اتصل بنا
 

هآرتس: لماذا اختفى ويتكوف عن الخارطة الإعلامية؟

نيسان ـ نشر في 2025-04-05 الساعة 09:08

x
نيسان ـ أينما ننظر، نرى أن نتنياهو الآن في تضارب مصالح. لا يدور الحديث فقط عن المفهوم ضمناً، القضية القطرية التي يتورط فيها مكتب رئيس الحكومة حتى عنقه، في الوقت الذي يحاول هو نفسه التخلص من المستشارة القانونية للحكومة ورئيس “الشاباك”، أمر نتنياهو باستئناف الحرب في قطاع غزة الشهر الماضي، مع تعريض حياة المخطوفين الباقين للخطر، وكذلك الجنود الذين يدخلون إلى القطاع الآن. هو يدير سياسة هجومية في سوريا ولبنان، مرفقة بوجود عسكري هناك وفي حالة احتكاك دائم. حسب التقارير الكثيرة في وسائل الإعلام الأجنبية، ربما يقف هجوم إسرائيلي ضد إيران على الأجندة الآن. هل الشخص الذي اتخذ كل القرارات حول هذه المواضيع الحساسة يمكنه فعل ذلك بصورة نقية وموضوعية، في الوقت الذي يغرق فيه في معركة ثنائية مع سلطة القانون؟ هل الأفلام الكثيرة التي نشرها هذا الأسبوع، تقريباً كل يوم، ضد جهاز القضاء و”الشاباك” تظهر أن رئيس الحكومة هادئ ومسيطر بشكل كامل على الوضع؟
في هذا الأسبوع، وسع الجيش نشاطاته في قطاع غزة. حتى الآن، هذه ليست الحرب الكبيرة التي وعد بها الحكومة رئيس الأركان أيال زمير عند تسلم منصبه. في هذه الأثناء، تعمل في القطاع ثلاث فرق بحجم قوات مقلص وبدون الإعلان عن تجنيد خاص للاحتياط. الخوف من عدم امتثال عدد كبير من رجال الاحتياط ما زال يحلق فوق كل الخطط العسكرية، في حين يمتثل 50 في المئة من الجنود بصعوبة في بعض الوحدات. المشكلة هي عملية أكثر مما هي سياسية. صحيح أن الإجماع حول مجريات الحرب تآكل بسبب سلوك الحكومة، لكن التهديد الملح لهيئة الأركان يتعلق بالصعوبة الشخصية لرجال الاحتياط. عدد كبير منهم اجتاز عتبة الانكسار إزاء تحمل العبء. هذا عائق أكثر وضوحاً أمام تحقيق أهداف الحرب من التأييد المتزايد للرفض.
هدف توسيع العملية، كما قال أمس وزير الدفاع يسرائيل كاتس، هو زيادة الضغط على حماس كي تتنازل في المفاوضات حول استمرار صفقة التبادل. وأقواله هذه تظهر كتصريح تم تنسيقه مع الأمريكيين، وربما هم من طلبوا ذلك. لم يكن اختفاء ستيف ويتكوف، المبعوث الأمريكي، صدفة من خارطة الإعلام في الفترة الأخيرة. يبدو أن الإدارة الأمريكية أبقت لإسرائيل هامشاً لعملية عسكرية، على أمل تحسين القدرة على المساومة في المفاوضات، ولكن يبدو أنها ستكون محدودة زمنياً. الرسالة الحالية من واشنطن تقول إنه إذا كانت إسرائيل المحاربة في غزة، فهي مدعوة لفعل ذلك، والإدارة الأمريكية الحالية ستوفر لها كل السلاح المطلوب. ما سيحدث بعد ذلك قد يكون مختلفاً قليلاً: يتوقع أن يزور ترامب السعودية الشهر القادم. ولا يريد أن تعتم صور حرب غزة على هذه الزيارة. في الأسابيع الأخيرة نشرت اقتراحات أمريكية وإسرائيلية وفلسطينية بخصوص العودة إلى صفقة التبادل. بالخطوط العامة، يبدو أن إسرائيل تريد تحرير 11 مخطوفاً على قيد الحياة في المرحلة الأولى (هناك كما يبدو 21 مخطوفاً أحياء من بين الـ 59 الذين ما زالوا محتجزين في القطاع). وافقت حماس على إطلاق سراح خمسة مخطوفين أحياء. ثمة هامش موافقة محتمل بين الطلبين. ولكن قبل ذلك، سيكون سفك دماء متبادل، ستطرحه الحكومة على الجمهور بشكل مضلل، كخطوة حيوية في الطريق إلى النصر.
