اتصل بنا
 

الاستحواذ على غرينلاند؟.. واشنطن عالقة بين المكاسب والمغامرة

نيسان ـ نشر في 2025-04-03 الساعة 15:50

x
نيسان ـ تبحث الإدارة الأمريكية بجدية إمكانية ضم إقليم غرينلاند الدنماركي المتمتع بالحكم الذاتي، لما يتمتع به من أهمية اقتصادية وعسكرية.
ووفقاً لمصدر مطلع تحدث إلى صحيفة "واشنطن بوست"، يقوم مسؤولو مكتب الإدارة والميزانية في واشنطن بالوقت الحالي، بتحليل التكاليف والفوائد المحتملة لهذه الخطوة.
وتشمل الدراسة تقييم تكلفة تقديم الخدمات لسكان الجزيرة البالغ عددهم 58 ألف نسمة، إلى جانب تقييم العوائد الاقتصادية المتوقعة من موارد غرينلاند الطبيعية.
وأشار المصدر إلى أن الإدارة تدرس تقديم عرض مالي يفوق الدعم السنوي الدنماركي للإقليم والبالغ 600 مليون دولار، حيث قال المصدر: "الهدف هو إقناعهم بأننا سنقدم أكثر مما تقدمه الدنمارك".
مؤشرات الجدية الأمريكية
أظهرت الإدارة الأمريكية نوايا واضحة تجاه غرينلاند بعد اعتبار الكثيرين في البداية تصريحات الرئيس دونالد ترامب مجرد تهويل. وتصاعدت المؤشرات على الجدية الأمريكية مع زيارة نائب الرئيس جي دي فانس الأسبوع الماضي لقاعدة ثول الجوية في غرينلاند، حيث انتقد الدور الدنماركي ووصف الجزيرة بأنها "أولوية استراتيجية قصوى للولايات المتحدة".
وحذر فانس من المنافسة الدولية قائلاً: "دول مثل روسيا والصين تظهر اهتماماً كبيراً بالممرات البحرية في القطب الشمالي وثروات غرينلاند المعدنية. يجب أن نكون في الصدارة، وإلا فستملأ دول أخرى الفراغ".
وفي تصريح أثار موجة انتقادات، لم يستبعد الرئيس دونالد ترامب استخدام القوة العسكرية لضم غرينلاند، في سابقة خطيرة ضد حليف في حلف شمال الأطلسي "الناتو".
وقال ترامب لشبكة "إن بي سي نيوز": "سنحصل على غرينلاند، بنسبة 100 في المائة"، مشيراً إلى أن ذلك قد يتم "بدون اللجوء إلى القوة العسكرية"، لكنه أضاف: "لا أستبعد أي خيار".
ردود فعل غاضبة من كوبنهاجن ونوك
أثارت التصريحات الأمريكية سخط المسؤولين في الدنمارك وغرينلاند، حيث وصفت رئيسة وزراء الدنمارك ميته فريدريكسن الضغوط الأمريكية بأنها "غير مقبولة".
كما وصف رئيس وزراء غرينلاند، يـنس-فريدريك نيلسن، الموقف الأمريكي بأنه "عدواني للغاية"، مؤكداً رفض أي محاولة للاستيلاء على الإقليم.
وأعلنت الدنمارك رفضها التخلي عن غرينلاند لعدة أسباب، أهمها اعتبار الجزيرة جزءًا لا يتجزأ من أراضيها.
إضافة إلى ذلك، تربط الدنمارك علاقات وثيقة مع حكومة غرينلاند وشعبها، وتعتمد عليها في إدارة شؤون الجزيرة، إذ أن غرينلاند تتمتع بحكم ذاتي واسع، وتعتبر الدنمارك شريكًا أساسيًا لها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
كما أن الدنمارك تخشى أن يؤدي بيع غرينلاند إلى الولايات المتحدة إلى زعزعة الاستقرار في منطقة القطب الشمالي، وزيادة التوترات مع روسيا. فالدنمارك تسعى إلى الحفاظ على علاقات جيدة مع جميع الدول في المنطقة، وتجنب أي تصعيد عسكري أو سياسي.
تداعيات محتملة
رغم أن غرينلاند تمتلك موارد طبيعية هائلة وموقعاً استراتيجياً في القطب الشمالي، فإن محاولة الضم قد تثير أزمة دبلوماسية مع الدنمارك وحلفاء "الناتو".
كما قد تعزز المخاوف من سياسة التوسع الأمريكي تحت شعار "أمريكا أولاً"، خاصة بعد تصريحات ترامب التي تذكر بسياسات القوة التي عفا عليها الزمن.
وتبقى الأسابيع المقبلة حاسمة في تحديد ما إذا كانت واشنطن ستواصل مساعيها أم تتراجع تحت ضغط الانتقادات الدولية والمخاطر السياسية.

نيسان ـ نشر في 2025-04-03 الساعة 15:50

الكلمات الأكثر بحثاً