اندثار الهوية يبدأ باندثار اللغة
أنَس الطوالبه
كاتب اردني
نيسان ـ نشر في 2025-03-28 الساعة 22:03
نيسان ـ لطالما كانت اللغة أساساً وركناً لأي حضارة قامت تاريخياً، واللغة هي نسق من الإشارات والرموز، تشكل أداة من أدوات المعرفة، وتعتبر اللغة أهم وسائل التفاهم والاحتكاك بين أفراد المجتمع في جميع ميادين الحياة.
وكانت الحضارات والأمم والدّول تسعى دائماً لهيمنة لغتها، فحتى في الحروب عندما كانت تحتل دولة ما الأخرى أو تنتدبها كانت تفرض لغتها على اللغة الأصلية، وذلك لأن اللغة هوية وهيمنتها تعني هيمنة بلدك وأمتك.
أما عن اللغة العربيّة، فتلك لغة الحضارة الإسلامية ومن قبلها لغة شعوب وممالك ما قبل الميلاد، مثل الأنباط، المملكة التي ساهمت في تشكيل حروف اللغة العربية الموجودة اليوم.
تلك اللغة التي يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه عنها: " تعلموا العربية فإنها من دينكم ".
نشهد اليوم للأسف اندثار اللغة العربيّة بين العرب، فالعربيّة بعد أن غابت عن العالم وبعد أن أصبحت اللغة الإنجليزية لغة العلوم المعاصرة، اتجه العرب أنفسهم إلى تعلّمها وإهمال لغتهم الأم، أصبحت ترى العربي يقول لك أنه لا فائدة من تعلم اللغة العربية من الأساس.
وترى كثيراً من الناس على منصات التواصل الإجتماعي لا يكادون يكتبون كلمة واحدة صحيحة، فمنهم من لا يميز بين الهاء والتاء المربوطة، ولا يميزون بين الألف المقصورة والياء، ولا يميزون التنوين ومتى يُستعمَل.
ومما لا شك فيه أن هناك تقصير من الكثير من المنصات العربيّة أو الأفراد الذين اتجهوا إلى النشر باستعمال اللغة الإنجليزية أو جعلوها اللغة الرئيسية، رغم أن الحكومات العربيّة لازالت تستعمل اللغة العربية في الخطابات الرسمية
وفي الأردن على سبيل المثال، تنص المادة (2)من الدستور على أن
"الإسلام دين الدولة واللغة العربية لغتها الرسمية."
واللغة الرسمية تعني أن كل المعاملات والخطابات في الدولة يجب أن تصدر باللغة العربيّة، وأي خلاف بين خطاب بلغتين يُرَد إلى اللغة العربية. ورغم ذلك تجد بعض الجهات الخاصة تنشر باللغة الإنجليزية وهو ما يخالف نص الدستور.
وأيضاً اهتمام الشركات المحلية الخاصة بـ اللغة الإنجليزية أكثر من اللغة الأم، واعتماد الجامعات على اللغة الإنجليزية كلغة التدريس بدلاً للعربيّة.
فاندثار اللغة سيؤدي الى اندثار الهوية مستقبلاً، وهو ما يُخشى تحققه إذا لم تعد اللغة العربيّة إلى القمة على الأقل داخل البلدان العربيّة، وذلك من خلال:
أن تُعتمد اللغة العربية كلغة تدريس أساسية في جميع المراحل التعليمية، مع تدريسها بشكل متكامل يشمل النحو والصرف والبلاغة بالإضافة إلى اللغة الأدبية.
تشجيع الأدب العربي والفنون عبر إقامة مهرجانات أدبية وفنية تُركز على اللغة العربية، مما يعزز الفخر بالهوية الثقافية.
استغلال التكنولوجيا في نشر اللغة من خلال تقديم محتوى باللغة العربية عبر التطبيقات والصفحات الموجهة للشباب، وأن تُشجع على تعلم اللغة من خلال الألعاب والتحديات اللغوية.
إصدار قوانين تُلزم المؤسسات باستخدام العربية
تطوير وسائل الإعلام العربية، لأنه يمكن أن تساهم القنوات الفضائية، الإذاعات، ووسائل الإعلام الاجتماعية في نشر محتوى ثقافي باللغة العربية ورفع مستوى الوعي حول أهمية اللغة.
