عن مقال عامر محسن: ' عالم ترامب: من السّوق الحرّ إلى العولمة الإمبراطورية'
نيسان ـ نشر في 2025-04-08 الساعة 08:13
x
نيسان ـ خاص
رغم أن مقال الكاتب المهم عامر محسن في الأخبار اللبنانية، والمنشور اليوم، يقدّم سرداً تحليلياً دقيقاً للسياسات الاقتصادية والتجارية في ظل إدارة ترامب، إلّا إنه لا يعالج بشكل مباشر البنية الطبقية الداخلية للرأسمالية الأميركية، يظهر ذلك من خلال اعتماده على تحليلات النخبة (مثل ميران) دون تفكيك مواقعهم الطبقية كأفراد يعيدون إنتاج أيديولوجيا رأس المال المالي والصناعي الأميركي، فالمقال يوحي أحياناً بأن أميركا "ضحية" لنظام عالمي، دون مساءلة هذا النظام بوصفه نتاجًا مباشراً للرأسمالية الأميركية نفسها، وتوسعها الإمبريالي.
فكرة أن الهيمنة العسكرية الأميركية و"دولرة" الاقتصاد العالمي هما "خدمات" تقدمها أميركا تُعيد إنتاج الخطاب الإمبريالي المهيمن الذي يُخفي علاقات السيطرة والنهب خلف واجهات قانونية ومؤسساتية، بينما الحقيقة أن الهيمنة لا تُعد خدمة، بل هي شكل من أشكال التراكم البدائي والريعي على الصعيد العالمي، تُنتج عبر القوة والعنف والحرب، وتُرسخ لاستدامة استغلال دول الجنوب العالمي.
وعندما يناقش المقال معاناة "العمال البيض" وتراجع الصناعات في الداخل الأميركي، فإنه يعيد صياغة السردية الترمبية دون مساءلتها، هذه السردية تُخفي الحقيقة الطبقية الأكبر؛ أن تفكيك الصناعة لم يأت فقط بسبب "استغلال" دول مثل الصين، بل هو نتاج منطقي لمرحلة متقدمة من الرأسمالية النيوليبرالية، حيث يُعاد هيكلة الإنتاج على مستوى عالمي لتكثيف الربح وخفض التكاليف، بغض النظر عن عواقب ذلك على الطبقة العاملة، سواء في أميركا أو الصين أو فيتنام، فالفئات المالية التي راكمت الأرباح لم تَغتصب السلطة، بل تمثل تطوراً طبيعياً في سلطة رأس المال ككل.
من جانب آخر، بدا المقال كأنه يُعيد إنتاج مركزية القرار الأميركي حين يتحدث عن دول مثل فيتنام أو كمبوديا بوصفها "لا تملك خياراً"، ورغم أن هذا قد يكون توصيفاً واقعياً من زاوية سياسية، إلا أن المسألة تتطلب قراءة هذه العلاقات ضمن شبكة الإمبريالية العالمية: هذه الدول ليست مجرد "ضحايا" سلبية، بل أطراف في تقسيم عمل إمبريالي، تستفيد فيه البرجوازيات المحلية من الدخول في شبكة الهيمنة الأميركية، وتُعاد فيه إنتاج التبعية عبر مصالح داخلية، لا فقط عبر ضغط خارجي.
رغم أن المقال يتحدث عن إعادة تشكيل النظام التجاري، إلا أنه لا يربطه بنقد جذري لطبيعة النظام الرأسمالي العالمي بوصفه شبكة من التراكم غير المتكافئ، ما يظهر كـ"خطة اقتصادية جديدة" هو، في جوهره، شكل جديد من أشكال السيطرة الطبقية العالمية، حيث تعيد الإمبريالية الأميركية تموضعها من موقع أزمة، لا من موقع قوة فقط.
والخلاصة أن عامر محسن يُقدّم تحليلاً غنيًا ومليئًا بالتفاصيل، لكنه في الجوهر يظلّ تحليلاً جيوبوليتكيًا أكثر منه نقدًا عميقًا للنظام الإمبريالي العالمي، في حين لو أنه استُخدم المنهج الماركسي بصرامة، كان سيفكك الخطاب الرسمي الأميركي باعتباره غطاءً أيديولوجيًا لعملية استغلال عالمية تُنتج البؤس والهيمنة، حتى حين يدّعي أصحابها أنهم "مظلومون" .
