اتصل بنا
 

صواريخ ترامب تمحو رفح والسكان يشبهون الانفجارات بالزلازل المتتالية

نيسان ـ القدس العربي ـ نشر في 2025-04-08 الساعة 08:37

x
نيسان ـ “زلزال”، “كأن الأرض تنشق من تحتنا”، “ما سمعنا مثل هيك انفجارات”، هكذا وصف سكان من جنوب قطاع غزة أصوات الانفجارات الضخمة التي تهز مدينة رفح، منذ بداية الاجتياح الجديد للمدينة، والتي تصاعدت خلال اليومين الماضيين، مع بدء جيش الاحتلال بناء ثكنات عسكرية وتوسيع رقعة “محور موراج” الجديد، الذي أعلن عنه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو.
كتل لهب وأعمدة دخان
ولم تعد المناطق الملاصقة للأحياء التي تشهد توغلات برية لجيش الاحتلال، هي من تسمع أصوات الانفجارات الناجمة عن عمليات التدمير الكبير التي يقوم بها جيش الاحتلال في هذه الأوقات في عدة مناطق في مدينة رفح، الواقعة أقصى الحدود الجنوبية لقطاع غزة، فأصبح دوي هذه الانفجارات يسمع من مناطق أخرى في مدينة خان يونس ومناطق أخرى في وسط القطاع، إلى جانب سماع عمليات إطلاق النار الكثيف من رشاشات ثقيلة.
بات سكان المدينة النازحون في مناطق قريبة في خان يونس، يخمنون مناطق الاستهداف، بناء على تصاعد لهيب النار ليلا، وبناء على تصاعد أعمدة الدخان نهارا من أماكن الاستهداف
ويعود ذلك لتصعيد جيش الاحتلال من عمليات نسف المربعات السكنية في عدة مناطق في المدينة، خاصة في مناطق الغرب والوسط، في ظل عدم القدرة الدقيقة في هذا الوقت على التحديد الدقيق لتلك الأماكن المستهدفة بالتدمير، بسبب إخلاء المدينة بالكامل من السكان، بناء على تهديد جيش الاحتلال، وبات سكان المدينة النازحون في مناطق قريبة في خان يونس، يخمنون مناطق الاستهداف، بناء على تصاعد لهيب النار ليلا، وبناء على تصاعد أعمدة الدخان نهارا من أماكن الاستهداف.
ويقول أبو محمد الشاعر، أحد سكان المدينة النازحين حاليا في مواصي خان يونس، لـ “القدس العربي”، إن أصوات الانفجارات لم تهدأ منذ ثلاثة أيام، وإن هذه الأصوات تعد أعنف مما كانت عليه خلال فترة الاجتياح السابق للمدينة، الذي دمر الاحتلال مناطق واسعة من المدينة.
زلازل متتالية
ويشير سكان المدينة النازحون إلى أن عمليات التدمير تتركز في مناطق تقع وسط رفح، حسب مشاهدتهم لكتل النار وأعمدة الدخان، ويقول النازح أبو محمد إن منزله الواقع في وسط المدينة دمر بشكل بليغ في الاجتياح السابق، مع عدد من المنازل المجاورة، وإنه يتوقع بحسب روايات السكان أن يكون الحي دمر بالكامل في الهجمات الأخيرة.
ويقول محمد المصري، من مدينة خان يونس لـ “القدس العربي”، إنه كغيره من السكان شعر بأن الأرض تتحرك وتهتز بما يشبه “زلازل متتالية”، بعد عدة هجمات تفجير كبيرة متتالية ضربت مدينة رفح، ويؤكد أن حجم التفجيرات وقوتها حاليا أعنف مما كانت عليه سابقا.
ويؤكد سكان رفح النازحون وكذلك سكان مدينة خان يونس، أن أصوات القصف المتتالية تشعرهم على الدوام بالخوف والارتباك، خاصة وأنها تقض مضاجعهم في خلال الليل، ويشعرون أن الأرض تتشقق من تحتهم.
السكان شعروا بأن الأرض تتحرك وتهتز بما يشبه “زلازل متتالية”، بعد عدة هجمات تفجير كبيرة متتالية ضربت مدينة رفح
