الوهم المقدّس
نيسان ـ نشر في 2025-03-23 الساعة 14:14
x
نيسان ـ إبراهيم قبيلات ..
تقديس الوهم تفضحه المشاعر، تكسّره، تجعله ركاماً، لهذا نجد كيف تتخطى مشاعر الشعوب العربية الخطوط الوهمية أو الحدود بين الدول العربية وعلى ما يصفه الاعلامي الاردني وضاح خنفر بالوهم المقدس الذي اشرف على خطّه رئيس وزراء بريطانيا انذاك ونستون تشرشل.
استمرت الشعوب الاسلامية والعربية 1300 عام على تقديس كونها أمة واحدة، ثم جاء تشرشل في جلسة بعد الغداء في عطلة نهاية الاسبوع ليوقع على ما خطه سايس وبيكو بقلم الرصاص مصائر الناس لمئة عامة مقبلة.
الاجيال الناشئة بعد منتصف القرن العشرين تكاد لا تدرك تفسيراً، لكونها لم تشعر بالصلة بين الشعوب العربية: الاردنيين والفلسطينيين والسوريين واللبنانيين والمصرييين والسودانيين وأهل الجزيرة العربية.
كلهم في القلب ودّ، بالطبع يذهبون بالتفسير الى الدين واللغة والمصالح المشتركة. هذا صحيح وهذا خطأ.
صحيح ان الدين واللغة والمصالح المشتركة واحدة، لكن ليس لاننا شعبان او ثلاثة او اربعة في ذلك مشتركون، بل لأننا أمة واحدة لا فرق فيها بين اعضائها. أعني: نحن لسنا فرنسيين وبريطانيين حتى نقول ان لدينا مصالح مشتركة.
هؤلاء بالفعل اثنان. لكننا واحد بكل ما تعني الواحد من معنى. حتى تفهم المسألة عليك ان ترحل الى مساقط رؤوس المسؤولين الاردنيين في امارة شرق الاردن.
ترى ان المسؤول منهم قد يكون رئيس وزراء في الاردن هذا العام، ووزيرا في سوريا العام الذي يليه، قد يكون بائع حلويات في شوارع القدس ثم يجد نفسه عاما اخر في الرمثا.
تلك الاجيال. اعني اجدادنا كانوا يتنفسون المسألة عيانا، ولو رأى الاجداد ما فعله الاحفاد في تقديس قلم الرصاص الذي كان بيد الفرنسي والبريطاني ليحدد لنا الحد المسموح لأحدنا ان لا يتخطاه من ارضنا لطلب ان يعود الى القبر كمدا. الساخر في الامر ان الاحفاد بالفعل قدّسوا هذا الوهم فصار اكثر الاوهام قدسية.
تقديس الوهم تفضحه المشاعر، تكسّره، تجعله ركاماً، لهذا نجد كيف تتخطى مشاعر الشعوب العربية الخطوط الوهمية أو الحدود بين الدول العربية وعلى ما يصفه الاعلامي الاردني وضاح خنفر بالوهم المقدس الذي اشرف على خطّه رئيس وزراء بريطانيا انذاك ونستون تشرشل.
استمرت الشعوب الاسلامية والعربية 1300 عام على تقديس كونها أمة واحدة، ثم جاء تشرشل في جلسة بعد الغداء في عطلة نهاية الاسبوع ليوقع على ما خطه سايس وبيكو بقلم الرصاص مصائر الناس لمئة عامة مقبلة.
الاجيال الناشئة بعد منتصف القرن العشرين تكاد لا تدرك تفسيراً، لكونها لم تشعر بالصلة بين الشعوب العربية: الاردنيين والفلسطينيين والسوريين واللبنانيين والمصرييين والسودانيين وأهل الجزيرة العربية.
كلهم في القلب ودّ، بالطبع يذهبون بالتفسير الى الدين واللغة والمصالح المشتركة. هذا صحيح وهذا خطأ.
صحيح ان الدين واللغة والمصالح المشتركة واحدة، لكن ليس لاننا شعبان او ثلاثة او اربعة في ذلك مشتركون، بل لأننا أمة واحدة لا فرق فيها بين اعضائها. أعني: نحن لسنا فرنسيين وبريطانيين حتى نقول ان لدينا مصالح مشتركة.
هؤلاء بالفعل اثنان. لكننا واحد بكل ما تعني الواحد من معنى. حتى تفهم المسألة عليك ان ترحل الى مساقط رؤوس المسؤولين الاردنيين في امارة شرق الاردن.
ترى ان المسؤول منهم قد يكون رئيس وزراء في الاردن هذا العام، ووزيرا في سوريا العام الذي يليه، قد يكون بائع حلويات في شوارع القدس ثم يجد نفسه عاما اخر في الرمثا.
تلك الاجيال. اعني اجدادنا كانوا يتنفسون المسألة عيانا، ولو رأى الاجداد ما فعله الاحفاد في تقديس قلم الرصاص الذي كان بيد الفرنسي والبريطاني ليحدد لنا الحد المسموح لأحدنا ان لا يتخطاه من ارضنا لطلب ان يعود الى القبر كمدا. الساخر في الامر ان الاحفاد بالفعل قدّسوا هذا الوهم فصار اكثر الاوهام قدسية.