كيف نبرر عجزنا امام اطفالنا..؟!
محمد المحيسن
كاتب وصحافي أردني
نيسان ـ نشر في 2025-03-20 الساعة 08:49
نيسان ـ لم اشعر بالعجز وقلة الحيلة اكثر مما شعرت به اليوم رغم ان هذه الحالة تنتابني كلما شاهدت دماء الاطفال تراق في الشوارع وكأنها تسألني الى متى سنبقى عاجزين ..؟
دون مقدمات.. سألني ابني اليوم: "متى ستنتهي الحرب على غزة؟"
لم اجد اي اجابة حتى انني لم استطع النظر في وجهه فقد تجمدت الكلمات في فمي، وشعرت بعجز لم أشعر به من قبل. كيف أجيبه؟ كيف أفسر له ما لا يمكن تفسيره؟ بحثت عن إجابة مقنعة، عن بارقة أمل، لكن لم أجد سوى صمت يثقل صدري، حتى الكلمات لم تعد واضحة لتفسير ما يجري..
نظرت إليه، رأيت في عينيه براءة يرفض الواقع أن يحافظ عليها، وكأن العالم يُصر على أن يجعله يكبر قبل أوانه. أردت أن أقول له إن الغد سيكون أفضل، وإن الحرب ستنتهي قريبًا، لكن أي كذبة تلك التي سأحاول تسويقها له وأنا لا أصدقها؟
حاولت ان أستجمع مكامن النخوة والمروءة التي ، تعلمناها في المدارس، والحديث عن التاريخ ، ولكني تراجعت فكل ما مضى لن يقنعه ولن تكون اجابتي صادقة ..
لم يحدث من قبل أن أنتج العرب وفي أردأ أزمنة الانحطاط مثل هذا التخلي والخذلان، وكما يقول احد الكتاب العرب واصفا لبعض ما نحن فيه "من يريد أن يغسل يديه ويطفىء جمرة ضميره في البحر لن يعدم الذرائع، وسوف يبرر تخليه وبمعنى أدق نذالته واستقالته من آدميته وقوميته ودينه بشتى الأسباب، لكن المشهد الساطع تحت إضاءة حارقة لا يُتيح حتى للعميان إنكار ما يجري" .
اضطررت لإنهاء النقاش قبل ان يبدأ وقبل أن يزداد وجعي، قبل أن يسألني سؤالًا آخر يعمّق جراحي أكثر. غادرت المكان متظاهرًا بالانشغال، هاربًا من عينيه، ولكن إلى أين؟ كيف يهرب الإنسان من الحقيقة؟ من العجز؟ من إحساسه بأنه مجرد متفرج على مأساة لا يملك أمامها سوى الدعاء وهو الوسيلة لتبرير العجز؟
كم هو قاسٍ هذا العالم الذي يجعل الآباء يقفون عاجزين أمام أسئلة أبنائهم، فلا يجدون إجابات سوى الصمت والهرب الى عالم الخذلان.
دون مقدمات.. سألني ابني اليوم: "متى ستنتهي الحرب على غزة؟"
لم اجد اي اجابة حتى انني لم استطع النظر في وجهه فقد تجمدت الكلمات في فمي، وشعرت بعجز لم أشعر به من قبل. كيف أجيبه؟ كيف أفسر له ما لا يمكن تفسيره؟ بحثت عن إجابة مقنعة، عن بارقة أمل، لكن لم أجد سوى صمت يثقل صدري، حتى الكلمات لم تعد واضحة لتفسير ما يجري..
نظرت إليه، رأيت في عينيه براءة يرفض الواقع أن يحافظ عليها، وكأن العالم يُصر على أن يجعله يكبر قبل أوانه. أردت أن أقول له إن الغد سيكون أفضل، وإن الحرب ستنتهي قريبًا، لكن أي كذبة تلك التي سأحاول تسويقها له وأنا لا أصدقها؟
حاولت ان أستجمع مكامن النخوة والمروءة التي ، تعلمناها في المدارس، والحديث عن التاريخ ، ولكني تراجعت فكل ما مضى لن يقنعه ولن تكون اجابتي صادقة ..
لم يحدث من قبل أن أنتج العرب وفي أردأ أزمنة الانحطاط مثل هذا التخلي والخذلان، وكما يقول احد الكتاب العرب واصفا لبعض ما نحن فيه "من يريد أن يغسل يديه ويطفىء جمرة ضميره في البحر لن يعدم الذرائع، وسوف يبرر تخليه وبمعنى أدق نذالته واستقالته من آدميته وقوميته ودينه بشتى الأسباب، لكن المشهد الساطع تحت إضاءة حارقة لا يُتيح حتى للعميان إنكار ما يجري" .
اضطررت لإنهاء النقاش قبل ان يبدأ وقبل أن يزداد وجعي، قبل أن يسألني سؤالًا آخر يعمّق جراحي أكثر. غادرت المكان متظاهرًا بالانشغال، هاربًا من عينيه، ولكن إلى أين؟ كيف يهرب الإنسان من الحقيقة؟ من العجز؟ من إحساسه بأنه مجرد متفرج على مأساة لا يملك أمامها سوى الدعاء وهو الوسيلة لتبرير العجز؟
كم هو قاسٍ هذا العالم الذي يجعل الآباء يقفون عاجزين أمام أسئلة أبنائهم، فلا يجدون إجابات سوى الصمت والهرب الى عالم الخذلان.
نيسان ـ نشر في 2025-03-20 الساعة 08:49
رأي: محمد المحيسن كاتب وصحافي أردني