اتصل بنا
 

يا محراب الصبر

نيسان ـ نشر في 2025-05-21 الساعة 11:38

x
نيسان ـ صبا منصورصباح الخير،
يا محراب الصبر، ومئذنة الرجاء، يا طفلةً تشعُّ في عتمة هذا الشرق الجريح.
صباح الخير، يا جبين الكرامة العالي عند شاطئ السودانية،
ويا ظل الزيتون في أرض الشيخ عجلين.
سينتهي كل هذا.
سيأتي الصبح، وستنكفئ الغمامة السوداء عن سمائك المثقوبة،
عن برج الشفاء، عن شارع الوحدة، عن البيوت التي ما عاد يسكنها إلا رائحة البارود وعطر الدماء الزكية.
سينتهي كل هذا،
وسنلملم شظايانا كما يلملم الشهيد كوفيته قبل الرحيل.
سننهض من تحت الركام، من بين أزقة الشجاعية،
ونبني من الدعاء جدرانًا، ومن الصبر قلاعًا.
سنبكي...
بكاء يشبه التهجد في ليالي الخوف،
نبكي الغائبين في مقبرةٍ لا متناهية،
نقرأ الفاتحة على أرواحٍ ما زالت تحوم فوق أنقاض برج فلسطين.
سينتهي كل هذا،
وسنزرع قمحنا من جديد في سهل المغراقة،
ونعجن الخبز بدموع الأمهات وملح الأرض.
سنشعل أفراننا كما يشعل المقاوم فتيل الحكاية،
ونعلّق مفاتيح العودة على صدورنا، ونحن نرفع حجارة البيوت من تحت الرماد.
ونقول للعالم:
ها نحن، من الموت نخلق الحياة،
من مرفأ الصيادين إلى بوابة بيت حانون،
نبقى... رغم كل شيء، نبقى،
فها هنا أرضنا، وهنا وعدنا، وهنا نحن.

نيسان ـ نشر في 2025-05-21 الساعة 11:38

الكلمات الأكثر بحثاً