إطلاق حملات لتعزيز القراءة باللغة العربية عبر توفير كتب، مقالات، ومحتوى ترفيهي للقرّاء الشباب.
وكانت الحضارات والأمم والدّول تسعى دائماً لهيمنة لغتها، فحتى في الحروب عندما كانت تحتل دولة ما الأخرى أو تنتدبها كانت تفرض لغتها على اللغة الأصلية، وذلك لأن اللغة هوية وهيمنتها تعني هيمنة بلدك وأمتك.
أما عن اللغة العربيّة، فتلك لغة الحضارة الإسلامية ومن قبلها لغة شعوب وممالك ما قبل الميلاد، مثل الأنباط، المملكة التي ساهمت في تشكيل حروف اللغة العربية الموجودة اليوم.
تلك اللغة التي يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه عنها: " تعلموا العربية فإنها من دينكم ".
نشهد اليوم للأسف اندثار اللغة العربيّة بين العرب، فالعربيّة بعد أن غابت عن العالم وبعد أن أصبحت اللغة الإنجليزية لغة العلوم المعاصرة، اتجه العرب أنفسهم إلى تعلّمها وإهمال لغتهم الأم، أصبحت ترى العربي يقول لك أنه لا فائدة من تعلم اللغة العربية من الأساس.
وترى كثيراً من الناس على منصات التواصل الإجتماعي لا يكادون يكتبون كلمة واحدة صحيحة، فمنهم من لا يميز بين الهاء والتاء المربوطة، ولا يميزون بين الألف المقصورة والياء، ولا يميزون التنوين ومتى يُستعمَل.
ومما لا شك فيه أن هناك تقصير من الكثير من المنصات العربيّة أو الأفراد الذين اتجهوا إلى النشر باستعمال اللغة الإنجليزية أو جعلوها اللغة الرئيسية، رغم أن الحكومات العربيّة لازالت تستعمل اللغة العربية في الخطابات الرسمية
وفي الأردن على سبيل المثال، تنص المادة (2)من الدستور على أن
"الإسلام دين الدولة واللغة العربية لغتها الرسمية."
واللغة الرسمية تعني أن كل المعاملات والخطابات في الدولة يجب أن تصدر باللغة العربيّة، وأي خلاف بين خطاب بلغتين يُرَد إلى اللغة العربية. ورغم ذلك تجد بعض الجهات الخاصة تنشر باللغة الإنجليزية وهو ما يخالف نص الدستور.
وأيضاً اهتمام الشركات المحلية الخاصة بـ اللغة الإنجليزية أكثر من اللغة الأم، واعتماد الجامعات على اللغة الإنجليزية كلغة التدريس بدلاً للعربيّة.
فاندثار اللغة سيؤدي الى اندثار الهوية مستقبلاً، وهو ما يُخشى تحققه إذا لم تعد اللغة العربيّة إلى القمة على الأقل داخل البلدان العربيّة، وذلك من خلال:
أن تُعتمد اللغة العربية كلغة تدريس أساسية في جميع المراحل التعليمية، مع تدريسها بشكل متكامل يشمل النحو والصرف والبلاغة بالإضافة إلى اللغة الأدبية.
تشجيع الأدب العربي والفنون عبر إقامة مهرجانات أدبية وفنية تُركز على اللغة العربية، مما يعزز الفخر بالهوية الثقافية.
استغلال التكنولوجيا في نشر اللغة من خلال تقديم محتوى باللغة العربية عبر التطبيقات والصفحات الموجهة للشباب، وأن تُشجع على تعلم اللغة من خلال الألعاب والتحديات اللغوية.
إصدار قوانين تُلزم المؤسسات باستخدام العربية
تطوير وسائل الإعلام العربية، لأنه يمكن أن تساهم القنوات الفضائية، الإذاعات، ووسائل الإعلام الاجتماعية في نشر محتوى ثقافي باللغة العربية ورفع مستوى الوعي حول أهمية اللغة.
إطلاق حملات لتعزيز القراءة باللغة العربية عبر توفير كتب، مقالات، ومحتوى ترفيهي للقرّاء الشباب.
نيسان ـ نشر في 2025-03-28 الساعة 22:03
رأي: أنَس الطوالبه كاتب اردني