التحالف الإسلامي : ضرورة حتمية وآمال معقودة
د. خليل الدليمي
استاذ القانون الدولي المساعد
نيسان ـ نشر في 2015-12-15 الساعة 23:08
في خطوة غير مسبوقة بالغة الأهمية ، أعلنت المملكة العربية السعودية عن تشكيل تحالف دولي إسلامي من (٣٥) دولة ويكون مقره الرياض .
لايخفى على أحد ، إن المنطقة والعالم يعيشان إصطفاف دولي متسارع نحو التصادم في ظل إنعدام التوازن الدولي الذي جنح بالعالم نحو مستقبل مجهول .
مداخيل حرب إقليمية وربما عالمية بات واضحاً للعيان في تسارع لإعداد مسرح العمليات يرافقها سباق عسكري سوقي وتعبوي لايحتاج سوى شرارة لتحرق السهل بأكمله .. في ظل هذا الواقع الخطير، من الجنون أن يبقى العرب والمسلمين مكتوفي الأيدي وقد دبت النار في دولهم ، سواء الحرب المباشرة التي يقودها عدو العرب والمسلمين اللدود إيران الشر التي طفح الشر من بين أنيابها ومعها روسيا القيصرية وهي تحمل ذلك الإرث القيصري المقيت وهي تحاول إستعادة ذلك المجد القيصري وما أعقبه من قوة عسكرية لايستهان بها حتى جائتها الإنتكاسة الكبرى على يد صاحب " نظرية البروسترويكا" ميخائيل غورباتشوف ، وهاهي صواريخها وقنابلها المتطورة تدك شعباً عربياً دون إستئذان من الشرعية الدولية رغم ان هذه الشرعية باتت في قرننا الجديد " شرعية قانون القوة " .. إيران الشر دخلت المنطقة كلاعب أساسي بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال المنظمات الإرهابية التابعة لها كحزب الله وأكثر من ٤٨ منظمة ( مليشيا) إرهابية في العراق وهي تبشر بدينها الصفوي الجديد الذي أدخلت فيه محافظتين عراقيتين وبالقوة .. إيران بكل حقد فارس الدفين ، باتت تشكل خطراً مباشراً جسيماً على العرب وهي تقرع طبول الحرب وتتدخل بشكل مباشر في شؤون العرب والمسلمين رغم جبنها لكنها تستخدم التقيه والمكر والغدر ..!
بعد خروج العراق من المعادلة العربية الإسلامية بمواجهة العدو الفارسي ، لابد للمملكة العربية أن تأخذ دوراً ريادياً في ظل مواجهة هذا الإصطفاف الدولي المجنون خاصةً بعد تخل واضح وعلني للولايات المتحدة عن حلفائها في المنطقة ..
الأفعى الفارسية الصفراء دفعت بفراخها في المنطقة ولكن رأسها في بغداد .. المأمول من قيادة هذا التحالف المبارك أن يستخدم ذكائه ودبلوماسيته الفريدة في تتويج عاصفة الحزم بإتفاق يحفظ لليمن ثوابته في الوحدة وإحترام الشرعية مع إمكانية عقد صفقة مع الطرف القوي الذي ينازع الشرعية في اليمن لتحقيق مصالحه الشخصية ، وبعدها يمكن لهذا الحليف القوي صديق الأمس عدو اليوم أن يعود صديقاً يحمي ظهر المملكة فالقادم يستوجب من هذا التحالف ضرب الأفعى على رأسها وإنتزاع العراق من بين فكيها ليعود العراق كما كان طوداً شامخاً يستظل بظله العرب مثلما هو الحال على مر التأريخ .. فوالله لن تستعيد الأمة عافيتها وكرامتها الا بعراق قوي موحد يحكمه من يعادي بلاد فارس ..
أمام هذا التحالف أولاً إيجاد تعريف واضح ومحدد للإرهاب الذي عجز عن إيجاده المجتمع الدولي .
وثانياً تحديد مصدرالإرهاب بنوعيه الإرهاب المنظم ( إرهاب الدول) وهو ماسيكشف دور إيران كأكثر دولة إرهابية في العالم ، وإرهاب الجماعات والأفراد والذي سيكشف أيضاً دور إيران في رعايتها ودعمها له ...!
الأيام القادمة حبلى بالمفاجئات وبما يبشر بالخير ..


