اتصل بنا
 

الحياة داخل برميل

نيسان ـ نشر في 2025-03-15 الساعة 23:13

x
نيسان ـ ابراهيم قبيلات
لتدرك سخونة منطقتنا عليك ان تفعل التالي: هات برميلا حديديا، وضع فيه ماء فاترا.
اجلس في الماء، ولا تنسى احتياجاتك الشخصية "فالقعدة" طويلة بعض الشيء.
نسيت ان اقول لك ان عليك ان تضع برميلا فرق ثلاثة أثافي، داخلها حطب.
عش يومك سعيدا في البرميل فانت ستزهو بحمامك السعيد.
بعد ساعات اشعل الحطب تحت البرميل.
انت الان (تهيجن) بما طاب لك من رواق بال، الماء لم يسخن بعد. وانت في حضرة البرميل تسأل نفسك: لكن ماذا اذا صار الماء ساخنا.
الدقائق التي مضت عليك جعلتك تطمئن: الماء لم يسخن كثيرا. صار اكثر سخونة فقط. "لا بأس. استطيع ان اتفهم عدم قدرة الماء على الصمود فوق النار. كان لا بد أن يسخن قليلا"، قلت لنفسك وعدت تهيجن.
مرت دقائق اخرى. صار الماء اكثر سخونة. لم تعد مرتاحا في البرميل. صار حديد البرميل يلسع. ولم تعد قادرا على رمي يديك على حلقته، صرت تتكوم حول نفسك فالماء يزداد سخونة، لكنك ما زلت تهيجن. الماء ما زال صامدا ولم يصل لمرحلة لم تعد فيها قادرا على الصمود.
تلاحظ بعض التغيير في جلدك. صار اكثر احمرارا. تقول لنفسك: "ربما هذا من اثر الماء الذي بدا اكثر سخونة من ذي قبل".
ثم تصفن قليلا وتخرج بنتيجة: لا يستطيع الانسان ان يعيش في هذا الوضع طويلا.
الحق انك الان في ورطة. فالماء اقترب من درجة الغليان وانت داخل البرميل تتقلب وقد خارت قواك.
هل تريد ان تعرف مكان المنطقة في البرميل؟ نحن في مرحلة ما بعد الغليان.
الناس فيها نسيت كيف هي الحياة العادية، وصارت تظن ان الحياة العادية في كون البرميل يغلي.

نيسان ـ نشر في 2025-03-15 الساعة 23:13

الكلمات الأكثر بحثاً