اتصل بنا
 

الصورة نص لـ (تبارك الياسين)

نيسان ـ نشر في 2015-12-17 الساعة 10:12

x
نيسان ـ

تبارك الياسين

كانت تمضي وقتها في التنظيف الصباحي المعتاد.حتىوقعت أمام عينيها صورة مختبئة خلف كتاب، أمسكتْ الصورة برعب وخوف، دقات قلبها تسابق الوقت، جلست منهارة على الكرسي.

أسئلة شلت حواسها،

الصورة.......قديمة مر عليها سبع سنوات ،هي لم تتكهن، التاريخ المطبوع كساعة الجريمة أخبرها

*التاريخ.......

13-4-2003

زمن بعيد بعمر ابنها الوحيد كيف استطاعت صورة أن ترجعها للوراء كل هذه المدة ،،، كيف ؟

هل هو تاريخ حقيقي؟ لعل الوقت والتاريخ غير صحيحين، لعل الكاميرا أخطأت بالتوقيت. أمنيات ما جدواها الآن!

*الصورة.......

فتاة ترتدي الجينز، وقميص أبيض فاخر، الشعر كستنائي طويل، ضحكتها تكاد تمزق الصورة ، تلف يديها بغنج حول رقبته

*التاريخ 13-4-2003

كان الجو ربيعياً، الأزهار في الصورة تؤكد صحة التاريخ. لون السماء ، لون الأرض ، لون بشرته، إنه الربيع

يداها ترتجفان وعيناها تحدقان بغرابة لهذه الصورة من أين جاءت ؟

*الصورة.....

حديقة خلفية، وأرجوحة مصنوعة من حبل متين وكأنها بدأت تهتزّ ، الفتاة نزلت عنها للتو، ركضت إليه ، حملها بين ذراعيه عانقها، لفت يديها حول عنقه ، ضحكت له بعشق صارخ.

وميض الفلاش جعلها تغمض عينيها.

*التاريخ 13-4-2003

عيد ميلاده، تذكر إنها سألته في أول لقاء لها عن يوم ميلادهفاخبرها أنه من برج الحمل ،، وسألها هل لديك طاقة علىتحمل جنوني وعنادي .

لم تغفل يوما عيد ميلاده ولم تنساه، كان كالوشم مطبوع فيذاكرتها

*الصورة....

بحثت في الصورة لعلها تجد أثار احتفال أو هدية أو قطعة حلوى، عبثا بحثت.لعلها في الجانب الأخر للصورة عند الشجرة العتيقة

ربما هناك ...

صوت زوجها الجاد أيقظها من الأسئلة...عيناها سحب رمادية تتهيأ لموسم شتائي ،، يداها ترتعشان ،، قلبهاكساقية ماء تسمع سريان الدماء فيه بعنف.

الصورة ،،، التاريخ بين يديها وهو أمامها.

نظر إليها بصمت أخفض عينيه لا يريد أن يرى عينيها ولادموعها ولا الصورة ولا التاريخ.

تناول مفاتيحه ، وقال دون أن ينظر إليها لن أعود للغداء أوربما لن أعود.

*الصورة ،،،، التاريخ

لمَ لم تمزقها ؟ لمَ بقيت محتفظة بها حتى بعد زواجها ؟ لمَ ؟!.

احتضنت الصورة وبكت التاريخ

نيسان ـ نشر في 2015-12-17 الساعة 10:12

الكلمات الأكثر بحثاً