الملاغة الصاخبة
نيسان ـ نشر في 2025-04-10 الساعة 12:59
نيسان ـ عندما استعرض القائد الإنجليزي "ولنغتون" في اللحظة الأخيرة ضباط أركان حربه قبل حملته على البرتغال فيما مضى، اندهش وانزعج، ولكن الوقت كان قد فات. فقال عبارة مشهورة: "أملي الوحيد أن يرتجف الأعداء من هؤلاء الضباط كما ارتجفتُ أنا عندما قرأتُ أسماءهم وعرفتُ تاريخهم العسكري. أريد أن ألتقي بهذا المجنون الحقيقي الذي جمع كل هؤلاء في سفينة واحدة!"
وفي السياق ذاته، قد تنتابك نفس مشاعر الاستغراب والانزعاج عندما تشاهد أولئك الذين يملؤون الشاشات ووسائل الإعلام. تسأل نفسك كما فعل "ولنغتون": من جاء بكل هؤلاء؟! هؤلاء الذين يمسكون بالميكروفونات، ويضبطون مقاعدهم أمام الكاميرات معتقدين أنهم يتسيدون المشهد ، فيدافعون عن الوطن بشذر مذر وخبط لبط،وبما لم يتنزل به سلطان.
وبدلاً من أن يكون هؤلاء "عُقلاء القوم" الذين من يُفترض بهم ضبط النبض الشعبي، فقد حملوا عصا مايسترو أوركسترا منصات ميديا"المتردية والنطيحة" ، التي تساوي خلف نوافذها العاقل مع الأحمق. هذا يشبه ما قاله أحد المفكرين في الماضي: "عندما اخترع المسدس، تساوى الجبان مع الشجاع". ومع مرور الوقت، أصبح "الملاغة" سمة بارزة لبعض الذين يُقدَّمون للناس باعتبارهم قادة رأي على كافة المستويات والمواقع. نتيجة لذلك، تبعهم جمهور من الدهماء المالغين، الذين يزداد تأثيرهم يومًا بعد يوم.
وفي هذا السياق، ينطبق عليهم تمامًا ما حكاه ابن الجوزي رحمه الله في طرفته الشهيرة: "نظر رجل في البئر فرأى صورة وجهه، فعاد إلى أمه يخبرها أن في البئر لصًا. فراحت الأم تستطلع الأمر، فإذا بها أحمق من ابنها درجة، فقالت: أي والله، ومعه فاجرة."
و"السيد الأحمق" الذي يتكلم ما يخطر على قلبه ويتوهم أنه أعقل الناس، فقد ورد عن سيدنا علي كرم الله وجهه قوله فيه : "ربما يريد أن ينفعك فيضرك، وسكوته خيرٌ من نطقه، وبُعده خيرٌ من قربه، وموته خيرٌ من حياته."
ولأن السيل لا يميز بين الصالح والطالح، فإن الأخلاط تتراكم، وتسد طرق "تنفيس الجريان الطبيعي". وبذلك، تجد أن استعادة التوازن أمر صعب، مما يستدعي الاستعانة بخبير "تسليك" المجارير المحتقنة بما "هب ودب"، كي تمر العاصفة بسلام، دون أن تترك أثرًا على ما تبقى من العقول الصافية.
ويظل نفس السؤال يطرق طبلة أذنك : من جاء بكل هؤلاء حقًا؟!!!!!
وفي السياق ذاته، قد تنتابك نفس مشاعر الاستغراب والانزعاج عندما تشاهد أولئك الذين يملؤون الشاشات ووسائل الإعلام. تسأل نفسك كما فعل "ولنغتون": من جاء بكل هؤلاء؟! هؤلاء الذين يمسكون بالميكروفونات، ويضبطون مقاعدهم أمام الكاميرات معتقدين أنهم يتسيدون المشهد ، فيدافعون عن الوطن بشذر مذر وخبط لبط،وبما لم يتنزل به سلطان.
وبدلاً من أن يكون هؤلاء "عُقلاء القوم" الذين من يُفترض بهم ضبط النبض الشعبي، فقد حملوا عصا مايسترو أوركسترا منصات ميديا"المتردية والنطيحة" ، التي تساوي خلف نوافذها العاقل مع الأحمق. هذا يشبه ما قاله أحد المفكرين في الماضي: "عندما اخترع المسدس، تساوى الجبان مع الشجاع". ومع مرور الوقت، أصبح "الملاغة" سمة بارزة لبعض الذين يُقدَّمون للناس باعتبارهم قادة رأي على كافة المستويات والمواقع. نتيجة لذلك، تبعهم جمهور من الدهماء المالغين، الذين يزداد تأثيرهم يومًا بعد يوم.
وفي هذا السياق، ينطبق عليهم تمامًا ما حكاه ابن الجوزي رحمه الله في طرفته الشهيرة: "نظر رجل في البئر فرأى صورة وجهه، فعاد إلى أمه يخبرها أن في البئر لصًا. فراحت الأم تستطلع الأمر، فإذا بها أحمق من ابنها درجة، فقالت: أي والله، ومعه فاجرة."
و"السيد الأحمق" الذي يتكلم ما يخطر على قلبه ويتوهم أنه أعقل الناس، فقد ورد عن سيدنا علي كرم الله وجهه قوله فيه : "ربما يريد أن ينفعك فيضرك، وسكوته خيرٌ من نطقه، وبُعده خيرٌ من قربه، وموته خيرٌ من حياته."
ولأن السيل لا يميز بين الصالح والطالح، فإن الأخلاط تتراكم، وتسد طرق "تنفيس الجريان الطبيعي". وبذلك، تجد أن استعادة التوازن أمر صعب، مما يستدعي الاستعانة بخبير "تسليك" المجارير المحتقنة بما "هب ودب"، كي تمر العاصفة بسلام، دون أن تترك أثرًا على ما تبقى من العقول الصافية.
ويظل نفس السؤال يطرق طبلة أذنك : من جاء بكل هؤلاء حقًا؟!!!!!
نيسان ـ نشر في 2025-04-10 الساعة 12:59
رأي: ميسر السردية