اتصل بنا
 

الدّجال والدّجاجلة

نيسان ـ نشر في 2025-04-21 الساعة 10:07

نيسان ـ حتى نكون على بينة، يجب أن ننزه الله سبحانه وتعالى عن أن يختبر الناس ب"دجال"، وفوق ذلك يدعمه بأدوات لم يمنحها للرسل والأنبياء، ولكن الله سبحانه يبعث رسلاً، "منذرين مبشرين" وللإنسان حرية الاختيار بدون تأثير الخوارق الخداعة، قال تعالى: ( وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق واتخذوا آياتي وما أنذروا هزوا.. 56 الكهف).
أي ان الله سبحانه، يبعثهم قبل أن يحل العذاب مبشرين من صدّقهم وآمن بهم، ومنذرين من كذّبهم وخالفهم. ولذلك لا حاجة ليبعث شخصاً يخادع الناس يختبر إيمانهم، ويُمنح قوة وأدوات لم يُجهّز بها الرسل، حتى أنها تجعله أقرب إلى الألوهية، فله جنة ونار، يسير في الأرض فتتبعه كنوزها، وغيرها من المعجزات التي لا يمكن أن يسلم من فتنتها أحد!!.
يعطى كل هذا دون عرض جانب آخر، أي دعوة حق واضحة، تفضح منهج الدجال.. فالأصل أن يعطى الإنسان حرية الاختيار دون مخادعة!! وحتى لا يدخل في الدجل لابد من عرض جانب آخر واضح يراه من تَعرّض لهذه الفتنة، حتى يتخذ القرار الصحيح، ويرى الناس تضحيات من تصدى للدجال والدجاجلة فيتبعوا بهم الحق، لا أن تكون المشاهد كلها خادعة، تجعل النار جنة والجنة ناراً، فينخدع الجمهور ويختاروا الدجل الذي صور لهم الحق باطلاً، والباطل حقاً..!!
وإن لم يصح وجود دجال حسب الروايات، فهناك دجاجلة كثر، ظهر دجلهم لمن (أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَدِيدٌ).. أولها الدول الكبرى التي تلقي الناس في نار الحروب وتقول لهم نحن نحرركم ونريد لكم الخير، والدول التي تروج للباطل وتتبناه وتسوم من يقف في وجهها ألوان العذاب، وتقول إنها على الحق في عرف الدجال..!!
الحكومات تزين الباطل للناس، تعرضه بحلة مبهرة، وتنبذ الحق وتصوره بصورة بشعة تخيف الناس منه، وبيدها أدوات العقاب والثواب المقلوبة.
يظهر دجل الدجال والدجاجلة، في بيئة يملؤها الخوف والتعدي على حريات الناس من الحكومات المضبوعة، بسبب التعدي من الدول الكبرى على الدول الصغرى لاستئصال سيادتها واستعباد شعوبها وسلب خيراتها، وإذا وقف أحد في وجه الدجال، يُرمى في أتون السجون أو يقتل، فيحظى بالجنة وإن كان يراه العامة في النار!!، ويرمى من صدق الدجال وخدمه وسار وراءه في الجنة كما يرى المضبوعون لكنه ألقي في نار الباطل والتبعية لقوى الشر!!..
لكل دجال دجاجلة!!، فأميركا وربيبتها لا تستطيع أن تروج دجلها، إلا إذا كانت تملك دجاجلة يدعمون دجلها، لذلك هي تعتمد على الإعلام و منظمات وحكومات وأشخاص يباركون دجلها وهم يعلمونه، وأشخاص يباركونه عن جهل، وآخرين لا يكادون يفقهون قولاً.. مبهورين بها..
أما الدجاجلة العجيبون "هم المتطوعون" الذين يصرخون من أقصى أطراف المشهد، يؤيدون الدجال دون أن يأبه أو يضغط عليهم أحد، فقط تهوى نفوسهم الباطل وتبحث عن الأضواء، يتنافخون غضباً على كل من خالف الدجال، ثم لا يستجيب لهم أحد، والدجال لا يدري بهم ولا يمكن أن يكافئهم على مشاعرهم الاجرامية، ولأنه لا يسمعهم فهم يحظون بخيار واحد ليس فيه تمويه أو خداع ودجل!! هو "النار" وإن كانوا يشعرون في أنفسهم أنهم في جنة من قوة المشاعر التي لا يحسها أحد إلا هم وذلك من شدة دجلهم، لكنها في داخلهم هم دون غيرهم وهؤلاء هم مقتل المجتمعات والشعوب والأمم..

نيسان ـ نشر في 2025-04-21 الساعة 10:07


رأي: صابر العبادي

الكلمات الأكثر بحثاً