اتصل بنا
 

ليس استرداد المقرات فقط… المهم استرداد عقول الأردنيين

كاتب وخبير قانوني

نيسان ـ نشر في 2025-04-24 الساعة 17:21

نيسان ـ ابناؤنا، الذين غرّر بهم، والذين انساقوا، والذين آمنوا بخطاب الجماعة لم يفعلوا ذلك في سوادهم الأعظم لأنهم إرهابيون، بل لأنهم لم يسمعوا خطابًا بديلًا، هؤلاء هم اليوم الميدان الحقيقي للمعركة.
أن تستعيد المقر… خطوة أمنية مشكورة، لكن، أن تستعيد العقل… فهذا مشروع وطني طويل الأمد.
نعم، الدولة أثبتت أنها قادرة على فرض السيادة، وهذا يُحسب لها، لكن دعونا نسأل بكل مسؤولية: أين كان الإعلام الرسمي عندما كانت الجماعة تزرع في العقول؟ أين كانت الرواية الوطنية حين أصبح شباب الجامعات يهتفون بما لا يفهمون؟ من الذي سمح لهذا الخطاب أن يتغلغل في الأحياء والقرى والمخيمات بينما الخطاب الوطني ظل حبيس البيانات والنشرات الجافة؟
يا أصحاب القرار،
معركتنا ليست فقط ضد جماعة عابرة للوطن… بل ضد فراغ فكري وثقافي استغلته الجماعة ببراعة.
المطلوب اليوم:
• أن نُعيد كتابة الرواية الأردنية، لا بلغة الخوف، بل بلغة الانتماء.
• أن نُحيي القيم الأردنية: النخوة، البيعة، الشرف، الكبرياء، لا كأغنية وطنية فقط، بل كمشروع تعليمي وتربوي وتواصلي.
• أن نستثمر في الإعلام، لا لتكرار الشعارات، بل لبناء عقل أردني وطني مستقل، يعتز بدينه كما يعتز بوطنه، لا يسمح لأحد بأن يختطفه لا باسم الدين ولا باسم المعارضة.
سيدي المسؤول الأردني،
نحن نُقدّر جهودكم… ونفهم التحديات، وندرك حجم العبء. لكن ما نطلبه اليوم يبني على الإجراءات الأمنية، لكنما، نحن الآن أحوج ما نكون الى خطابً وطني يقنع، نريد إعلامًا يحاور، نريد مدرسةً تعلم الانتماء بلا تكلّف، وتُخرج جيلًا لا يمكن اختطافه بشعار.
لقد استرددتم المقرات… فلتكن الخطوة التالية هي استرداد العقول.
وإلا، فستعود الجماعة بأسماء جديدة، وتدخل من نوافذ جديدة، وتبني قلاعها في الفراغ الذي لا نملؤه نحن.
الوطن لا يُحمى بالأمن وحده… بل بالفكرة، وبالصدق، وبقدرة الدولة على أن تُقنع لا أن تُرهب.
فاستردوا العقول،
وافتحوا حوارًا وطنيًا شاملًا،
ولتكن هذه اللحظة لحظة تأسيس، لا لحظة انتصار مؤقت.

نيسان ـ نشر في 2025-04-24 الساعة 17:21


رأي: الدكتور عمر كامل السواعدة كاتب وخبير قانوني

الكلمات الأكثر بحثاً