اتصل بنا
 

رأيت فيما يرى النائم كابوسًا يظنه بعض الجماعة أضغاث أحلام

نيسان ـ نشر في 2025-05-22 الساعة 13:58

رأيت فيما يرى النائم كابوسا يظنه
نيسان ـ ابراهيم قبيلات
كان يا مكان، وما يحلو الحديث إلا بذكر النبي الكريم. بيتٌ من سقف وجدران أتاه طائفٌ من ريح في ليلة ظلماء، فخلعتْه من سقفه وأصحابه نيام. وفي الصباح نظروا فإذا السقف قد طار، فقالوا: "بقيت لنا الجدران".
ثم جاءت ليلة أخرى، فحملت الريحُ معها البابَ والنوافذَ وجدارًا من الجدران. وكل ذلك وصاحب البيت يصبر نفسه "لعلّ وعسى". هو إذ ذاك كَلٌّ على ذاته، أينما يتجه يطير جدارٌ من حوله.
يا سادة يا كرام..
إني رأيتُ فيما يرى النائم أن حزبَ جبهةٍ ما صار اسمه "حزب الطيور الوديعة". وأن قيادته لم تعد قيادته، وصار يستقبل المئات من المنتسبين الجدد، ممن لم يكن لهم أن ينتسبوا إليه من قبل، في نفضةٍ كبرى يتخلص بها ممن عهدناه فيه وألفناه في المؤتمرات الصحفية.
رأيتُ كأني أفتش عن أسماء ليست كالأسماء التي عرفناها، وكلماتٍ له ليست كالكلمات، وأثوابًا كأنها من جينز، لكنها ليست كذلك. رأيتُ بابًا له أطيطٌ يصرصر، كلما فُتح دخل منه جديدٌ بوجهٍ غريب.
حتى لم يبقَ من الحزب سوى رائحة "السردين الدبلوماسي" تفوح منها نبذةٌ من السياسة وصناديقها. وكأن النجاةَ صارت فرديةً كسردينةٍ يطبخها هواةٌ بلا طعمٍ ولا نكهة.
رأيتُ نوافذَ من خشبٍ لا زجاج فيها، كأنما هي من لهب. بل رأيتُ العجب العجاب: إذا نودي للفلاح، كأن في الأذن حُجبًا!
صار الحزبُ كحبات المسبحة تقفز من عقدها واحدةً فواحدة، حتى انتهى أمره بلا تسبيحٍ ولا تهليل. وكل ذلك والحبل يقسم أنه هو هو، وما تغير فيه سوى الاسم!
رأيتُ فيما يرى النائم يا ناس يا كرام كابوسًا يظنه بعض الجماعة مجرد أضغاث أحلام.

نيسان ـ نشر في 2025-05-22 الساعة 13:58

الكلمات الأكثر بحثاً