اتصل بنا
 

عن عيد الفطر.. كلام في الدين والسياسة والامة

نيسان ـ نشر في 2025-03-29 الساعة 22:22

x
نيسان ـ إبراهيم قبيلات
دعونا اولا نضع قواعد محددة لاختلاف مواقيت يوم عيد الفطر في دولة دون اخرى:
اولا: الاختلاف شرعيا رحمة وليس عبئا. هنا اتذكر اختلاف المالكية مع المذاهب الاخرى في سكوت الامام برهة بعد قراءة الفاتحة خلال صلاة الجماعة لافساح المجال للمأمومين لقراءة الصلاة هم ايضا. المالكية لا يرون ضرورة سكوت الامام لكونه يرى ان قراءة الامام للفاتحة تكفي للمأموم، فيبدأ بقراءة ايات من القرآن الكريم بعد الفاتحة من دون ان يسكت بينهما. لكنه ايضا طالب الأئمة المالكية بالسكوت كما تفعل باقي المذاهب. لماذا؟ حتى يتيح لمن يرى من المذاهب الاخرى الذين يصلون معه لقراءة اللفاتحة رغم فتواه عدم ضرورة ذلك. هذا هو ديننا.
الان هناك قاعدة شرعية تقول: الاختلاف بين العلماء رحمة للامة.
الان دعوني أضع للمسألة ملاحظات هامشية مؤلمة:
لم تختبر الامة الاسلامية شروخا في تاريخها كما تختبره منذ 100 عام. طوال 1350 عاما كنا أمة واحدة بخليفة واحد رغم وجود الامراء والسلاطين لكن الامة كانت مطمئنة لقاعدة انها واحدة. سوى عندما حطم رئيس وزراء بريطانيا تشرشل ومن معه من الفرنسيين، الامة الى شعوب.
في الحقيقة لم يكن تشرشل واصحابه قادرين على اي شيء لو كنا حينها غير قابلين للاستعمار. لكنا كنا. او بعضنا على الاقل. غزة اليوم غير قابلة للاستعمار. ارأيتم ما فعلوه بها من حطام؟ هذا لا يعني شيئا امام مفهوم قابلية الامم للاستعمار او غير قابليتهم لها.
يمكنك اليوم ان ترى هلال رمضان علامة من علامات سايس بيكو الهلال. فشرعيا لا بأس فيما جرى من صوم فريق من المسلمين وافطار فريق طالما الفريقان يستندون الى قواعد شرعية والاثنان على حق في الوقت نفسه. لكن عن الكلام السياسي الامر مختلف.
نعم نحن نعاني اليوم سياسيا من سايس بيكو الهلال. حتى القمر قسّمناه أهلّة عدة. وذلك لغياب مفهوم الامة الاسلامية في عقولنا. ولا اقول وجداننا. ففي الوجدان ننفعل أمة واحدة وهذا ما يغيظ الاعداء.
سابقا لم تكن الامة ترى بأسا ان يصوم اهل دمشق ويقيم اهل عمان مراسم عيد الفطر. هناك رأوا الهلال ونحن لم نره. وشرعيا مفروض عليهم الافطار وشرعيا مفروض علينا الصوم وكلانا مأجوران.
اما عن رؤية الهلال السياسي فالامر يختلف. أليس كذلك؟

نيسان ـ نشر في 2025-03-29 الساعة 22:22

الكلمات الأكثر بحثاً