اتصل بنا
 

كيفية تمرير إصلاحات غير شعبية؟

نيسان ـ نشر في 2025-04-27 الساعة 12:22

x
نيسان ـ إذا تم تلخيص اجتماعات الربيع للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي هذا الأسبوع في ثلاث رسائل أساسية، فمن المحتمل أن تكون: نمواً منخفضاً، وديوناً مرتفعة، واضطرابات عالمية غير مسبوقة، وهذا ثلاثي يصعب التغلب عليه، فتحفيز النمو غالباً ما يتطلب دفعة من الاستثمارات العامة أو تخفيضات ضريبية، لكن خزائن العديد من الاقتصادات المتقدمة والنامية تعاني بالفعل من ضغوط مالية، ومع احتدام الحروب التجارية، وتقلص ميزانيات المساعدات، وتعثر محادثات إعادة هيكلة الديون، تتضاءل أيضاً المحفزات العالمية للنمو والتمويل.
من بين الأدوات المتبقية لصناع السياسات لتعزيز النشاط الاقتصادي وخفض التكاليف بعض الإصلاحات المحلية المفيدة، التي تصادف أنها غير شعبية للغاية، ويشمل ذلك التراجع عن الإعانات الحكومية، ورفع سن التقاعد الحكومي، وسن إصلاحات مجالي الأراضي والضرائب. في الماضي اتهم صندوق النقد الدولي بأنه «نيوليبرالي» أكثر من اللازم في توصية هذه العلاجات للدول الأعضاء، التي تعاني ضعف النمو وارتفاع الديون، فهي بعد كل شيء أسهل قولاً لا فعلاً.
تنفق البلدان الناشئة والمنخفضة الدخل في المتوسط 1.5 % من الناتج المحلي الإجمالي على إعانات الطاقة، ويمكن أن يؤدي خفض هذه المدفوعات إلى تحرير أموال للاستثمار والنمو، لكن كما أظهرت الاحتجاجات في كينيا ونيجيريا على مدار السنوات الأخيرة فإن إزالتها ليست سهلة.
سيصبح الإنفاق على المعاشات التقاعدية أيضاً غير مستدام مع زيادة متوسط العمر المتوقع. هذا ما لم ترتفع أيضاً سن التقاعد القانونية، وقل ذلك للعاملين في منتصف العمر، ويمكن أن يؤدي خفض الروتين في أنظمة التخطيط إلى دعم طفرة البناء، لكن التطورات الجديدة تغضب دعاة حماية البيئة وأصحاب المنازل الحاليين.
ما العمل؟ يقدم تحليل للإصلاحات الناجحة في تقرير الرصد المالي الصادر عن صندوق النقد الدولي يوم الأربعاء بعض المؤشرات. أولاً، يجب على الحكومات تجنب العلاج بالصدمة: يمكن أن يؤدي ذلك إلى إثارة عدم الثقة، وسيصعب على الأسر والشركات التكيف معه.
نجحت كولومبيا على سبيل المثال في إلغاء دعم البنزين تدريجياً عبر جدول زمني مدته عامان، كما أن آليات التعويض المستهدفة بعناية فعالة أيضاً. في أستراليا تضمنت إصلاحات عام 2009 زيادة تدريجية في سن التقاعد، تم موازنتها بزيادة في مزايا الشيخوخة، خاصة للمتقاعدين ذوي الدخل المنخفض. وتقوم حكومة المملكة المتحدة بتطبيق نظام للأسر القريبة من شبكات الكهرباء الجديدة أو المطورة لتلقي خصومات على فواتير الطاقة الخاصة بهم.
وإضافة إلى السياسات المصممة بإبداع فإن التوقيت والتواصل مهمان. فترات النمو المرتفع هي فرصة جيدة لتمرير إصلاحات صعبة، لأنها تساعد في تخفيف آثارها. ويقدم يد المساعدة أيضاً الوضوح بشأن المساومات، والجهود المبذولة لحشد الدعم عبر جماعات المعارضة ومنظمات المجتمع المدني.
على سبيل المثال تمكنت أوروغواي من رفع سن التقاعد تدريجياً، بشكل جزئي، عن طريق تأطير التعديل كوسيلة للحفاظ على المزايا والتمويلات الأخرى. في العام الماضي صوت الأوروغوايانيون حتى لرفض اقتراح لخفض سن التقاعد وزيادة مدفوعات المعاشات التقاعدية.
في إشارة إلى السياسيين الطموحين للإصلاح في عام 2007 نقل عن رئيس وزراء لوكسمبورغ آنذاك جان كلود يونكر قوله: «نعرف جميعاً ما يجب القيام به، لكننا لا نعرف كيف سيتم إعادة انتخابنا بمجرد أن نفعل ذلك». من السهل التعاطف مع ما يسمى «لعنة يونكر». إن سن إصلاحات صعبة أمر صعب بشكل خاص عندما تفتقر الحكومات إلى الأغلبية السياسية، لكن بعد كل شيء وظيفتهم هي إيجاد طريقة.
من الأسهل العثور على أمثلة حديثة لسياسيين يتجاهلون سياسات صعبة، وطويلة الأجل لصالح الثمار القريبة، أو ينكرون المقايضات وينخرطون في «كعكة السياسة»، ولكن عندما كانت الحكومات جريئة ومبتكرة وصادقة، أصبح بالإمكان تحقيق إصلاحات تعزز النمو وتخفض الديون. وحالياً بالنسبة لعديد من الاقتصادات يبدو ذلك أيضاً وكأنه الطريق الأكيد نحو الرخاء.

نيسان ـ نشر في 2025-04-27 الساعة 12:22

الكلمات الأكثر بحثاً