غزة .. الناس تطهو على رماد الأمل
نيسان ـ نشر في 2025-04-10 الساعة 12:23
x
نيسان ـ في أحد أحياء غزة المنهكة بالحرب، تجلس أم خليل أمام موقد صغير من الحطب، تنفخ في الجمر كأنها تحاول بعزيمتها أن تحيي الحياة من بين الركام.
الغاز مقطوع منذ عدة أسابيع، والكهرباء غابت تماماً، لا تزور البيوت ولو للحظة.
الحطب؟ غالٍ، بالكاد تستطيع شراءه، لكن أم خليل تُصرّ على أن تطهو ما تبقّى من عدس أو بعض الخبز اليابس، لتُبقي صغارها على قيد الوجع.
“ما في غاز، ما في كهربا، ما في أكل أصلاً… بس لازم نعيش”، تقولها أم خليل وهي تمسح الدخان عن وجهها، وعيونها تتعلق بأولادها السبعة الذين يحيطون بها كحبات الزيتون حول الجذر، يتنظرون لقمة تُقنع المعدة بأن هناك ما يُسمى بالحياة.
في غزة، كل شيء يُفعل باليد: الإنارة شموع إن وجدت، الغسيل يُفرك بالحجر، والطبخ نار تُشعل بالحطب والكرتون وقطع الخشب من بقايا الحرب.
أصوات الخناقات على دور المياه، على كسرة خبز، على لتر ماء نظيف… باتت من يوميات المدينة المحاصرة.
حتى الأطفال، تعلّموا أن لا يسألوا عن الكهرباء، ولا عن “شو في اليوم عالغدا”، صار السؤال الوحيد: “إيمتى الحرب بتخلص؟”.
الناس هنا لا تحلم بالرفاهية، بل بقليلٍ من الضوء، بقارورة غاز، بقدرٍ يغلي، بشباك مفتوح لا تدخله رائحة القصف أو دخان الحطب.
غزة كانت تطبخ الحياة رغم كل حصار، أما الآن، فهي تطبخ على الحطب – إن وجد – وتحرق ما تبقى من كرامتها على نار الحاجة.
دخان البيوت لا يصعد للسماء فقط، بل يصل إلى الضمير الإنساني الذي نام.
في غزة، لا نار في البيوت… إلا نار الحصار.
الغاز مقطوع منذ عدة أسابيع، والكهرباء غابت تماماً، لا تزور البيوت ولو للحظة.
الحطب؟ غالٍ، بالكاد تستطيع شراءه، لكن أم خليل تُصرّ على أن تطهو ما تبقّى من عدس أو بعض الخبز اليابس، لتُبقي صغارها على قيد الوجع.
“ما في غاز، ما في كهربا، ما في أكل أصلاً… بس لازم نعيش”، تقولها أم خليل وهي تمسح الدخان عن وجهها، وعيونها تتعلق بأولادها السبعة الذين يحيطون بها كحبات الزيتون حول الجذر، يتنظرون لقمة تُقنع المعدة بأن هناك ما يُسمى بالحياة.
في غزة، كل شيء يُفعل باليد: الإنارة شموع إن وجدت، الغسيل يُفرك بالحجر، والطبخ نار تُشعل بالحطب والكرتون وقطع الخشب من بقايا الحرب.
أصوات الخناقات على دور المياه، على كسرة خبز، على لتر ماء نظيف… باتت من يوميات المدينة المحاصرة.
حتى الأطفال، تعلّموا أن لا يسألوا عن الكهرباء، ولا عن “شو في اليوم عالغدا”، صار السؤال الوحيد: “إيمتى الحرب بتخلص؟”.
الناس هنا لا تحلم بالرفاهية، بل بقليلٍ من الضوء، بقارورة غاز، بقدرٍ يغلي، بشباك مفتوح لا تدخله رائحة القصف أو دخان الحطب.
غزة كانت تطبخ الحياة رغم كل حصار، أما الآن، فهي تطبخ على الحطب – إن وجد – وتحرق ما تبقى من كرامتها على نار الحاجة.
دخان البيوت لا يصعد للسماء فقط، بل يصل إلى الضمير الإنساني الذي نام.
في غزة، لا نار في البيوت… إلا نار الحصار.