اتصل بنا
 

رب اختلاف خير من اتفاق

نيسان ـ نشر في 2015-12-17 الساعة 10:10

نيسان ـ

قد تجد اخرين يتفقون معك في الرأي حول قضية ما ولكن الأكثر اهمية هو ان ما قادهم للاتفاق معك من اسباب تختلف مع ما اردت انت ايراده فيما كتبت ، بل و المفارقة انك تختلف معهم في سبب اتفاقهم معك.

قد تكتب يوما انك لعلمك بوضع الاردن المعقد وحالته الخاصة، ضد قيام اي ثورة.

يأتي مؤيد واحيانا سحيج ليستخدم ما كتبت لدعم ما يقول ان هذا النظام ضرورة وانه ضامن للاستقرار وان التغيير مستحيل ولن يأتي الا بالخراب وقد يسهب هذا السحيج في التغزل بالحكومات وذكر مناقبها وضرورة الالتفاف حوله واغماض اعيننا عن منظومتي الفساد والاستبداد.

تتحدث كإنسان لا كسني عن مظلومية السنة في العراق و سوريا ورغم عدم تمنينا لتقسيم المجتمع طائفيا الا ان الواقع يقول ان هناك طوائف تتنافس فيما بينها وان هناك طوائف منها المسيحيين والايزيديين والسنة تعرضوا لمآس مروعة وانت حين تدافع مرة عن المسيحيين ومرة عن الايزيديين لا تتلقى من بعض الاشخاص اي اهتمام فضلا عن الانتقاد في بعض الأحيان ، لكن وما ان يأتي دور الدفاع عن السنة كأمة بشرية اجتماعية يؤيدك اشخاص فقط لانهم يميلون للتمترس الطائفي وطربهم سماع لغة قد يرون فيها تحيزا طائفيا لم أقصده ابدا.

تتحدث احيانا عن الهوية الاردنية واحيانا عن خطر تصفية القضية الفلسطينية من خلال ملف التوطين ورغم ان ما اكون قد قصدته بعيد تماما عن الدعوة لتهميش ذوي الأصول الفلسطينية او اقصائهم او الانتقاص من مواطنتهم بل الدعوة لميثاق اردني فلسطيني ومشروع واضح يفسر طبيعة العلاقة بين الهويتين و نظرتهما للمستقبل ولمستقبل الاردن والاصلاح فيه ولمستقبل فلسطين و النضال من اجل تحريرها والتعامل من جهة اخرى معها كأرض محتلة قد يطول احتلالها بحيث لا نملك ترف تأجيل الاصلاح و انتظار ذلك التحرير وما ان تتطرق لهذا الموضوع حتى يتلقف اخرون كلامك للتركيز على الخطر ( الفلسطيني ) على الهوية الوطنية و على الاردن ككيان و عن ضرورة عدم الإصلاح الديمقراطي لأن سطوة الديمغرافيا الفلسطينية ستهدد الاردن والشرق اردنيين و قد يذهب في حديثه للدفاع عن النظام وعن البيروقراطيين المحافظين وعن ضرورة دعمهم رغم فسادهم خوفا من فقدان الدولة.

تتحدث عن عراق صدام وعراق ما بعد صدام في سياق ذم الطائفية والولاءات المذهبية فوق الوطنية تارة لايران وحينا لتركيا ومرة للخليج وكيف ان العراق تحول من قوة اقليمية ولاعب مهم الى ساحة لكل اللاعبين الكبار وحتى الصغار فيجيء من يحول هذا الكلام لمدح نظام صدام الاستبدادي الوحشي .

تهاجم قمع السيسي لمعارضيه فيحول ذلك بعض الناس لوصلة من الرقص على انغام امتداح الاخوان وافضليتهم في الحكم.

ترفض تناول بعض العلمانيين المتطرفين والملحدين لقضايا دينية بشكل لا منطقي واقل ما يقال عنه انه أيديولوجي اعمى و داعشي متطرف و ا يستند لفكرة سليمة ( مع وجود حتى ملحدين اخرين يطرحون وجهات نظر منطقية بصرف النظر عن اتفاقنا او اختلافنا معها ) فيبدأ اتباع الايمان الديني الساذج في التهليل و التكبير.

ليس المهم الاختلاف والاتفاق و انما المهم ان ينطلق اصحاب الفكرة من مبدأ استخدام العقل والمنطق وعدم وجود قوالب جاهزة وافكار مسبقة وتعصب اعمى لفكرة او لقناعة وان يكون هناك نية حقيقية لاعادة النظر في قناعاتهم ان رأوا انها قد تكون في غير محلها، ان يدخل الطرفان الحوار ولكل طرف الرغبة في ادلاء دلوه وسماع ما لدى الاخر فاما ان يثبت ان وجهة نظري ادق و بذا اقنع الطرف الاخر او ان وجهة نظر الاخر اكثر دقة فيقنعني او ان تكون وجهات نظر كلينا تحتمل شيئا من الصواب او الخطأ او احد هذين الأمرين، لا ان يدخلوا بنية واحدة تتلخص في ضرورة اقناع الطرف الاخر بصوابية افكارهم.

نيسان ـ نشر في 2015-12-17 الساعة 10:10

الكلمات الأكثر بحثاً