ترامب.. فردية تم اختيارها بعناية
محمود أبو هلال
كاتب أردني
نيسان ـ نشر في 2025-04-06
نيسان ـ قد يكون ناعوم تشومسكي أفضل من فككك طريقة التداول بين الجمهوريين والديموقراطيين في أمريكا. فمع صعود ترامب بدت "الليبرالية الديموقراطية" وكأنها أعادت النظر في أسس النظام الذي اعتقدوه مستقرا، وأنه أفضل ما أنتجت البشرية.
صحيح أن ترامب حالة استثنائية في شخصه وأسلوبه، لكنه أيضا ابن شرعي لنظام أنتج أدوات تمكنه من الوصول إلى الحكم، ومن ثم التأثير العميق فيه. فحين تقوم العميقة بإنتاج رئيس منتخب، باستخدام أدوات النظام الديمقراطي، ويظهر هذا الرئيس كأنه يقوض المؤسسات، ويضرب القيم، ويعيد تعريف الأولويات الكبرى، فإننا لا نكون أمام خلل في شخص، بل أمام عمل منظم.
لاشيء في أمريكا فردي أو حزبي.. لا شيء يحدث صدفة في إدارة الانتخابات والتداول على الرئاسة.
منذ اغتيال كندي مرورا بانتخاب العجوز ريغان ليترأس أول قوة في العالم وصولا لترامب كانوا كلهم نتاج معين. فأمريكا محكومة بالواقع من قبل المجمع الصناعي العسكري، وتوابعه وشبكاته الإعلامية، ولوبيات المليارديرات.. سميها الدولة العميقة أو القوى الغامضة، لا يهم.
هذا النظام هو الذي يقرر.. والرئيس تابع مع هامش وصلاحيات للحركة.
فإبراز صفة المضطرب أو التاجر على ترامب والاكتفاء بالتركيز عليها في تحليل تصرفاته، على أساس أن خياراته كرئيس تبدو فردية، هي مغالطة. وقد تكون موجهة من العميقة للتلاعب بالعقول ولوضع السياسة الأمريكية خارج مجال إدانة الأصدقاء والحلفاء.. إذا اصطدمت رعونة ترامب بهم. أو أصبحت محل تهديد للأمن القومي.
ترامب هو أداة التعبير عن السياسة الفاشية الأمريكية وهي الأداة التي يخرجها الحاوي الأمريكي من كيسه حين يكون الطريق سالكا لاعتماد سياسة الهيمنة الواضحة والفجة وسلوك القوة العارية والتي يعيدها الى الكيس ويخرج الخيار " الديمقراطي" الناعم حين تكون المرحلة محتاجة للتكتيك والمراوغة وهكذا يتداول الخياران بحسب مقتضيات المرحلة.
صحيح أن ترامب حالة استثنائية في شخصه وأسلوبه، لكنه أيضا ابن شرعي لنظام أنتج أدوات تمكنه من الوصول إلى الحكم، ومن ثم التأثير العميق فيه. فحين تقوم العميقة بإنتاج رئيس منتخب، باستخدام أدوات النظام الديمقراطي، ويظهر هذا الرئيس كأنه يقوض المؤسسات، ويضرب القيم، ويعيد تعريف الأولويات الكبرى، فإننا لا نكون أمام خلل في شخص، بل أمام عمل منظم.
لاشيء في أمريكا فردي أو حزبي.. لا شيء يحدث صدفة في إدارة الانتخابات والتداول على الرئاسة.
منذ اغتيال كندي مرورا بانتخاب العجوز ريغان ليترأس أول قوة في العالم وصولا لترامب كانوا كلهم نتاج معين. فأمريكا محكومة بالواقع من قبل المجمع الصناعي العسكري، وتوابعه وشبكاته الإعلامية، ولوبيات المليارديرات.. سميها الدولة العميقة أو القوى الغامضة، لا يهم.
هذا النظام هو الذي يقرر.. والرئيس تابع مع هامش وصلاحيات للحركة.
فإبراز صفة المضطرب أو التاجر على ترامب والاكتفاء بالتركيز عليها في تحليل تصرفاته، على أساس أن خياراته كرئيس تبدو فردية، هي مغالطة. وقد تكون موجهة من العميقة للتلاعب بالعقول ولوضع السياسة الأمريكية خارج مجال إدانة الأصدقاء والحلفاء.. إذا اصطدمت رعونة ترامب بهم. أو أصبحت محل تهديد للأمن القومي.
ترامب هو أداة التعبير عن السياسة الفاشية الأمريكية وهي الأداة التي يخرجها الحاوي الأمريكي من كيسه حين يكون الطريق سالكا لاعتماد سياسة الهيمنة الواضحة والفجة وسلوك القوة العارية والتي يعيدها الى الكيس ويخرج الخيار " الديمقراطي" الناعم حين تكون المرحلة محتاجة للتكتيك والمراوغة وهكذا يتداول الخياران بحسب مقتضيات المرحلة.
نيسان ـ نشر في 2025-04-06
رأي: محمود أبو هلال كاتب أردني