المفرق .. مدينة الأفق والنجوم ..
نيسان ـ نشر في 2025-04-26 الساعة 08:23
نيسان ـ كنت ولا ازال ارحب بقدوم الخميس و افضل ان امضي كل أوقاته في العالوك استمتع بهدوء المكان وأشهد مغيب الشمس وأراجع ما قمت به خلال الاسبوع وما تبقى علي القيام به ..
هذا الخميس كان مختلفا فقد امضيت نصفه في احد اجمل الاماكن رحابة ودفئا وغنى .فقد عشت اجمل الساعات وانا اتذوق المفرق واهلها الذين انصهروا بدوا وحضرا ، مسلمين ومسيحين ،مشرقيين ومغاربة ، من كانت اصوله من غربي النهر ومن كانت اصولهم من شرقيه .
لقد سعدت بتلبية دعوة الصديق فارس الشديفات للمشاركة في الحفل التكريمي الذي أقامه على شرف الصديق المشترك الدكتور اسامة تليلان بمناسبة صدور كتابه "المجتمع المدني والتحول الديمقراطي في الاردن " وكان ذلك في دارته الجميلة عند مدخل المدينة الغربي .
بالنسبة لي كانت المفرق ولا تزال واحدة من احب المقاصد الى قلبي فانا اعشق باديتها والمدينة واتجول في بلداتها واعرف عائلاتها وتربطني بالالاف من ابناء المفرق علاقات صداقة واخوة حميمة .
منذ اكثر من ثلاثة عقود تشرفت بالاقامة في المحافظة وقد كان منزلي على الحافة الغربية لصحراء النفوذ وفي بلدة الرويشد على حدود الاردن الشرقية وقد جاء ذلك ابان خدمتي كضابط في الامن العام حينما كلفت بدور تنسيقي للهيئات الدولية العاملة في مخيمات العائدين من الكويت عام ١٩٩٠ ،وتعمق هذا الحب بتكرار زياراتي الى قرى البادية وقصبة المفرق والبلدات المجاورة ووقوفي على اطلال جبل اقعيس ومقاعس وتجوالي في الصفاوي وتعرفي على بعض معالم المحافظة التي تتربع على حدود المدى فتشعر وانت فيها صباحا بسعة الأفق وقرب السماء وجوار القمر ..ل
لقد تجولت في ارجاءها فوصلت معظم ديارها وحرصت على مشاركة اهلها احتفالات ولقاءات واقمت الندوة الحوارية الأولى للتنمية السياسية في دير الكهف واقمنا مهرجانا شعريا في احدى ليالي عام ٢٠٠٩ حضره ما يزيد على ٥٠٠٠ مواطن وضيف كان ذلك على المسرح المكشوف في ساحة مدرسة بلدة الصالحية وامضيت اوقاتا جميلة برفقة الاصدقاء في بلدة صبحا بين اشجار المشمش والتفاح تطل علينا عناقيد العنب وسط اجواء تعطرها رائحة الدراق والخوخ ويزينها ازهار الكاكا والرمان .
في المفرق لا احتاج لأن ابدل لهجتي او اتوقف لاتأكد من معاني المفردات فاللغة غنية مثل الارض والناس دافئون كدفء ليل الصيف في الصحراء وهناك لي صلات وطيدة فقد زاملت المئات من ابناء هذه الديار وتشرفت بمعرفة اعداد كبيرة من الرجال الذين عرفوا بصدقهم وكرمهم وتفانيهم .
في المفرق تشعر بان كل البيوت بيتك وكل الناس اهلك عشت ذلك في الرويشد وصبحا وحيان والدجنية وبلعما وحوشا والخالدية وام القطين والصفاوي والمكيفته ومغير السرحان ورحاب وحمامة العموش والمدور والمنشية وغيرها .
كنت ولا ازال معجب بالروح الرفاقية التي يتحلى بها ابناء المفرق والتمازج المذهل الذي تمتاز به الجماعات فتشعرك بعمق رباط صلاتها وتنوع الخلفيات الجغرافية والعقائدية والمهنية لاعضاءها .
