اتصل بنا
 

تقدير موقف: لقاء ترامب ونتنياهو - اختبار للتحولات في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية

نيسان ـ نشر في 2025-04-07

x
نيسان ـ خاص
في وقت حساس على الصعيدين الإقليمي والدولي، يأتي اللقاء العاجل بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بمثابة نقطة مفصلية يمكن أن تحدد مسار العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، فضلاً عن تأثيره في العديد من القضايا الاستراتيجية التي تشغل المنطقة، فالتوقيت المفاجئ لهذه الزيارة غير المبرمجة يطرح تساؤلات حول الأبعاد الخفية وراء إصرار البيت الأبيض على عقدها في هذا الوقت بالتحديد، خاصة في ظل التصعيد العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة، وتصاعد التوترات بشأن البرنامج النووي الإيراني، هذا اللقاء قد يشكل محكًا حاسمًا في ترتيب أولويات الأمن والسياسة الخارجية لكل من واشنطن وتل أبيب.
الضغوط الإسرائيلية: هل تحمل الزيارة مفاجآت غير مرغوب فيها؟
الضغوط الداخلية التي يتعرض لها نتنياهو تزداد مع إصرار البيت الأبيض على عقد اللقاء في وقت قريب جدًا، مما يجعل الزيارة تبدو غير مبرمجة مقارنة بالأجندة المتوقعة، وهذا الواقع يزيد من احتمالية أن تكون هذه الزيارة تمهيدًا لمفاجآت قد تؤثر جوهريًا على السياسات الإسرائيلية، إذ يُتوقع أن تشمل المحادثات قضايا حساسة، مثل الحرب المستمرة على غزة، البرنامج النووي الإيراني، الرسوم الجمركية المفروضة على إسرائيل، والعلاقة المتوترة مع تركيا، هذه الملفات قد تحمل في طياتها تغييرات أو مبادرات أمريكية قد تتعارض مع مصالح إسرائيل.
غزة: استمرار الحرب وتحديات الميدان الدولي
بالنسبة للحرب الإسرائيلية على غزة، التي أسفرت عن آلاف الضحايا الفلسطينيين، لا يبدو أن هناك أفقًا لوقف إطلاق النار في الوقت الراهن، إسرائيل تواجه تحديًا كبيرًا في التعامل مع الحراك الدولي ضد عدوانها، بينما تواصل عملياتها العسكرية في القطاع، في هذه الظروف، يسعى نتنياهو للحصول على دعم أمريكي غير مشروط في هذا الملف، خاصةً في المفاوضات الخاصة بإعادة الأسرى الإسرائيليين من غزة، حيث تتعقد الأمور بسبب الموقف الذي تطرحه حركة حماس، قد تسعى الإدارة الأمريكية إلى فرض حل وسط يضمن الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين دون التأثير على سير العمليات العسكرية، وهو ما قد يُغير مجريات الميدان ويؤثر في المواقف الدولية.
إيران: التهديد النووي على رأس الأولويات
فيما يخص التهديد الإيراني، يظل الملف النووي الإيراني في صدارة اهتمامات نتنياهو، إذ تعتبر إسرائيل أن إيران تمثل تهديدًا وجوديًا على أمنها القومي، والتصريحات الأخيرة التي أدلى بها ترامب حول إمكانية توجيه ضربة عسكرية لإيران إذا فشلت الدبلوماسية تزيد من تعقيد هذا الملف، وهنا من المؤكد أن نتنياهو سيحاول استغلال الدعم الأمريكي لممارسة المزيد من الضغط على طهران بهدف ضمان التفوق الاستراتيجي لإسرائيل في المنطقة. في هذا السياق، يتجدد الحديث عن تعزيز التعاون الأمني بين الولايات المتحدة وإسرائيل لمواجهة ما يعتبرانه تهديدًا إيرانيًا على جبهات متعددة، بما في ذلك سوريا.
تركيا: إعادة صياغة التحالفات الإقليمية
من الملفات الخلافية المهمة، قضية تركيا، التي تتعلق بتوسيع النفوذ التركي في المنطقة، لا سيما في سوريا، حيث تضع إسرائيل آمالها في دور أمريكي محوري يساهم في تقاسم مناطق النفوذ مع تركيا في سوريا ويضمن استقرارًا أمنيًا لإسرائيل، خاصة في ظل التحديات التي تطرحها التحركات العسكرية التركية في تلك المنطقة، هذه القضية تتطلب من واشنطن استجابة دبلوماسية تساهم في إعادة صياغة التوازنات الأمنية في المنطقة، وإيجاد نوع من التوافق بين إسرائيل وتركيا لضمان استقرار حدود إسرائيل الشمالية.
الملف الاقتصادي: الرسوم الجمركية في قلب التحديات
من جانب آخر، تمثل الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة على المنتجات الإسرائيلية نقطة ضعف محتملة في العلاقات الاقتصادية بين البلدين. هذه الرسوم تهدد بتعكير صفو التعاون الاقتصادي الوثيق بين واشنطن وتل أبيب، حيث يُتوقع أن يسعى نتنياهو لتخفيف حدتها من خلال مفاوضات مباشرة مع ترامب، لكن من الممكن أن تُطرح شروط أمريكية قد تكون قاسية على إسرائيل، خاصة في ظل العجز التجاري الكبير بين البلدين، مما يزيد من تعقيد هذه المفاوضات في وقت حساس داخليًا لإسرائيل.
القلق الإسرائيلي: مفاجآت قد تغير المعادلات
القلق الإسرائيلي من مواقف أمريكية مفاجئة يعكس حالة من عدم اليقين في تل أبيب. المسؤولون الإسرائيليون يخشون أن تكون هذه الزيارة تمهيدًا لتغييرات جوهرية في المواقف الأمريكية تجاه قضايا حساسة قد تؤثر على مصالح إسرائيل الاستراتيجية، مثل الوضع في غزة، والتحديات الأمنية في سوريا، والصراع المستمر مع إيران، وهذا القلق يعزز من أهمية هذه الزيارة باعتبارها نقطة تحول قد لا تكون نتائجها كما يتمناها الجانب الإسرائيلي، ما يجعلها اختبارًا حقيقيًا للعلاقة بين البلدين في ظل التحولات السريعة في المنطقة.
خلاصة: اختبار حاسم للعلاقات الأمريكية الإسرائيلية
اللقاء بين ترامب ونتنياهو في البيت الأبيض يمثل لحظة مفصلية في سياق العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، حيث يتناول ملفات معقدة تتداخل فيها التحديات العسكرية، الأمنية، والاقتصادية. هذا اللقاء يكشف عن التوترات السياسية التي ستؤثر في المشهد الإقليمي والدولي خلال الفترة المقبلة، ويتطلب من إسرائيل موازنة دقيقة بين تحقيق مكاسب استراتيجية على الأرض وبين التعامل مع الضغوط الأمريكية والدولية التي قد تغير من المعادلات القائمة، وهو ما يجعل هذه الزيارة اختبارًا حاسمًا للعلاقة الثنائية بين امريكا واسرائيل في ظل الأوضاع المتسارعة في المنطقة.

نيسان ـ نشر في 2025-04-07

الكلمات الأكثر بحثاً