اتصل بنا
 

رغم الغصة.. أطفال غزة ينتزعون فرحة العيد ويلعنون المستهترين بدمائهم

نيسان ـ نشر في 2025-03-30 الساعة 13:56

x
نيسان ـ “تمسك بعيديته وتشبث بها رغم استشهاده”، حال طفلٍ في غزة قضى شهيدًا في صباح العيد بصواريخ القهر والظلم الموقعة بالدعم الأمريكي الغربيّ، المزركشة بالصمت والخذلان العربي الإسلاميّ، بأنظمةٍ تمزقت أشتاتًا وخلافًا على “هلال رمضان” في مظهرية مخزية مخجلة، لا ترقى لحجم الوجع والألم الذي تركته تلك القروش التي تمسك بها ابن غزة الشهيد لاعنًا كل من فرطوا بدمه، متمسكًا ببقايا فرحٍ لـ “عيديةٍ” مؤجلة للدار الآخرة ستبقى شاهدًا على الجريمة التي تآمر على ارتكابها الجميع بلا استثناء.

أولئك أطفال غزة ارتدى بعضهم الجديد، وآخرين قضوا نحبهم في صباح العيد، وكلهم في الحال سواء، ينتظرون فرحًا مؤجلاً، أو شهادةً مؤجلة، لكنّهم رغم كل ذلك يقصفون كل من تآمر لقتلهم وإبادتهم وتهجيرهم، بابتسامات وورود وأحلام وآمال العيد، فلن تنزعوا منهم الفرح بصواريخكم، ولن تحرموهم “قروش العيدية” بحصاركم، فثمّ نبتًا في غزة وجذورًا تخرج الفرح بقدر ما تُسقى من الدم، وتصنع الصمود ترعاها عين الله، بما ينعكس رضًا وسكينة ووقارًا يشبه وقار الجبال الراسيات بوجه أعتى الرياح، وكيف لا وهم جبال غزة التي لم تهتزّ يومًا رغم الإبادة وتواصل العدوان.

ورغم ذلك سؤالهم وجيها ومحرجًا للعالم أجمع، أين الشرفاء وأين العالم الحر، ليحمي فرحة الأطفال في غزة، وليلزم الاحتلال بهدنة ولو مؤقتة احترامًا لشعيرة العيد، ومن عجز عن إدخال المساعدات ومقومات الحياة لغزة، لماذا يعجز اليوم عن وقف الدم مؤقتا، ليتنفس أطفال غزة ويلعبوا ولو قليلا ببقايا الفرح التي يحلمون بها كل عام بحضرة العيد الموشح بدم الشهداء.

لكنّ غصة الألم تبقى حاضرة في وداع الشهداء من الأطفال الذين ارتقوا جراء قصف الليلة على خانيونس جنوبي قطاع غزة، لأنّ الفقد هو الفقد والألم هو الألم، لكنّه يكون مضاعفًا حين يرتدي صغيرك “كفنه” فوق “ثياب العيد” التي لم يكد يفرح بها.

لسنا بخير ما دامت غزتنا ليست بخير
“نحن لسنا بخير.. ما دامت غزتنا ليست بخير”.. حال المقدسيين في صلاتهم وهم يرنون بعيونهم نحو غزة، تعبر عنه أمٌ مقدسيةٌ كبيرةٌ أوقفت ما اعتادته كل عام بتوزيع “معمول العيد” في رحاب الأقصى، حزنا على غزة.
وتدعو هذه السيدة لأهل غزة بأن يرحم شهداءهم ويشفي جرحاهم وأن يوقف الحرب الظالمة عليهم وأن يفرج همهم ويطلق سراح أسراهم، وأن يمنحهم الصبر حتى النصر القادم بإذن الله.

مظهرية مخجلة واستهتار بدماء غزة
قال أستاذ الشريعة الإسلامية الدكتور أحمد شحروري في تصريحاتٍ صحفية رصدها المركز الفلسطيني للإعلام: إنّ دماء غزة التي سُفِكت “اليوم” تلعن كل من استخفّ بها من الأعراب والأعاجم، وكل الذين ظهروا وهم يتحرون هلال شوال في استهتار ومظهرية مخجلة لا تنمّ عن مروءة في السلوك ولا حمية الدين”.

وأضاف الشحروري:”لن أدخل في جدل عقيم، هل يمكن أن يُرى هلال شوال أو لا يمكن أن يُرى أمس بعد الغروب ، لكني أقف عند مخرجات الهيصة التي نشهدها كل عام في مثل هذا الوقت، ويؤلمني أن يتصدى بعض أهل العلم للموضوع مرجحا رأيا على رأي دون أن يخبرنا بمعنى (لرؤيته) في الحديث الشريف”.

وتابع بالقول: “ولا علينا من تألّمي كذلك، لكني أرى في الانقسام في رؤية الهلال ما أراه في الانقسام في مواقف القوم من قضايانا، فبعض القوم يرون الحق باطلا والباطل حقا على أرض غزة ، ويُنظَر إلى ذلك على أنه وجهة نظر”.

ولفت الشحروري إلى “أنّهم قد اختلفوا في المعاملات وألحقوه خلافا في العبادات، اختلفوا في قطعيّ الثبوت وهو نصرة المظلوم والأخذ على يد الظالم، فكيف لا يختلفون على تفسير مصطلح (الرؤية) برغم المرجحات اللغوية والشرعية والمرجعية الفقهية والفلكي!”.
ووجه رسالة قائلا: يا قوم لئن تجاوزتم حدث إثبات رؤية هلال شوال فصام من صام وأفطر من أفطر، فهل هل يسوغ لكم أن تختلفوا على حرمة الدماء المهراقة والأرض المحروقة والشرف المسفوح؟!”.

وأضاف: “يا قوم ، أنّى لمثلنا أن يُرفع له صيام أو يثبت له عيد أو يفرح بنُسُك ؟! “.
وختم الشحروري بالتأكيد على رسالته: “يا قوم ، دماء سُفِكت هي اليوم تلعن كل من استخفّ بها من الأعراب والأعاجم ، يظهرون وهم يتحرون هلال شوال في استهتار ومظهرية مخجلة لا تنمّ عن مروءة في السلوك ولا حمية الدين ، وكما كان هلالهم ( بروح وبيجي) فإن دينهم كله يوشك أن (يروح وما ييجي) ولا عزاء للمطبّلين بعد رمضان فما هم بمسحِّرين”.

نيسان ـ نشر في 2025-03-30 الساعة 13:56

الكلمات الأكثر بحثاً