اتصل بنا
 

قالت يا ابني خلي راسك فوق عالي بالقمم

نيسان ـ نشر في 2025-03-22 الساعة 15:37

قالت يا ابني خلي راسك فوق
نيسان ـ بقلم ميسان محمود قبيلات
في الحادي والعشرين من آذار، تتداخل في هذا اليوم معانٍ عظيمة تعكس البطولة والعطاء والانتصار والبدايات الجديدة المشرقة، يحتفل الأوفياء من أبناء الأردن العظيم بذكرى يوم الكرامة، ذلك اليوم الذي سطر فيه الجيش الأردني أروع الملاحم، ليؤكد أن الكرامة لا تُوهب بل تُنتزع بدماء الأبطال،وتضحيات الأمهات. فتتزامن هذه الذكرى العظيمة مع احتفاءالعالم بيوم الأم، تلك التي ترضع ابنائها الكرامة وتزرع فيهم العزة والفداء والفخر منذ الصغر، تهمس في آذانهم"خلي راسك فوق عالي بالقمم"، فتغدو وصيةً متوارثةً من جيل إلى جيل، تشعل في القلوب حب الوطن والإصرار على صون كرامته.
فالأم هي المدرسة الأولى، التي تُنجب الرجال، وترسّخ فيهم معاني التضحية والفداء، هي التي تودع حب الوطن بقلوب ابنائها وتحمي بيديها أحلامهم، وتزرع في نفوسهم العزة والشهامة، ليكبروا مؤمنين أن الأرض مثل الأم، لا تُفرّط في أبنائها ولا تُساوم على شرفها. وكما وقفت الأمهات في بيوتهن بالدعاء والرجاء يوم الكرامة، كان الجندي الأردني يقف على الجبهة، ممسكًا بسلاحه، واضعًا وصايا أمه في قلبه، يقاتل ليحمي أرضًا أنجبته، وأمًا تنتظره، وشعبًا يفخر به.
وفي هذا اليوم، يتفتح الربيع ليذكّرنا بأن الحياة لا تستسلم، كما لم يستسلم أبطال الكرامة، فبعد أن يسقط الخريف أوراق الشجر، تعود الطبيعة لتزهر من جديد، تمامًا كما تستعيد الاوطان كرامتها وتعود أقوى وأبهى. الربيع هو درس في الأمل، يعلن أن الحياة قادرة على النهوض رغم كل ما مرّ بها، كما تنهض الأوطان بعد كل محنة، وكما تنهض الأم كل صباح، رغم التعب، لتُكمل رسالتها في تربية أجيال لا يعرفون الانكسار.
يوم الكرامة وعيد الأم وبداية الربيع، ثلاثية تعكس صورة الحياة في أجمل معانيها، حيث تتجسد البطولة في الجندي، والتضحية في الأم، والتجدد في الربيع. كلها تصرخ بصوت واحد: "خلي راسك فوق عالي بالقمم"، فكما لم ينحنِ الجندي في معركة الكرامة، وكما لم تتوقف الأم عن غرس القيم في أبنائها، وكما لم تيأس الأرض من الحياة، سيبقى الأردن شامخًا، وستبقى الكرامة نبراسًا، وستظل الأمهات يرددن في آذان أبنائهن كلمات الكرامة والشهامة، ليكبروا وهم يعلمون أن الكرامة ليست مجرد كلمة، بل حياة تُعاش وعهد لا يُنكث.
بقلم ميسان محمود القبيلات

نيسان ـ نشر في 2025-03-22 الساعة 15:37


رأي: ميسان محمود قبيلات

الكلمات الأكثر بحثاً