بيت ابو وليد يحترق

نيسان ـ إبراهيم قبيلات
اتصلت الزوجة بزوجها وفي صوتها كل رعب الارض : بيت ابو فلان يحترق . الزوج للصدفة كان موجودا في السوق، بهدوء الواثق قال لها: دعيني أولا اشتري بعض الحاجيات.
• اقول لك بيت ابو وليد يحترق.
منزل ابو وليد ملاصق لمنزلهما، ما يعني ان تقدير انتقال النار اليه ليس وارداً فقط بل وهو الارجح ان لم تفلح جهود الاطفاء في الوقت المناسب.
• لا تخافي عزيزتي .. أنا رتبت كل شؤون المنزل من الداخل فلا تخافي
• يا رجل ماذا تقول..
• ولا اشي.. طيب انا عموما اتفقت مع مصلح الثلاجات ان يأتي.
جن جنون الزوجة. وخرجت مع اولادها من المنزل الى حين اطفاء حريق منزل الجار، خطر لي هذا وانا استمع الى كلام الدكتور محمد المقابلة وهو يضع سيناريوهات اقلها تأثيرا علينا مرعبة لنا.
• اقول لك ان منزل جارنا الغزاوي يحترق.. وانتقلت النيران الى منزل جارنا ابو سامح السوري
• طيب .. اشتريتم خبز؟
• النار مجنونة يا رجل.. النار توسعية .. بطبعها تتمدد ولا تعترف بحد لها
• نحن بخير.. لدينا ماكينة اطفاء امريكي فخمة
• ماكينة الاطفاء هذه تخلت عن الحجة الاوكرانية بساعة .. فماذا تقول..
• ولا اشي.. احكي لي: اجا مصلح الثلاجات؟
يقول المقابلة: الامن الاستراتيجي لأي دولة لا يتوقف عند حدودها الرسمية بل يتخطاه الى ابعد من ذلك بكثير فيما البعض منا يصر على ان أمننا الوطني الاردن يجب ان يكون داخل الاردن.
هنا لا اتحدث عن المسؤولين والجهات الرسمية المسؤولة. فهذه تدرك تماما ما يجري وتتفاعل معه. لكن ما اعنيه هنا هو في الوعي الشعبي، الوعي الشعبي لما يجري في غزة، لما يجري في سوريا، وهو ما يجب ان يتعامل معه بصفته يجري خلف الباب. وهذا لا يحدث. هذا لا يحدث شعبيا على الاطلاق.