اتصل بنا
 

في غزة الوحيدة.. الموت بكل أشكاله

نيسان ـ نشر في 2025-04-03 الساعة 12:46

x
نيسان ـ انقضت أيام عيد الفطر على غزة دون أن تحمل معها أي ملامح للفرح، بل كانت شاهدة على استمرار معاناة سكان القطاع الذين يواجهون حرب إبادة ممنهجة تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023.
فالمجازر لا تتوقف، والجوع ينهش أجساد الأطفال والكبار، بينما يموت النازحون بين القصف والجوع والبرد.
نزوح فوق الجثث
المواطن بهجت أبو هلال، الذي اضطر للنزوح من مدينة رفح، يصف المشهد قائلاً: “رأينا جثث الشباب والشيوخ والنساء والأطفال ملقاة على الطرقات، لم نتمكن حتى من دفنهم، بعض الأهالي شاهدوا أبناءهم الشهداء ولم يستطيعوا الاقتراب منهم بسبب خطورة القصف”.
ويضيف: “حاولنا الاحتماء بالمباني والمدارس بدلاً من الخيام، لكن الاحتلال لاحقنا وحاصرنا وقتلنا، أطفالنا استشهدوا وهم يرتدون ملابس العيد، وآخرون قُتلوا وهم صائمون في رمضان”.
الجوع يفتك بالأجساد
المواطن سمير عواد يؤكد أن سكان القطاع يعيشون مجاعة حقيقية: “فقدنا الوزن، وأجبرنا أطفالنا على النوم مبكرًا حتى لا يطلبوا الطعام، الأسواق خالية من الطحين والخبز، وسعر كيس الطحين وصل إلى 500 شيقل، بينما يباع كيلو الخبز بـ 25 شيقلًا”.
ويضيف المواطن هاني أبو رمضان: “أسعار الخضروات ارتفعت بشكل جنوني، حيث وصل سعر كيلو البصل إلى 40 شيقلًا، والبطاطا إلى 60 شيقلًا، والبندورة إلى 18 شيقلًا، هذه الأسعار لا يتحملها أحد”.
انعدام الماء والوقود
المواطن تيسير عرام يصف أزمة المياه قائلاً: “انقطعت إمدادات المياه بسبب توقف البلديات عن ضخها لعدم توفر الوقود، ونضطر إلى حمل المياه لمسافات طويلة، أحيانًا تكون غير صالحة للشرب، فنلجأ لشرائها بأسعار مرتفعة”.
أما المواطن محمد أبو صبحة، فيشير إلى أزمة غاز الطهي: “انقطاع الغاز أجبر المواطنين على استخدام الحطب، الذي ارتفع سعره من 2 إلى 7 شواقل للكيلوغرام، فيما وصل سعر كيلو غاز الطهي إلى 270 شيقلًا إن وُجد، اضطر الكثيرون إلى حرق أثاث منازلهم لطهي الطعام والخبز”.
مواصلات بدائية وشحن صعب
بسبب تدمير الاحتلال 80% من المركبات، يعتمد السكان على عربات تجرها الحيوانات، فيما ارتفعت أجرة النقل بشكل جنوني.
المواطن حسام حمدان يقول: “حتى شحن الهواتف أصبح معاناة، نقضي أكثر من 5 ساعات لشحن الهاتف، ولا تكفي البطاريات حتى الصباح بسبب تلفها ومنع الاحتلال دخول بدائل”.
تحذيرات من كارثة إنسانية
المقرر الأممي للحق في الغذاء صرح: “إسرائيل تستخدم التجويع سلاحًا في عدوانها على غزة، وعدد الوفيات بسبب الجوع قد يتجاوز من يقتلون بالقصف”، مؤكدًا أن الاحتلال يرتكب جريمة إبادة جماعية.
من جهته، حذر برنامج الأغذية العالمي من أن “المخزونات الغذائية تكفي لأسبوعين فقط، ومئات الآلاف معرضون لخطر الجوع وسوء التغذية، فيما الحرب تعطل عمليات الإغاثة”.
إحصائيات صادمة
وفق بيانات رسمية:
85% من سكان غزة فقدوا مصادر غذائهم.
280 ألف أسرة بلا مأوى.
تدمير 719 بئر مياه و330 ألف متر من شبكات المياه.
إخراج 34 مستشفى و80 مركزًا صحيًا من الخدمة.
استمرار انقطاع الكهرباء منذ 18 شهرًا بسبب منع الاحتلال إدخال الوقود.
استمرار المجازر
حصيلة العدوان حتى الآن بلغت 50,423 شهيدًا و114,638 جريحًا، إضافة إلى دمار شامل طال المنازل، المستشفيات، المدارس، البنية التحتية، والمساجد والكنائس، مما يجعل غزة مكانًا غير صالح للحياة.
رغم كل هذا، لا يزال أهل غزة يقاومون الموت، متمسكين بالحياة، في انتظار عدالة دولية طال غيابها.

نيسان ـ نشر في 2025-04-03 الساعة 12:46

الكلمات الأكثر بحثاً