اتصل بنا
 

عن أحزابنا.. عن إنساننا .. عن الحياة فينا أتحدث

نيسان ـ نشر في 2025-03-25 الساعة 12:21

x
نيسان ـ إبراهيم قبيلات ..
في مرحلة ما قبل انطلاق النهج الديمقراطي بعد عام 1989م، كانت التنظيمات الاردنية "غير القانونية" تتكئ في عملها في الشارع على قاعدتين: الشارع الجامعي والنقابات المهنية.
اليوم يبيع الشارع الجامعي أحدث الازياء، فيما تغزل نقابات مهنية ثوباً لا لون له ولا طعم ولا رائحة.
لا أجد طوال تاريخ الدولة الاردنية حقبة كانت فيها فكرة الاحزاب اضعف مما هي عليه اليوم، في تماهٍ مع الخطاب الرسمي، بمعارضة خدمية لا معنى لها.
حتى الاحزاب التاريخية صارت تعاني. تتشظى تعيش مع نفسها مثل كائنات الخلية الواحدة، تخاطب نفسها وتؤدي كل الوظائف الحيوية اللازمة لعملها داخل جسمها، لا هي قادرة على التخلص من سمومها ولا منع السموم الجديدة من دخول جسدها.
لا هوية لها مثل بركة ماء لا حاجة لاحد بها في شارع طيني نشأت عن تسرّب خط ثانوي. انا هنا لا اتحدث عن الاحزاب المشكلة حديثا، هذه لدى الجميع وصف دقيق لها، اتحدث عن الاحزاب الحقيقية.
لقد فضح 7 اكتوبر كل شيء فينا، صرنا نرى انفسنا كما نحن في المرآة وليس كما نتخيله نحن عن نفسنا. وعلى حد وصف العقيد العسكري الأردني المتقاعد د. محمد مقابلة، لقد فضح هذا اليوم المجيد حتى الشوارب في وجوهنا.
إن الهزال الذي تعاني منه الاحزاب الاردنية ليس استثناء عما نعانيه كلنا في كل القطاعات جميعها، أيعقل ان نكون كشعب في ذيل قائمة الشعوب العربية التي تشعر بالسعادة؟
تحدثت اليوم مع شاب في الثلاثين من عمره، سألته على الهامش إن كان متزوجا فأجاب: لا. هذا ليس استثناء بل نموذج لما يعانيه شبابنا.
إن طال به العمر سيعيش حتى الستين. تخيلوا نحن نتحدث عن النصف الأبهى من حياة الانسان الاردني، ولم يعرف استقرارا بعد، وفي المقدمة الاستقرار النفسي، الزواج ليس عملية تكاثر فقط، بل هو اولا أحد قواعد الاستقرار النفسي للانسان.
ما يعانيه هذا الشاب تعانيه احزابنا، وما تعانيه أحزابنا تعانيه نقابات مهنية فينا، وما تعانيه نقاباتنا يضرب في عصبنا كلنا.

نيسان ـ نشر في 2025-03-25 الساعة 12:21

الكلمات الأكثر بحثاً