
قاد القائد الروماني تيتوس حملة عسكرية دمرت أورشليم بالكامل، مما أدى إلى إنهاء الوجود اليهودي السياسي في المنطقة.
3. الإمبراطورية الإسلامية (638 م)
دخل المسلمون القدس في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، وتم الحفاظ على قدسية المدينة لجميع الديانات، مما يؤكد أن الأرض لم تبقَ لبني إسرائيل.
رابعاً: لمن الأرض اليوم؟
القرآن الكريم يوضح أن الله سلب بني إسرائيل النبوة بعد كفرهم بها، وأعطاها لأمة أخرى:
سورة الأنعام الآية 89
"أُولَٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ۚ فَإِن يَكْفُرْ بهَا هؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ"
إنجيل متى 8: 11-12
"إِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ مِنَ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِب وَيَتَّكِئُونَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ، وَأَمَّا بَنُو الْمَلَكُوتِ فَيُطْرَحُونَ فِي الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ."
هذا يدل على أن الأمة التي سترث الأرض ستكون من خارج بني إسرائيل، وهو ما تحقق مع انتشار الإسلام.
خامساً: ماذا عن اليهود اليوم؟
هل عاد اليهود إلى طريق الله؟ هل توقفوا عن القتل والظلم؟
لوقا 3: 7-9
"وَالآنَ قَدْ وُضِعَتِ الْفَأْسُ عَلَى أَصْلِ الشَّجَرِ، فَكُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَرًا جَيِّدًا تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ."
يمكن لأي شخص متابعة الأخبار ليشاهد ما تفعله إسرائيل من جرائم قتل واضطهاد. كما أنها أصبحت من أكثر الدول دعماً للممارسات التي تتناقض مع التعاليم الدينية، مما يؤكد أنها لا تستحق هذه الأرض.
إسرائيل اليوم ليست امتداداً لبني إسرائيل الذين وعدهم الله بالأرض، فالوعد كان مشروطاً، وهم لم يلتزموا به. الأرض المقدسة انتقلت إلى أمة أخرى بعد أن كفروا بالرسالة الإلهية وفسدوافيالأرض.
أولاً: الوعد المشروط
نجد في التوراة أن الله وعد إبراهيم ونسله بالأرض:
سفر التكوين 15: 5-7
"ثُمَّ أَخْرَجَهُ إِلَى خَارِجٍ وَقَالَ: «انْظُرْ إِلَى السَّمَاءِ وَعُدَّ النُّجُومَ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تعُدَّهَا». وَقَالَ لَهُ: «هكَذَا يَكُونُ نَسْلُكَ»."
وفي القرآن الكريم:
سورة المائدة الآية 21
"يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ"
لكن هذا الوعد لم يكن بلا شروط، بل كان مرتبطاً بالتزام بني إسرائيل بطاعة الله والعمل بالعدل:
سفر التكوين 18: 17-19
"لِكَيْ يُوصِيَ بَنِيهِ وَبَيْتَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَنْ يَحْفظوا طَرِيقَ الرَّبِّ، لِيَعْمَلُوا بِرًّا وَعَدْلًا، لِكَيْ يَأْتِيَ الرَّبُّ لإِبْرَاهِيمَ بِمَا تَكَلّم بِهِ".
سورة البقرة الآية 40
"يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُم وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ"
إذن، كانت الأرض المقدسة وعداً مشروطاً لهم، لكنهم لم يلتزموا بالعهد، مما أدى إلى زوال هذا الحق.
ثانياً: نقض بني إسرائيل للعهد
بعد وفاة النبي سليمان عليه السلام، بدأ بني إسرائيل في الانحراف عن طريق الحق، وانتشرت بينهم الفواحش، وقتلوا الأنبياء والمرسلين.
إنجيل متى 23: 37-38
"يَا أُورُشَلِيمُ، يَا أُورُشَلِيمُ! يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا، كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أن أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَة فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، وَلَمْ تُرِيدُوا! هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَابًا."
وقد تحقق هذا الوعد عندما تعرض بنو إسرائيل للسبي البابلي على يد نبوخذ نصر، ثم دُمّرت أورشليم مجدداً على يد الرومان عام 70 م، مما أدى إلى تشتت اليهود في أصقاع الأرض.
سفر حزقيال 33: 24-26
"أَفَتَرِثُونَ الأَرْضَ؟ وَقَفْتُمْ عَلَى سَيْفِكُمْ، فَعَلْتُمُ الرِّجْسَ، وَكُلٌّ مِنْكُمْ نَجّس امْرَأَةَ صَاحِبِهِ، أَفَتَرِثُونَ الأَرْضَ؟"
ثالثاً: التأكيد التاريخي لنقض بني إسرائيل للعهد
1. السبي البابلي (586 ق.م)
بعد انحراف بني إسرائيل عن الدين، أرسل الله نبوخذ نصر ملك بابل، الذي دمر أورشليم وأخذ بني إسرائيل أسرى إلى بابل.
2. تدمير الهيكل الثاني (70 م)
قاد القائد الروماني تيتوس حملة عسكرية دمرت أورشليم بالكامل، مما أدى إلى إنهاء الوجود اليهودي السياسي في المنطقة.
3. الإمبراطورية الإسلامية (638 م)
دخل المسلمون القدس في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، وتم الحفاظ على قدسية المدينة لجميع الديانات، مما يؤكد أن الأرض لم تبقَ لبني إسرائيل.
رابعاً: لمن الأرض اليوم؟
القرآن الكريم يوضح أن الله سلب بني إسرائيل النبوة بعد كفرهم بها، وأعطاها لأمة أخرى:
سورة الأنعام الآية 89
"أُولَٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ۚ فَإِن يَكْفُرْ بهَا هؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ"
إنجيل متى 8: 11-12
"إِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ مِنَ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِب وَيَتَّكِئُونَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ، وَأَمَّا بَنُو الْمَلَكُوتِ فَيُطْرَحُونَ فِي الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ."
هذا يدل على أن الأمة التي سترث الأرض ستكون من خارج بني إسرائيل، وهو ما تحقق مع انتشار الإسلام.
خامساً: ماذا عن اليهود اليوم؟
هل عاد اليهود إلى طريق الله؟ هل توقفوا عن القتل والظلم؟
لوقا 3: 7-9
"وَالآنَ قَدْ وُضِعَتِ الْفَأْسُ عَلَى أَصْلِ الشَّجَرِ، فَكُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَرًا جَيِّدًا تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ."
يمكن لأي شخص متابعة الأخبار ليشاهد ما تفعله إسرائيل من جرائم قتل واضطهاد. كما أنها أصبحت من أكثر الدول دعماً للممارسات التي تتناقض مع التعاليم الدينية، مما يؤكد أنها لا تستحق هذه الأرض.
إسرائيل اليوم ليست امتداداً لبني إسرائيل الذين وعدهم الله بالأرض، فالوعد كان مشروطاً، وهم لم يلتزموا به. الأرض المقدسة انتقلت إلى أمة أخرى بعد أن كفروا بالرسالة الإلهية وفسدوافيالأرض.
نيسان ـ نشر في 2025-03-14 الساعة 14:46
رأي: أنَس الطوالبه كاتب اردني