أسئلة قليلة ! للأديب الاردني ماجد شاهين
نيسان ـ نشر في 2015-12-14 الساعة 11:35
( 1 )
أريد أن أسأل : ماذا سيكتب منتفعون ومتسلّقون وكتبة عرض الحال ، بعد عشر سنوات !!!
.. هل سيعودون إلى الكتابة عن " الرقص في العتمة " و " الرقص على الجراح والحبال و في الزوايا العفنة .. وهل سيسعون إلى " الاصطياد في مياه عكرة " ، و في حال لم يجدوا مياهاً عكرة .. هل يسعون إلى تعكير المياه للبحث عن صيد ٍ فيها ؟
.. هل ستكون الكتابة عن " الوقيعة والنميمة والفتنة " دارجة في الأنحاء ؟
.. وهل سيكتبون عن البنادق التي ينقلها أصحابها من كتف ٍ إلى أخرى ، وعن المواقف التي تتبدّل مثلما تتبدّل " الجوارب " كلّّما اتسخت أو لحقها عفن .؟
..
بارعون في تهيئة الأجواء للفتنة ، و مهيّئون نحن للنميمة وللعتمة و للمياه التي تطلع منها رائحة القلق والتوتر .
.. هل نحن ، و عن قصد ٍ أو سهو ٍ أو من دون قصد ، منذورون للنميمة وللوقيعة ولسطوة " الأنا الضارّة " ؟ و هل ننخرط في ورشة كذب كبرى مغلّفة بالألوان و التبويس والتحسيس و الابتسامات العريضة ؟
...
كنّا انخرطنا في ورشة كذب كاملة الدسم طيلة عقود مضت !
فهل نجرؤ على مجرّد المحاولة للانخراط في ورشة تصالح ٍ مع الذات والضمير .
( السطر الأخير كنت كتبته ونشرته سنة 1979 في القرن الفائت(
( 2 )
يريدوننا أدوات َ تنفيس ٍ وفق ما يشتهون .
و يريدونك كاتب صكوك غفران و صكوك صلح و صكوك مؤامرات و صكوك بيع عقارات و كاتب وصولات تسليم بضائع في سوق الخضار المركزيّة .
و يريدونك أن تكتب لهم وصلة ردح لــ ِ فلان ... و ربما بعد دقائق يقلبون الحال و يديرون أقفيتهم للكتابة السابقة و يعودون لطلب وصلة مدح و مديح و امتداح للشخص ذاته أو لغيره .
كاتب ردح و كاتب مدح .. يرونك هكذا و ربّما يرونك كاتب لطم للجنازات و كاتب زغاريد للأفراح .
يريدونك ، علبة حروف متحركة .. و ربّما يعتقدون أنك ماكينة تفريخ كلام .
أنا ، أؤكد مرة تلو مرة ، أن ّ أسوأ وظيفة يمكن أن يلتحق بها الكاتب أو أن يمارسها ، تتمثل في أن يكون صندوق حروف يتحرّك أو جهاز تفريخ نميمة أو كلام !
( 3 )
في الصيدليّات ، يبيعون الأدوية و ربّما طلاء الأظافر و كريمات البشرة ، لكنّهم لا يبيعون ( دهونات / كريمات ) لمعالجة حكّة الضمير .
.. و أوجاع الضمائر ، لا تنفع معها حقن ٌ أو " كبسولات مضاد ّ حيويّ " ولا ينفع تبديل شرايين وأوردة .
قبل سنوات طالبت بالبحث عن " ضمائر كاوتشوك بديلة " لمن يتلف ضميره .. للأسف : لا يمكن للعلم والطبّ أن يزرع ضميرا ً بديلا ً !