لم يكن بوسعي ان اتردد في قبول دعوة الصديق فارس الذي لا يختلف المعارف في المفرق وخارجها على حبه وتقدير اسهاماته لمجتمعه وبيئته فقد كنت اشعر بالذنب لغيابي عن حفل توقيع كتاب الصديق اسامة وجاءت هذه المناسبة كفرصة للتخفيف من شعوري بالتقصير تجاه اسامة الذي اخلص لفكرة الكتاب وامن بضرورة تطويرها لمشروع بحثي تناول مرحلة هامة من تاريخ البلاد .
لقد كان اللقاء حميما وغنيا وممتعا تداعى لحضوره أصدقاء الدكتور تليلان واحباءه فقد رتب له الصديق فارس بعناية . ففي الامسية حضر المكان و الحب والتقدير والثقافة وكل صور المجتمع الأردني التي قد لا يتمكن الكثير منا اظهارها بشكل يضاهي الطريقة المفرقاوية .
في اللقاء الذي حضره ما يقارب العشرين محبا من اصدقاء فارس واسامة رحب بنا المضيف وتحدث عن منجز الدكتور تليلان وترك لأسامة المنصة ليقول شيئا عن الكتاب والمجتمع المدني والتحولات قبل ان يعقب عدد من الحضور وقبل ان يغمرنا المضيف بفيض كرمه...
سهرة الخميس في المفرق اشعرتني برحابة المكان وسعة الافق والاطلاع والثقافة التي طاف بنا الحضور في ارجاء العلوم والافكار والفلسفة فقد كان للاساطير والتاريخ والتراث والسياسة واحوال البلاد نصيبا فيما تم التطرق اليه .
شكرا اخي فارس على طيب الملقى وعلى كرم الضيافة وشكرا لشريتك عمرك السيدة الريادية عبير وهنيئا للدكتور اسامة وأطيب الأمنيات لكل الاصدقاء الذين شاركونا أمسية ولا اجمل .كما اشكر ابن أخي المهندس غازي الذي رافقني الرحلة الى ديار الاهل في مدينة الوصل بين العراق والشام .
هذا الخميس كان مختلفا فقد امضيت نصفه في احد اجمل الاماكن رحابة ودفئا وغنى .فقد عشت اجمل الساعات وانا اتذوق المفرق واهلها الذين انصهروا بدوا وحضرا ، مسلمين ومسيحين ،مشرقيين ومغاربة ، من كانت اصوله من غربي النهر ومن كانت اصولهم من شرقيه .
لقد سعدت بتلبية دعوة الصديق فارس الشديفات للمشاركة في الحفل التكريمي الذي أقامه على شرف الصديق المشترك الدكتور اسامة تليلان بمناسبة صدور كتابه "المجتمع المدني والتحول الديمقراطي في الاردن " وكان ذلك في دارته الجميلة عند مدخل المدينة الغربي .
بالنسبة لي كانت المفرق ولا تزال واحدة من احب المقاصد الى قلبي فانا اعشق باديتها والمدينة واتجول في بلداتها واعرف عائلاتها وتربطني بالالاف من ابناء المفرق علاقات صداقة واخوة حميمة .
منذ اكثر من ثلاثة عقود تشرفت بالاقامة في المحافظة وقد كان منزلي على الحافة الغربية لصحراء النفوذ وفي بلدة الرويشد على حدود الاردن الشرقية وقد جاء ذلك ابان خدمتي كضابط في الامن العام حينما كلفت بدور تنسيقي للهيئات الدولية العاملة في مخيمات العائدين من الكويت عام ١٩٩٠ ،وتعمق هذا الحب بتكرار زياراتي الى قرى البادية وقصبة المفرق والبلدات المجاورة ووقوفي على اطلال جبل اقعيس ومقاعس وتجوالي في الصفاوي وتعرفي على بعض معالم المحافظة التي تتربع على حدود المدى فتشعر وانت فيها صباحا بسعة الأفق وقرب السماء وجوار القمر ..ل
لقد تجولت في ارجاءها فوصلت معظم ديارها وحرصت على مشاركة اهلها احتفالات ولقاءات واقمت الندوة الحوارية الأولى للتنمية السياسية في دير الكهف واقمنا مهرجانا شعريا في احدى ليالي عام ٢٠٠٩ حضره ما يزيد على ٥٠٠٠ مواطن وضيف كان ذلك على المسرح المكشوف في ساحة مدرسة بلدة الصالحية وامضيت اوقاتا جميلة برفقة الاصدقاء في بلدة صبحا بين اشجار المشمش والتفاح تطل علينا عناقيد العنب وسط اجواء تعطرها رائحة الدراق والخوخ ويزينها ازهار الكاكا والرمان .
