اتصل بنا
 

كاميرا مراقبة ترصد حالتي اعتداء

نيسان ـ نشر في 2015-12-16 الساعة 13:13

x
نيسان ـ

سادت حالة من الاستياء بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي بعد نشر مقطعي فيديو يُظهران تعرض سكان أحد أزقة قرية في المغرب تدعى سيدي موسى، المعروفة بـ"القرية"، ضواحي مدينة سلا، للاعتداء والسطو تحت التهديد، عبر كاميرا مراقبة مثبتة على نافذة أحد البيوت، والتي رصدت حالتي اعتداء داخل الزقاق نفسه.

ويوثق الشريط الأول، المنشور على "يوتيوب" بتاريخ 14 دجنبر 2015 على الساعة 5 و55 دقيقة، لتعرض أحد الأشخاص لاعتداء من طرف مجرمين اثنين يحملان سلاحا أبيض، حيث عمد أحدهما إلى الهجوم على المواطن الذي يبدو أنه كان متوجها للمسجد من أجل أداء صلاة الفجر ودفعه على الحائط.

الواقعة دفعت بعدد من مرتادي الزقاق نفسه إلى التأني أو التوقف، قبل أن يقوم عدد من الرجال يحملون عصيا وهراوات بملاحقة اللصين وإجبارهما على الهرب، في غياب تام لعناصر الأمن بالمنطقة التي باتت تعرف بكونها نقطة سوداء وبانتشار السرقة والاعتداءات في أحيائها.

كاميرا المراقبة نفسها سبق لها أن أظهرت سرقة ثانية تحت التهديد بالسلاح الأبيض، في الزقاق نفسه، حيث أظهر شريط فيديو آخر، منشور بتاريخ 9 دجنبر 2015، تعرض شابة للسرقة في واضحة النهار، حيث سجلت الكاميرا الحادث عند تمام الساعة العاشرة والنصف صباحا، بعد أن عمد اللص إلى تعنيف الفتاة وسلبها بعض الممتلكات، ثم الذهاب إلى حال سبيله بكل ثبات، ما حذا بالضحية إلى محاولة شتمه كما يبدو، ليحاول المعتدي إخافتها وتنطلق الفتاة مبتعدة عن المكان.

وأثار شريطا الفيديو، اللذان عرفا انتشارا واسعا على "فيسبوك"، سخط واستياء ساكنة مدينة سلا، على الخصوص الذين سبق لهم تقديم شكايات كثيرة للسلطات الأمنية، حيث لا يكاد يمر يوم دون تسجيل شكايات ضد معتدين، والذين باتوا يهاجمون الضحايا بشكل ثنائي أو ثلاثي، قبل الاعتداء عليهم باستعمال "السيوف" و"الجْناوا" المعروفة بـ"الرَّبْعطاش"، أو إشهارها في وجوههم قصد الترهيب والتهديد، ثم سلبهم ممتلكاتهم بدم بارد.

وطالب نشطاء "فيسبوكيون" بإنزال أقسى العقوبات على هؤلاء المجرمين الذين باتوا يقضون مضجع المواطنين الآمنين ويُروعونهم، وصلت حد المطالبة بإقامة حد السرقة الإسلامي متمثلا في قطع اليد، فيما عاب آخرون على المواطنين عدم سعيهم إلى مساعدة الضحايا على الرغم من تواجدهم بالمكان، حيث يسعى الكل إلى حفظ سلامته الشخصية دون المبادرة لنجدة الآخرين.

وعن الأسباب التي تجعل اللصوص يقومون باعتداءات وسرقات في واضحة النهار دون خوف، أجاب الدكتور لطفي الحضري، اختصاصي في علم النفس المرضي وعلم النفس التواصلي، أن الأمر يتعلق بأشخاص يعانون حالة مرضية "ماسوشية"، موضحا أن الشخص "الماسوشي" هو الذي يبحث عن إيذاء ذاته ويفقد بالتالي إحساسه بمغبة التعرض للخطر أو الاعتقال أو الزج به في السجن.

وأوضح الحضري، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن هؤلاء المجرمين يحسون بالقوة ويضعون أنفسهم في مرتبة التحدي مع النفس أولا، "فيقول الواحد منهم إذا كان الناس يخافون من هذه الأمور، فأنا لا أخاف"، حيث يستطيع المجرم أن يعتدي على الناس ويسلبهم أموالهم في واضحة النهار وأمام الآخرين.

وتابع مؤلف كتاب "المرجعية الفكرية والسلوك المنحرف"، أن إقدام المعتدين على فعلتهم تلك نهارا، "تكشف كذلك عن إحساسهم بانعدام الأمن أو ضعفه في المحيط الذي يتواجدون به، ناهيك عن كون هؤلاء الأشخاص غالبا ما يستعملون المخدرات القوية التي تقطع مع الإحساس بالخوف ومع التوقعات السلبية"، يقول اختصاصي علم النفس المرضي وعلم النفس التواصلي، الدكتور لطفي الحضري.

نيسان ـ نشر في 2015-12-16 الساعة 13:13

الكلمات الأكثر بحثاً