اتصل بنا
 

الفيلم الهولندي: ابني أصبح جهادياً

نيسان ـ نشر في 2015-12-17 الساعة 10:43

x
نيسان ـ

أذاع التلفزيون الهولندي على قناته الرسمية الثانية قبل أيام الفيلم الهولندي الجديد "ابني أصبح جهادياً"، والذي يعالج ظاهرة انضمام الكثير من الشباب الأوروبي من ذوي الأصول العربية والإسلامية إلى تنظيم داعش الإرهابي في سوريا، تلك الظاهرة التي تعاظم ظهورها مؤخراً في بلدان أوربية عدة كبلجيكا وهولندا وألمانيا وفرنسا وغيرها.

ومن خلال رصده لحياة عائلة مغربية بسيطة تعيش في أمستردام، يدخلنا الفيلم إلى حياة أسرة عربية تتكون من الأب الذي يعمل بإحدى مؤسسات اللحوم الهولندية، وهو رجل بسيط لديه أسرة صغيرة مكونة من ابنته الكبرى وابنه مراد والطفل أمير، يعيشون حياة رتيبة بعد موت الأم قبل سنوات.

وتبدأ أحداث الفيلم الذي قام بإخراجه الهولندي الشهير ساندر بورخر، عام 2013، حين يكتشف الأب المغربي الأصل، الميول الدينية التي بدأت تستحوذ على ابنه مراد، المراهق الذي لم يتم بعد عامه السابع عشر، والذي يتابع بشغف كل ما يحدث في سوريا عبر شبكة الإنترنت، وانتهاجه المتعصب للدين إلى الدرجة التي تدفعه إلى تعنيف أفراد أسرته في حال استماعهم إلى الموسيقى.

ويبدأ الأب محاولات استرجاع ابنه من الطريق التي يصر على المضي فيها، لكن الابن يتهم والده بالكفر، معتبراً إياه أحد الهولنديين الكافرين، وبعد عديد من المحاولات لإيقاف مراد عما يخطط له، ينجح الابن في السفر إلى سوريا للمشاركة في القتال الدائر هناك.

نجح الفيلم التلفزيوني المصنوع بمهارة وحساسية فائقتين في إدخالنا إلى عالم حقيقي وراهن، تعاني منه الكثير من الأسر العربية التي تعيش في أوروبا، فكثير من أبناء هذه الأسر والعائلات رحلوا بالفعل إلى سوريا خلال الأعوام الخمسة الماضية، ومنهم العشرات الذين قتلوا هناك، بعد أن غُسلت عقولهم وظنوا أن ما يرتكبونه من جرائم بشعة له علاقة بالإسلام أو بأي دين آخر.

ويتتبع السيناريو المكتوب بمهارة، من قبل حسن بحارة وساندر بورخر، محطات التحول العنيف التي تقع بين الأب وابنه المراهق الذي يريد السفر إلى سوريا.

واستطاع الممثل المغربي الأصل أحمد صلاح عبد الفتاح الذي لعب دور الأب، إيصال معاناة الشخصية التي يجسدها، كما نجح الممثل المغربي الشاب عزيز أكازيم في تجسيد شخصية الابن المتمرد مراد، الذي يظن نفسه مسلماً في حين أن سلوكه تجاه أبيه وأشقائه لا ينم إلا عن العنف والبغض والكراهية.

كما لمعت في الفيلم ذاته أسماء عربية أخرى كالمغربيتين حبيبة تريبو وهاجر بيلخدّا والعراقي صالح فارس حسن، الذي جسد شخصية إمام المسجد، الذي يتدخل في الصراع بين الأب وابنه، ويفشل في اقناع الابن بالابتعاد عن تعصبه الديني الأعمى.

يأتي هذا الفيلم الهام في ظل ظروف قاسية يعيشها مسلمو أوربا خلال الآونة الأخيرة، خاصة بعد اعتداءات باريس التي زادت من العداء تجاه الجاليات العربية والإسلامية في أوربا، لكن يمكننا اعتباره خطوة صحيحة جاءت في التوقيت السليم لتنبيه الكثير من الشباب العربي إلى خطورة انتهاج طريق التعصب الديني وما سيؤول إليه مصيرهم.

نيسان ـ نشر في 2015-12-17 الساعة 10:43

الكلمات الأكثر بحثاً