في المفرق لا احتاج لأن ابدل لهجتي او اتوقف لاتأكد من معاني المفردات فاللغة غنية مثل الارض والناس دافئون كدفء ليل الصيف في الصحراء وهناك لي صلات وطيدة فقد زاملت المئات من ابناء هذه الديار وتشرفت بمعرفة اعداد كبيرة من الرجال الذين عرفوا بصدقهم وكرمهم وتفانيهم .
في المفرق تشعر بان كل البيوت بيتك وكل الناس اهلك عشت ذلك في الرويشد وصبحا وحيان والدجنية وبلعما وحوشا والخالدية وام القطين والصفاوي والمكيفته ومغير السرحان ورحاب وحمامة العموش والمدور والمنشية وغيرها .
كنت ولا ازال معجب بالروح الرفاقية التي يتحلى بها ابناء المفرق والتمازج المذهل الذي تمتاز به الجماعات فتشعرك بعمق رباط صلاتها وتنوع الخلفيات الجغرافية والعقائدية والمهنية لاعضاءها .
لم يكن بوسعي ان اتردد في قبول دعوة الصديق فارس الذي لا يختلف المعارف في المفرق وخارجها على حبه وتقدير اسهاماته لمجتمعه وبيئته فقد كنت اشعر بالذنب لغيابي عن حفل توقيع كتاب الصديق اسامة وجاءت هذه المناسبة كفرصة للتخفيف من شعوري بالتقصير تجاه اسامة الذي اخلص لفكرة الكتاب وامن بضرورة تطويرها لمشروع بحثي تناول مرحلة هامة من تاريخ البلاد .
لقد كان اللقاء حميما وغنيا وممتعا تداعى لحضوره أصدقاء الدكتور تليلان واحباءه فقد رتب له الصديق فارس بعناية . ففي الامسية حضر المكان و الحب والتقدير والثقافة وكل صور المجتمع الأردني التي قد لا يتمكن الكثير منا اظهارها بشكل يضاهي الطريقة المفرقاوية .
في اللقاء الذي حضره ما يقارب العشرين محبا من اصدقاء فارس واسامة رحب بنا المضيف وتحدث عن منجز الدكتور تليلان وترك لأسامة المنصة ليقول شيئا عن الكتاب والمجتمع المدني والتحولات قبل ان يعقب عدد من الحضور وقبل ان يغمرنا المضيف بفيض كرمه...
سهرة الخميس في المفرق اشعرتني برحابة المكان وسعة الافق والاطلاع والثقافة التي طاف بنا الحضور في ارجاء العلوم والافكار والفلسفة فقد كان للاساطير والتاريخ والتراث والسياسة واحوال البلاد نصيبا فيما تم التطرق اليه .
شكرا اخي فارس على طيب الملقى وعلى كرم الضيافة وشكرا لشريتك عمرك السيدة الريادية عبير وهنيئا للدكتور اسامة وأطيب الأمنيات لكل الاصدقاء الذين شاركونا أمسية ولا اجمل .كما اشكر ابن أخي المهندس غازي الذي رافقني الرحلة الى ديار الاهل في مدينة الوصل بين العراق والشام .
نيسان ـ نشر في 2025-04-26 الساعة 08:23
رأي: د. صبري الربيحات