اتصل بنا
 

الحفرة والنفط وكيس الأوهام ..ثلاثية الأردن الأبدية

نيسان ـ نشر في 2025-05-05 الساعة 11:24

x
نيسان ـ إبراهيم قبيلات
الحفرة التي لا نتعلم منها (حتى عندما نعرفها عن ظهر قلب. أتحدث عن حفرة الغاز وأوهامه وخيوطه المتعرجة.
أصبحت الطريق إلى البيت اختبارًا وجوديًّا، كل يومٍ تحاول أن تتجنب الحفرة ذاتها، وكل يومٍ تسقط فيها وكأنها قدرٌ محتوم. تراها من بعيد، تحذّر نفسك، تُوجّه المقود بعناية، ثم فجأة – كأن السيارة تمتلك إرادةً خاصة – تنحرف نحوها بقدسيةٍ غريبة! الضربةُ تأتي كما العادة: رأسك يصطدم بسقف المركبة، والحفرة تضحكُ من داخلك.
"لا تسخروا، كلنا نقع في الحفرة نفسها وإن تعددت أشكال الحفر." أتحدث يا صديقي عن النفط الذي يلمع في الأفق (ويختفي عندما نصل)
قبل عشر سنواتٍ أو أكثر، وعدونا بأننا سنلبس "الدشداشة الخليجية" قريبًا، هل تتذكرون؟ كنا قاب قوسين أو أدنى أن نصبح على أعتاب الأغنياءَ، أو قل كأصحاب الذوات النفطية.
تحوّل الخبر إلى "رأي عام سعيد"، رغم أنه لم يكن سوى "كيس هواءٍ مُعلّق"، لم يصل النفط، لكن الفقر وصل – وزادت البطالة بطالةً، وصار الجوعُ ضيفًا دائمًا على موائد الكثيرين.
ثم عادت الكرّة مرة أخرى، أبشروا يا قوم، نحن دولة نفطية، لكن هذه المرة، لم يعد أحدٌ يهتم. فالوعدُ نفسه يتكرر كـمسلسل رمضاني مملّ، والحلقةُ الجديدة تُذكّرنا فقط بأننا، لم نتعلم من الحلقات القديمة، أما أنا فشخصياً أستعد لأن أملأ شنطة السفر بالهدايا الفاخرة عقب أول زيارة إلى دبي.
قدرنا أن نحاط بثلاثية الذهب، الغاز، وحفرة الأوهام الجديدة. اليوم، يُعلنون عن خطةٍ لحفر 145 بئر غاز، ووعدٍ بإنتاج 418 مليون قدم مكعّب يوميًا. النفطُ والغازُ والذهب، أصبحوا أفيون الشعوب الجديد، يُباع الوهمُ بالجرعات، والشعبُ يشتريه بفرحٍ مُسبق.
الخبرُ مرَّ كأنه إعلانٌ عن افتتاح محلّ فلافل جديد. ربما نُشر في قسم الاقتصاد، أو ربما في "مناسبات" بين أخبار الزواج والوفاة.
"ما أسهل أن يرتفع مزاج الشارع بخبر... وما أسرع أن ينخفض عندما يكتشف أن الخبر مجرد ديكورٍ على جدار الواقع!"
نريد أن نتعلم وأن لا نكرر السقوط ، فالحفرةُ في الشارع ليست سوى انعكاسٍ لحفرنا النفسية، نعرفُها جيدًا، لكننا نختار السقوط فيها. ربما الحلُّ الوحيد هو أن "نضحك"، لأن البكاءَ لن يملأ الحفرة، ولن يحوّل الأوهامَ إلى وقود.
هنا نطرح هذه الأسئلة : متى سنُغيّر الطريق بدلًا من إصلاح الإطارات؟ ومن هو ممثل هذه الشركه بالاردن؟ ولِم لَمْ تفصح الشركة عن اسم متعهد الحفر العالمي، أظنه "بريتش بتروليوم" الذين سبق وزودوا المملكة بغازهم لسنوات قبل ان يتدخل الغاز الإسرائيلي.
بقي أن ينفجر الغاز في وجوهنا من كثرته في الريشه وقله حيلتنا..

نيسان ـ نشر في 2025-05-05 الساعة 11:24

الكلمات الأكثر بحثاً