اتصل بنا
 

ثقب أسود هائل 'يستفيق' بعد سبات طويل

نيسان ـ نشر في 2025-04-14 الساعة 15:44

x
نيسان ـ

عاد ثقب أسود قديم خامد في مجرة بعيدة إلى الحياة فجأة، آسراً علماء الفلك حول العالم بوابل من الأشعة السينية عالية الطاقة التي تتحدى النماذج العلمية الحالية.

وفي قلب مجرة الهادئ الواقع على بُعد 300 مليون سنة ضوئية في كوكبة العذراء، يكمن ثقب أسود فائق الكتلة، كان علماء الفلك يتجاهلونه حتى وقت قريب، لكن هذا الوضع تغير جذريا في عام 2019، عندما ازداد سطوع المجرة بشكل غير متوقع، مما دفع العلماء إلى إلقاء نظرة فاحصة.

ثقب أسود هائل

وفي أوائل عام ٢٠٢٤، حدث أمر أكثر إثارة للدهشة، حيث رصد علماء فلك تشيليون توهجات قوية ومتقطعة من الأشعة السينية تنبعث من نواة المجرة كل 4إلى 5 أيام، وهي ظاهرةٌ غير مسبوقة تُشير إلى أن الثقب الأسود كان "يستيقظ" من فترة طويلة من الخمول.

ونُشرت الدراسة الجديدة في مجلة "نيتشر أسترونومي"، وتُفصّل ما يُطلق عليه الباحثون الآن اسم "أنسكي"، وهي النواة المجرية النشطة حديثًا التي تُصدر هذه الثورانات شبه الدورية الشديدة، وكل توهج أطول بعشر مرات وأكثر سطوعا بعشر مرات من الثورانات شبه الدورية النموذجية، مطلقا طاقة تفوق مائة مرة أي شيء شوهد من قبل.

وتقول الدكتورة لورينا هيرنانديز غارسيا من جامعة فالبارايسو في تشيلي: "هذه هي المرة الأولى التي نشهد فيها ثقبا أسود ينبض بالحياة في الوقت الفعلي بهذا السلوك المتطرف، إنها نافذة نادرة على سلوك هذه الوحوش الكونية عندما تبدأ في التغذية مجددا".

وعادةً ما تختبئ الثقوب السوداء الهائلة، مثل تلك التي تُثبّت مجرتنا درب التبانة، بصمت في مراكز المجرات، ولا تتحرك إلا عندما تقع المادة في قبضتها الجاذبية، وعندما يتجول نجم على مقربة شديدة، يمكن أن يتفتت إلى أشرطة متوهجة من البلازما تلتف إلى الداخل، مُشكلة قرص تراكم ساطع قبل أن يتلاشى إلى الأبد.

ومع ذلك، في حالة أنسكي، لا توجد علامة واضحة على أن نجما قد التُهم مؤخرا، و تستمر الانفجارات في الوصول كالساعة - قوية، مُحيّرة، ولا تشبه أي شيء شوهد من قبل.

ويقول جوهين تشاكرابورتي، طالب الدكتوراه في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا والمؤلف المشارك في الدراسة: "هذه الانفجارات تدفع فهمنا للثقوب السوداء إلى أقصى حد، إنها تتحدى كل نموذج موجود لدينا لكيفية عمل الانفجارات شبه الدورية".

ثقب أسود هائل

ويعتقد بعض العلماء أن الانفجارات قد تكون ناجمة عن نجم في مدار يتقاطع لفترة وجيزة مع قرص الغاز والحطام المحيط بالثقب الأسود - مثل حجر كوني يقفز.

ويقول نوربرت شارتيل، كبير العلماء بوكالة الفضاء الأوروبية: "يبدو الأمر كما لو أن رقصة سماوية خفية تدور حول الثقب الأسود، لكننا لا نعرف بعدُ تفاصيلها".

وفي حين أن السبب الدقيق لانفجارات أنسكي الغامضة لا يزال مجهولاً، إلا أن هذا العرض الكوني لم ينتهِ بعد، فمع استمرار التلسكوبات حول العالم في رصد نشاطه، يأمل العلماء في رصد المزيد من هذه الانفجارات أثناء عملها، والاقتراب من فهم ما يُوقظ الثقب الأسود من سباته.

ويقول إروان كوينتين، عالم فلك الأشعة السينية المشارك في الدراسة: "ما زلنا في المراحل الأولى، ولدينا الآن نظريات أكثر من البيانات، لكن أنسكي يمنحنا فرصة ذهبية للتعلم".

نيسان ـ نشر في 2025-04-14 الساعة 15:44

الكلمات الأكثر بحثاً