اتصل بنا
 

القيادي البردويل.. كاتب وقائد سياسي ستفتقده شوارع الوطن

نيسان ـ نشر في 2025-03-23 الساعة 16:05

x
نيسان ـ عبّر مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي عن حزنهم الشديد لاستشهاد القيادي في حركة حماس صلاح البردويل، مشيدين بمناقب الرجل الذي لازم المجتمع وبقي قريباً من أبنائه.
ومع انتشار خبر استشهاد البردويل مع زوجته وهو ساجد في صلاته، تساءل النشطاء ما إذا كان جيش الاحتلال قد استغل فترة وقف إطلاق النار لتكثيف عملياته الاستخباراتية لمعرفة أماكن قيادات المقاومة، حيث اغتال جيش الاحتلال 7 من قادتها منذ استئناف حرب الإبادة في 18 مارس/ آذار الجاري.
وتفاعل النشطاء مع رمزية استشهاد البردويل ساجدا أثناء قيامه مع زوجته في صلاة التهجد بخيمته ليلة الثالث والعشرين من رمضان، وعدوا ذلك مكرمة من الله لمناضل له باع طويل في العمل السياسي والإعلامي بحركة حماس.
وكتب الناشط السياسي خالد صافي: “في كل مرة يعلو صوت السفهاء تطاولًا على رجال المقاومة وقادتها، يرسل الله إلينا آية من آياته، شهادة مجاهد، أو رحيل قائد بصيت حسن الخاتمة، لتعيد البوصلة إلى مكانها الصحيح، وتُثبتنا على طريق ذات الشوكة، وتهمس في قلوبنا” لن يضرّكم من خذلكم ما دمتم على العهد ثابتين”.

وكتب يونس أبو جراد: ” كأيِّ لاجئ فلسطيني عاش واستشهد هذا القائد، الذي كان فارسا للكلمة، مبدئيا، مدافعا شرسا عن المقاومة فكرا وممارسة. كان ترتسم على محياه ابتسامة دائمة، ينثرها على من يقابله، ليصير عطر حضوره منتشرا، كدموع غيابه الذي يذرفه الأحباب عليه في زمن الحرب والإبادة.”.

ومن مكان اغتيال البردويل تساءل أحد المواطنين عن الأطفال النازحين في الخيام إذا ما كانوا يحركون قلوب مؤسسات حقوق الإنسان، والمجتمع الدولي، والحكام.

وأكد المغردون أن استشهاد البردويل في خيمته بين النازحين تعبير صادق عن التصاق قيادة حماس بشعبها في قطاع غزة، والتي كانت تدعي أن البردويل وأفراد عائلته فروا إلى خارج القطاع.
وعرف أهالي قطاع غزة البردويل ككاتب سياسي قبل أنن قائد سياسياً في وحدة من كبرى حركات التحرير الفلسطينية، فكان صاحب قلم ينبض بحياة الناس، كما عُرف بإنسانيته ورقيه التربوي وأصالته، كما يخبر من عايشوه في العمل الإعلامي والسياسي.
من هو صلاح البردويل؟
ولد صلاح البردويل في مخيم خان يونس جنوبي قطاع غزة عام 1959، وتعود أصوله إلى بلدة الجورة المحتلة الواقعة في قضاء غزة.

حصل على شهادتي البكالوريوس في اللغة العربية من كلية دار العلوم في جامعة القاهرة عام 1982، والماجستير في الأدب الفلسطيني من معهد الدراسات والبحوث العربية في القاهرة عام 1987، ونال درجة الدكتوراه في التخصص ذاته من السودان عام 2001.
بدأ البردويل حياته العملية عام 1985 بالتدريس في المرحلة الأساسية، ثم محاضرا في جامعة الأقصى بين عامي 1990 و1993، قبل أن ينتقل إلى التدريس في الجامعة الإسلامية بغزة.
ويحمل البردويل عضوية اتحاد الكتاب الفلسطينيين، وأشرف على تأسيس جمعية التجمع الوطني للفكر والثقافة.