وعلق الكثير من السكان على مواقع التواصل على الانفجارات، وكتب أحمد عيسى على صفحته على موقع “فيسبوك” “صواريخ مرعبة وانفجارات عنيفة تقضي على ما تبقى من منازل في رفح”، فيما كتب نضال الفقعاوي “يا إلهي انفجارات قنابل لأول مرة نسمعها”، وكتبت نعمة حسن “الانفجارات التي تحدث الآن غريبة، لم نسمع مثلها منذ بداية الحرب، كأنهم يفجرون البلد دفعة واحدة”، وكانت تقصد رفح، أما هاني أبو دغيم فقد وصف ذلك بالقول “كأنه زلزال من قوة القصف”.
وحسب أحد المختصين في مجال الهندسة، ففد أكد لـ “القدس العربي” أن هذه القوة التي تحدثها التفجيرات وتسمع عن بعد، عائدة لإطلاق إسرائيل صواريخ ثقيلة جدا، من تلك التي تستخدم في إحداث ارتجاجات أرضية في محيط المنطقة المستهدفة، بهدف إيقاع مبانيها.
صواريخ ترامب
وفي دلالة على قوة التفجيرات، يقول مواطنون يقطنون على مشارف مدينة دير البلح التي يفصلها عن مدينة رفح مدينة خان يونس بعرضها، إنهم يسمعون أصوات الانفجارات الضخمة التي تستهدف المدينة، وناجمة عن عمليات قصف جوي وتفجير أرضي، فيما أكد شهود عيان يقطنون بنايات مرتفعة في مناطق أخرى أبعد وسط القطاع، أنهم يشاهدون أعمدة دخان تتصاعد من المدينة.
وكانت الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب أعادت تزويد إسرائيل بالصواريخ الحربية الثقيلة، وفي بداية عودة تزويد مخازن الجيش الإسرائيلي بهده الصواريخ، أوصلت الولايات المتحدة 1800 قنبلة من طراز “MK-84″، تزن كل قنبلة طنا واحدا (2000 رطل)، حسب ما أعلنت وزارة الجيش في تل أبيب.
وذكرت وقتها الوزارة وهي تشير إلى حجم الدعم الأمريكي العسكري، أنها استلمت أكثر من 76 ألف طن من الذخائر منذ بداية الحرب عبر 687 رحلة جوية و129 رحلة بحرية.
والمعروف أن قنابل “MK-84” تُعد من بين أكثر الذخائر الجوية تدميرا، حيث صُممت لاستهداف مواقع تحت الأرض أو البنية التحتية المحصنة.
وهذه الصواريخ التي تحدث ارتجاجات أشبه بالزلزال، استخدمت في إحداث الدمار الكبير في غزة، وكانت المسؤولة عن تدمير أحياء سكنية وبنايات متعددة الطوابق، وأحدثت مجازر دامية راح ضحيتها في كل مرة عشرات الفلسطينيين، ومنها مجزرة عائلة نصر شمال غزة خلال الفترة السابقة للحرب، والتي أدت وقتها لاستشهاد أكثر من 100 مواطن، وقد عملت هذه الصواريخ علاوة عن قوتها التدميرية، على مسح عوائل كثيرة من السجل المدني بقتل جميع أفرادها.
ويقول المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إن الاحتلال محا مدينة رفح من الخارطة، وحوّلها إلى كارثة إنسانية مكتملة الأركان، وأشار في تقرير تناول ما يحدث هناك، إلى أن المدينة الواقعة جنوب القطاع، “ترزح تحت وطأة كارثة إنسانية شاملة ودمار هائل طال كل مناحي الحياة، بفعل الإبادة الجماعية والشاملة التي شنها جيش الاحتلال الهمجي، الذي لم يرحم بشراً ولا حجراً”، بعد أن حول المدينة إلى “منطقة عمليات عسكرية مغلقة”، عازلاً إياها تماماً عن باقي محافظات قطاع غزة، ومعتبراً بأنها منطقة حمراء كاملة.

نيسان ـ القدس العربي ـ نشر في 2025-04-08 الساعة 08:37

الكلمات الأكثر بحثاً