رغم أن مقال الكاتب المهم عامر محسن في الأخبار اللبنانية، والمنشور اليوم، يقدّم سرداً تحليلياً دقيقاً للسياسات الاقتصادية والتجارية في ظل إدارة ترامب، إلّا إنه لا يعالج بشكل مباشر البنية الطبقية الداخلية للرأسمالية الأميركية، يظهر ذلك من خلال اعتماده على تحليلات النخبة (مثل ميران) دون تفكيك مواقعهم الطبقية كأفراد يعيدون إنتاج أيديولوجيا رأس المال المالي والصناعي الأميركي، فالمقال يوحي أحياناً بأن أميركا "ضحية" لنظام عالمي، دون مساءلة هذا النظام بوصفه نتاجًا مباشراً للرأسمالية الأميركية نفسها، وتوسعها الإمبريالي.
فكرة أن الهيمنة العسكرية الأميركية و"دولرة" الاقتصاد العالمي هما "خدمات" تقدمها أميركا تُعيد إنتاج الخطاب الإمبريالي المهيمن الذي يُخفي علاقات السيطرة والنهب خلف واجهات قانونية ومؤسساتية، بينما الحقيقة أن الهيمنة لا تُعد خدمة، بل هي شكل من أشكال التراكم البدائي والريعي على الصعيد العالمي، تُنتج عبر القوة والعنف والحرب، وتُرسخ لاستدامة استغلال دول الجنوب العالمي.
وعندما يناقش المقال معاناة "العمال البيض" وتراجع الصناعات في الداخل الأميركي، فإنه يعيد صياغة السردية الترمبية دون مساءلتها، هذه السردية تُخفي الحقيقة الطبقية الأكبر؛ أن تفكيك الصناعة لم يأت فقط بسبب "استغلال" دول مثل الصين، بل هو نتاج منطقي لمرحلة متقدمة من الرأسمالية النيوليبرالية، حيث يُعاد هيكلة الإنتاج على مستوى عالمي لتكثيف الربح وخفض التكاليف، بغض النظر عن عواقب ذلك على الطبقة العاملة، سواء في أميركا أو الصين أو فيتنام، فالفئات المالية التي راكمت الأرباح لم تَغتصب السلطة، بل تمثل تطوراً طبيعياً في سلطة رأس المال ككل.
من جانب آخر، بدا المقال كأنه يُعيد إنتاج مركزية القرار الأميركي حين يتحدث عن دول مثل فيتنام أو كمبوديا بوصفها "لا تملك خياراً"، ورغم أن هذا قد يكون توصيفاً واقعياً من زاوية سياسية، إلا أن المسألة تتطلب قراءة هذه العلاقات ضمن شبكة الإمبريالية العالمية: هذه الدول ليست مجرد "ضحايا" سلبية، بل أطراف في تقسيم عمل إمبريالي، تستفيد فيه البرجوازيات المحلية من الدخول في شبكة الهيمنة الأميركية، وتُعاد فيه إنتاج التبعية عبر مصالح داخلية، لا فقط عبر ضغط خارجي.
رغم أن المقال يتحدث عن إعادة تشكيل النظام التجاري، إلا أنه لا يربطه بنقد جذري لطبيعة النظام الرأسمالي العالمي بوصفه شبكة من التراكم غير المتكافئ، ما يظهر كـ"خطة اقتصادية جديدة" هو، في جوهره، شكل جديد من أشكال السيطرة الطبقية العالمية، حيث تعيد الإمبريالية الأميركية تموضعها من موقع أزمة، لا من موقع قوة فقط.
والخلاصة أن عامر محسن يُقدّم تحليلاً غنيًا ومليئًا بالتفاصيل، لكنه في الجوهر يظلّ تحليلاً جيوبوليتكيًا أكثر منه نقدًا عميقًا للنظام الإمبريالي العالمي، في حين لو أنه استُخدم المنهج الماركسي بصرامة، كان سيفكك الخطاب الرسمي الأميركي باعتباره غطاءً أيديولوجيًا لعملية استغلال عالمية تُنتج البؤس والهيمنة، حتى حين يدّعي أصحابها أنهم "مظلومون" .