اتصل بنا
 

الآيفون الأمريكي.. من حلم أوباما إلى صدمة الأرقام

نيسان ـ نشر في 2025-04-12 الساعة 12:44

x
نيسان ـ في عام 2011، سأل الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما مؤسس شركة أبل الراحل، ستيف جوبز، عن إمكانية تصنيع هاتف آيفون داخل الولايات المتحدة، ليجيبه جوبز مؤكداً صعوبة تحقيق ذلك.
ومع مرور الوقت، ورغم التغيرات في السياسات التجارية، لا تزال فكرة إنتاج آيفون أمريكي بالكامل تواجه تحديات كبيرة، أبرزها ارتفاع التكلفة وصعوبة تأمين العمالة والمهارات المطلوبة.
في ظل النزاع التجاري بين واشنطن وبكين، دافع البيت الأبيض عن فرض الرسوم الجمركية، معتبراً أن الولايات المتحدة تملك ما يكفي من الموارد والعمالة لتصنيع الهواتف محليًا، غير أن غالبية المحللين يرون أن الأمر مكلف للغاية وربما يكون مستحيلاً.
كم سترتفع التكلفة؟
بحسب تقديرات بنك أوف أمريكا للأوراق المالية، فإن سعر هاتف آيفون 16 برو قد يقفز من 1199 دولارًا إلى 1500 دولار، نتيجة ارتفاع تكاليف العمالة وحدها.
فيما ذهب محلل من ويدبوش إلى أن السعر قد يصل إلى 3500 دولار، إذا اضطرت أبل إلى نقل 10% من سلسلة التوريد إلى داخل الولايات المتحدة، ما قد يكلف الشركة نحو 30 مليار دولار خلال ثلاث سنوات.
حاليًا، تُصنّع أكثر من 80% من منتجات أبل في الصين، وتخضع هذه المنتجات لرسوم جمركية تصل إلى 145% عند دخولها السوق الأمريكية.
عقبات لوجستية وبشرية
يرى خبراء أن تصنيع آيفون في أمريكا يواجه عقبات تتعلق بالعمالة، من حيث الأجور والمهارات. ففي الصين، يتقاضى العمال 3.63 دولارات في الساعة، بينما يبلغ الحد الأدنى للأجور في كاليفورنيا 16.50 دولارا.
ويؤكد تيم كوك، الرئيس التنفيذي لأبل، أن أمريكا تفتقر إلى عدد كافٍ من مهندسي الأدوات، وهو ما يجعل التجميع الضخم للهواتف أكثر تعقيدًا في الداخل الأمريكي.
محاولات سابقة لم تكتمل
رغم محاولات إدارة ترامب في ولايته السابقة لجذب شركات التكنولوجيا للإنتاج المحلي، لم تتحقق النتائج المرجوة. فمشروع فوكسكون في ولاية ويسكونسن، الذي كان من المفترض أن يوفر 13 ألف وظيفة، لم يُنتج سوى 1454 وظيفة، وانتهى الأمر بإنتاج أقنعة وجه بدلًا من الإلكترونيات.
نقل جزئي محتمل
قد يكون نقل التجميع النهائي إلى أمريكا خيارًا مطروحًا، لكن نقل سلسلة التوريد بالكامل سيحتاج إلى سنوات، إن لم يكن مستحيلًا، وتنتج معظم مكونات آيفون في آسيا، من المعالجات في تايوان إلى الشاشات في كوريا، وجميعها معرضة للرسوم الجمركية.
رغم ذلك، تواصل أبل خطوات صغيرة نحو تعزيز وجودها الإنتاجي في أمريكا، مثل تصنيع شرائح محدودة في مصنع جديد بأريزونا، وإنتاج أجهزة في تكساس.
وبينما لا تزال فكرة آيفون "صُنع في أمريكا" غير واقعية بحسب المحللين، قد تتجه أبل إلى إنتاج بعض الملحقات أو الأجهزة منخفضة الحجم محليًا، في محاولة لكسب إعفاءات جمركية أو مجاراة السياسات الاقتصادية.

نيسان ـ نشر في 2025-04-12 الساعة 12:44

الكلمات الأكثر بحثاً