اعتقلت قوات الاحتلال البردويل عام 1993، وخضع للتحقيق أكثر من شهرين في سجني غزة وعسقلان، وكان هدفا لقوات الاحتلال الإسرائيلي التي دمرت منزله أكثر من مرة في جميع حروبها على قطاع غزة.
العمل السياسي والإعلامي
يعد البردويل من أقدم قيادات حماس في قطاع غزة، وبرز نشاطه في العمل الإعلامي بالحركة، وأسس صحيفة الرسالة عام 1996 باعتبارها أول وسيلة إعلامية تابعة لحماس، وترأس تحريرها.
كانت للبردويل بصمة في المجال الإعلامي، فقد كان كاتب عمود أسبوعي ساخر في صحيفة الرسالة حمل اسم “من شوارع الوطن” كان يدمج فيه بين الواقع والسياسة وانتقاد السلطة، مما كان سببا لاستدعائه بشكل دائم لدى الأجهزة الأمنية التي اعتقلته أكثر من مرة.

ترأس البردويل الدائرة الإعلامية لحركة حماس وأشرف على إدارة وتطوير وسائلها الإعلامية.
ارتبط اسم البردويل بالقيادة السياسية لحركة حماس في وقت مبكر، وأسس حزب الخلاص الوطني الإسلامي الذي جاء كخطوة بديلة للالتفاف على تضييق السلطة الفلسطينية على حماس عام 1996، وأصبح عضوا في المجلس الوطني الفلسطيني عن الحزب في ذلك الوقت.
شارك البردويل في أول حوارات أجرتها حماس مع السلطة الفلسطينية في السودان، وترشح للانتخابات البرلمانية عام 2006، وفاز بعضوية المجلس التشريعي عن محافظة خان يونس.

تولى ملف العلاقات الخارجية في كتلة حماس البرلمانية، وكان مقررا للجنة السياسية في المجلس التشريعي الفلسطيني.
في عام 2017 شغل البردويل عضوية المكتب السياسي لحركة حماس في غزة، وتولى دائرة العلاقات الوطنية التي توكل إليها مهام التواصل والتنسيق مع الفصائل الفلسطينية، إذ تربطه علاقة قوية مع القيادات الوطنية.
وفي عام 2021 أعيد انتخاب البردويل لعضوية المكتب السياسي لحركة حماس في غزة، ثم تولى مسؤولية مكتب التخطيط للحركة في الداخل والخارج.
وأشار مدونون إلى أن حركة حماس فقدت باستشهاد البردويل ومعظم أعضاء مكتبها السياسي، بما في ذلك رئيس المكتب ونائبه، رموزًا بارزة في قيادتها السياسية والعسكرية. كما امتد هذا الفقد إلى كوادرها من الصفوف الأول والثاني، وحتى الثالث.
وانتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهر آثار الدمار الناجم عن الغارة الجوية التي استهدفت خيمة العزاء الخاصة بالبردويل وأسرته، في صورة جديدة من استهداف الاحتلال للقيادات الفلسطينية وعائلاتهم، دون مراعاة القوانين والأعراف الدولية.
وأضاف بعض المدونين أنه قبل استشهاد إسماعيل هنية، تعالت أصواتهم قائلين: “كيف له أن يتحدث باسمنا وهو يسكن قصور الدوحة وينزل في فنادقها؟ كيف يمثلنا مفاوض لم يعرف طعم الخيام؟”.
وفي نعيه للقائد البردويل، كتب الباحث السياسي علي أبو رزق من مدينة خان يونس بأسلوب الكاتب والسياسي الراحل: “خلّيكم فاكرين، نعم، خلّيكم فاكرين يا فلسطينيين ويا عرب، أنه قُدم لهؤلاء الرجال بدل العرض الواحد عشرة للخروج الآمن والنجاة بأبنائهم وأنفسهم وعائلاتهم، ولكنّهم فضّلوا، عن طواعية، وفي لحظة اختيار حر، أن تكون نجاتهم مع أبناء شعبهم، في خيمة بالية، يجوعون كما يجوعوا، وتُغرقهم حبات المطر الثقيلة كما يغرقون”.
وختم بالقول: “لعمرك هذا ممات الرجال، ومن رام موتًا شريفًا فذا، إلى رحمة الله يا أبا محمد، إلى رحمة الله وفضله وواسع كرمه، وأحسن الله عزاءنا في الصادقين!”.

نيسان ـ نشر في 2025-03-23 الساعة 16:05

الكلمات الأكثر بحثاً