اتصل بنا
 

'ميتة وما حدش عملها إشي'.. حين يصبح الموت رحمةً لأطفال غزة !'

نيسان ـ نشر في 2025-05-11 الساعة 12:07

x
نيسان ـ إبراهيم قبيلات ..
جالسٌ في مستشفى المعمداني بغزة، مرت أمامي امرأةٌ وزوجها يحمل طفلةً بين ذراعيه. سمعت صوت الأم يبكي، بينما يقول الأب لها: "البنت ميتة وما حدش عملها إشي".
توقفتُ عند كلمته. عن جدّ ميتة؟! نظرت إلى الطفلة.. جسدها أصفرُ كالشمع، وساقاها أرقُّ من عودٍ يابس. كانت تُئنُّ جوعًا، بينما يحملها أبوها على كتفه وكأنه يحمل غصناً مكسوراً.
لكننا لا نتحدث عن جوعٍ عابرٍ يُحلُّ بوجبةٍ دافئة. هذا جوعٌ ينهشُ الأمعاء قبل العظام.. جوعٌ يجعلُ الأب يُفضِّلُ رؤية أطفاله الأربعة تحت الركام بدلًا من أن يراهم *تحت ركام الجوع. يقول أحد الآباء: "ماذا أقول لابنتي آية وهي تبكي جوعًا ولا أجد ما أطعمها؟ ثم أراها تذوب يومًا بعد يوم ولا حيلة لي؟".
والكيانُ لا يكتفي بذلك. فبعد أن حوَّلَ غزة إلى سجنٍ مفتوح، ها هو يقتل أطفالها تحت ذريعة أنهم "مقاومون بعد عقدين". هذه ليست نظريةً بل اعترافاتُ سياسيّيهم أنفسهم.. نفس السياسيين الذين يُستقبلون في عواصم العالم بـ"الاحترام"، بينما تُخفي دولٌ مثل بريطانيا زياراتهم عن شعوبها كأنهم لصوصٌ في الليل.
ومن ظنَّ أن الجريمة تقتصر على غزة، فليُلقِ نظرةً على الخليل والضفة.. حيثُ التسليمُ لا يُجدي ولا حتى الاستسلام.
ندرك أن "الجوع كالقصف.. لكن لماذا يفرح أبٌ باستشهاد أطفاله في غزة؟" ثم "كم طفلاً يجب أن يموت جوعاً كي تُفتح المعابر؟"

نيسان ـ نشر في 2025-05-11 الساعة 12:07

الكلمات الأكثر بحثاً