اتصل بنا
 

إعلام مأجور: من الوكالة إلى الوحدة

نيسان ـ نشر في 2025-04-19

نيسان ـ تذكر الدكتورة خيرية قاسمية، أستاذة التاريخ في جامعة دمشق رحمها الله، في كتابها "يهود الدول العربية" أن من أشكال النشاط الصهيوني في سوريا في ثلاثينيات القرن الماضي، ما تمثّل في قيام الوكالة اليهودية بدفع الكتّاب الإعلاميين الصهاينة لتزويد الصحافة العربية بمقالات وتعليقات وتحقيقات، نُشرت إما باسم هيئة التحرير، أو بأسماء عربية مستعارة، وأحيانًا على شكل تقارير كأنها من مراسلي الصحف. وكانت مصادر هذه المقالات المدسوسة تقاريرَ استخباراتية تابعة للدائرة السياسية في الوكالة اليهودية.
وقد عكست هذه المقالات العقيدة الإعلامية التي تبنّاها كتّاب الوكالة اليهودية: تشويه النضال الفلسطيني، وطرح أجندات بديلة عن القضية الفلسطينية، وزرع أخبار ملفقة لتأسيس رأي عام معادٍ للفلسطينيين، ودفع اللبنانيين والسوريين إلى الانشغال بشؤونهم الداخلية.
أما ناحوم فيلنسكي (منشئ وكالة الشرق التلغرافية)، فقد وضع نصب عينيه هدفًا يتمثل في منع "قيام جبهة عربية موحدة ضد الصهيونية"، وذلك عبر إحداث شرخ واسع بين الحركة الوطنية الفلسطينية والدول العربية، وخلق مصاعب أمام تلك الحركة في الشرق كله.
السؤال الذي يطرح نفسه: هل نلمس اختلافًا يُذكر فيما يتعلق بالنوايا والخطط والنتائج وتطبيقها في الوقت الراهن؟ أليس الأمس ما زال حاضرًا بكل حمولته الخبيثة؟
اللهم إلا تناسل القطيع وتعدد أدواته، كظهور طبقة "المحللاتيه"، و"النخب المشبوهة" التي ضلّت وأضلّت، و"مغرّدي السوشيال ميديا" من المتعلّقين بأذيال أفخاي أدرعي، و"طحالب مستنقع 8200"، وإن كان عن علم أو جهالة، فهو سواء.
ذلك أن العمل ما زال جاريًا، من مراحل "التعشيش" و"التفقيس" انتهاءً بـ"التكويش"، لحرف البوصلة عن قبلتها الأولى، وخلط المفاهيم عمدًا، حتى أصبح الضحية متهمًا مطاردًا، والجلاد متظلّمًا ينهل عطف "مرضعاته الخواجيات والشرقيات". وهانحن نرى التلاعب ببسطاء الإدراك تحت حججٍ ظاهرُها لا يستوي مع باطنها؛ الطريق الأقصر لقلب الأبيض أسودًا، والحق باطلًا.
ومرة أخرى: أفلا يُعاد اليوم إنتاج ذات الوصفة، لكن بأدوات أكثر دهاءًوانتشارًا؟

نيسان ـ نشر في 2025-04-19


رأي: ميسر السردية

الكلمات الأكثر بحثاً