اتصل بنا
 

هل يقدم حزب المحافظين إنموذجاً مغايراً لأحزاب الوسط ؟

نيسان ـ نشر في 2025-04-05 الساعة 09:03

x
نيسان ـ القراءة المتأنيّة لحزب المحافظين الأردني "تحت التأسيس" الذي يتحرك بهدوء وثقة وصمت، ويشق طريقه صوب عقد مؤتمره التأسيسي خلال الأشهر الثلاثة القادمة تشي بأن ثمَّة مقاربة جديدة يتبناها الحزب في الإطار الايدولوجي والتنظيمي، ويحرص على الاستفادة من إخفاقات أحزاب الوسط في الانتخابات الأخيرة من حيث التنظيم وطبيعة الخطاب المتمسك بهويّة الدولة، والتوحد من أجل مقاومة مخاطر سياسة التوسع الاستيطاني الذي ترعاه حكومة اليمين الاسرائيلية المتطرفة.
عضو مجلس الأعيان السابق الدكتور طلال الشرفات يعتبر مهندس الحزب الوليد، والمنظّر الرئيس له بعد تجربة لم ترق له في حزب الميثاق، والذي كان أحد أركانه الكبار، والمؤسس الأبرز فيه؛ معتبراً أن السلوك التنظيمي لأحزاب الوسط يشكّل استنساخاً رديئاً لتجربة التسعينات؛ إن لم تعمل على تعزيز المسار الديمقراطي في العمل الحزبي، وعقلنة البناء التنظيمي بين القاعدة والقيادة الحزبيّة.
يبدو أن لدى حزب المحافظين ما يقوله في الشأن العام، وأن ثمَّة أيدولوجيا وطنيّة وخطاب واضح يحمله القائمون عليه، ويتلخص في حماية الهويّة الوطنيّة الأردنيّة، وقيم المجتمع الأساسيّة، وحماية السيادة الوطنيّة من مخاطر الاستهداف والتهجير، وترسيخ قيم النزاهة الوطنيّة، ومقاومة كل أساليب الاختراق الخارجي للنخب السياسيّة، ومحاربة المال الأسود في العمل التنظيمي والانتخابي، وتعزيز قيم الولاء للدولة، والدستور، والمؤسسات.
أغلب قيادات الحزب إن لم تكن جميعها من الصف الثاني والثالث، ويبدو أن الحزب أدرك خطورة الاستقطاب العشوائي لرجال الدولة والمهتمين بالشأن العام، واستفاد من تجارب الأحزاب في الفترة السابقة والتي قدمت إنموذجاً في الزِّحام، والفرديّة، وتقديم الخاص على العام في اختيار القيادات الحزبية، والقوائم الانتخابيةّ، وقدمت للمعارضة هديّة مجانيّة في اختراق مناطق الموالاة التقليديّة بشكل غير مسبوق في الحياة السياسيّة.
لم يعلن الحزب بعد عن أبرز مؤسسيه، وإن كان على مرمى حجر من عقد مؤتمره التأسيسي، ولكن المعلومات المُسربة تقول أنه يعتمد على كوادره بشكل رئيس في تمويله، ويرفض بشكل قاطع المساومات النخبويّة في التمويل الذي يعتمد على مقارفة المال الأسود الذي يُعتبر أحد أهم أسباب تشويه وتسميم الحياة الحزبيّة برمتها، ويبدو أن الحزب يحظى باحترام شخصيات سياسية وازنة من رجال الدولة ممن يرقبون المشهد الحزبي دون أن يشاركوا فيه، ويعتقدون أن فكرة الحزب يمكن أن تستعيد ثقة جمهور الوسط المحافظ الغاضب الذي اختطفته المعارضة بسبب غياب خطاب وطني صادق ينافس خطاب المعارضة في الشارع السياسي.
تركيبة القائمين على الحزب ومؤسسيه متنوعة، ومتجانسة، ولا تلغي أحداً، وتسمية الحزب بهذا الاسم ترتبط بالقيم التي يحملها، وليست باعتبارات عرقيّة أو جهوية أو مناطقية، وترتبط أساساً بثوابت الحزب الوطنيّة والاجتماعيّة، وتكريس فكرة كيان الدولة وفحوى سيادتها، وحمايتها من العبث، والاستهداف، والنكران، وتقديم برامج سياسية واقتصاديّة تنسجم مع ثوابت الوطن وقيم المجتمع.

نيسان ـ نشر في 2025-04-05 الساعة 09:03

الكلمات الأكثر بحثاً