قبل بضعة أيام من كاتس، في بداية جلسة الحكومة الأحد، تحدث نتنياهو عن أهداف الحرب. الأهداف التي وضعها كانت أكثر طموحاً. حسب رئيس الحكومة: ستلقي حماس سلاحها في نهاية العملية الإسرائيلية، وسيخرج قادتها الكبار من القطاع، و”سنمكن من تطبيق خطة ترامب بشأن الهجرة الطوعية”. إذا كان نتنياهو وبحق يأمل في تحقيق هذه الأهداف، فعليه استخدام المزيد من الضغط العسكري. من غير المؤكد أنه سينجح في ذلك. وفي الطريق خطر واضح، موت معظم المخطوفين.
تحدث كاتس مع المراسلين العسكريين، الذين رافقوه في جولة في جنوب لبنان. وقد قيل للمراسلين إنه محظور نشر نية الجيش الإسرائيلي تطويق رفح من الشمال والشرق في موازاة التقدم نحو محور فيلادلفيا. هذا الأمر تم بالسيطرة على محور موراغ، الذي يمر عبر أنقاض المستوطنة التي أقيمت في حينه بين خان يونس ورفح. مبرر منع النشر هو الحفاظ على سلامة القوات. هذا لم يزعج نتنياهو في التفاخر باحتلال موراغ في الفيلم الذي نشره بعد بضع ساعات. لقد كان هنا تلميح للمستوطنين وأحزاب اليمين المتطرف في الحكومة التي تأمل بمحو إجراءات الانفصال وإعادة الاستيطان في القطاع.
في هذه الأثناء، أعلن الجيش الإسرائيلي عن البدء في تحقيق خاص به في القضية الاستثنائية في رفح، حيث قتل هناك 15 من رجال الإسعاف وعمال مساعدة فلسطينيين، الذين عُثر على جثامينهم في قبر جماعي عقب حادثة كانت في صباح 23 آذار. الطبيب الجنائي الذي فحص الجثث، قال إن الضحايا أعدموا بإطلاق النار من مسافة قصيرة. وقال شهود عيان فلسطينيون إن بعض الجثث كانت مكبلة الأيدي والأرجل. في المقابل، قال الجيش، بعد فحص أولي، بأن الحديث لا يدور عن مذبحة، وأن بعض القتلى تم تشخيصهم أعضاء في حماس، وأنه -حسب الاشتباه- فقد استخدموا سيارات الإسعاف من أجل النشاطات العسكرية.
في الوقت الذي تمكن فيه المستوطنون من تنفيذ مذبحتين عنيفتين في الضفة الغربية (في قرية بمنطقة نابلس وفي قرية بمنطقة الخليل) قام حاخام (82 سنة)، وهو من قدامى زعامة المستوطنين الدينية، بزيارة قوات الجيش الإسرائيلي في الأراضي السورية، وهو يضع الأوسمة ويرتدي الزي العسكري. يتم التخطيط في عيد الفصح لعقد مؤتمرات مدنية مختلفة بمساعدة الجيش الإسرائيلي، والقيام بنزهات عائلة وراء الحدود داخل هضبة الجولان السورية. ما الذي يقوله رجال الشرطة في لندن في المسرحيات الكوميدية البريطانية القديمة؟ لا شيء لمشاهدته هنا. استمروا في التصرف بشكل عادي.
عاموس هرئيل

نيسان ـ نشر في 2025-04-05 الساعة 09:08

الكلمات الأكثر بحثاً