اتصل بنا
 

الاحتلال لا يقم وزنا للعرب لم يمنحهم “تأشير” زيارة لرام الله

نيسان ـ نشر في 2025-06-01 الساعة 09:35

نيسان ـ لم يتملكني إحساس بالشماتة على حال أعضاء في اللجنة الوزارية المكلّفة من القمة العربية الإسلامية الاستثنائية المشتركة بشأن غزة الذين وجه لهم الاحتلال رسالة “قليلة أدب” ومتغطرسة وفوقية، لكن تملكني إحساس بالغضب للحال الذي وصل إليه العالم العربي من قلة حيلة وإرادة وضعف غير مفهوم إطلاقا رغم قدراتهم الذاتية، اقتصاديا وحضاريا وجغرافيا وسكانيا، على مواجهة العالم بأسره وليس فقط كيان طارئ مصطنع غرس في خاصرة الأمة العربية لإبقائها في حال انقسام وضعف وحاجة للغرب.
وقررت اللجنة تأجيل الزيارة إلى رام الله في ضوء رفض الاحتلال دخول الوفد عبر أجواء الضفة الغربية المحتلة.
ولمعرفة حال العرب المزري والذي تصعب على الكافر، علينا أن نعرف أن الوفد يضم مندوبين عن ثلاث دول عربية تقيم علاقات كاملة مع الاحتلال، ولم تشفع لهم اتفاقيات “السلام” ولا المعاهدات ولا “الديانة الإبراهيمية” المزعومة والمختلقة في ختم جوازات سفرهم بتأشير (فيزا) زيارة.
ويضم الوفد رئيس اللجنة الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، وزير السعودية، وعبد اللطيف بن راشد الزياني وزير خارجية البحرين، و بدر عبد العاطي وزير خارجية مصر، وأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إضافة إلى نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي.
الوفد اكتفى كالعادة في مثل هذه المواقف التي تتطلب شجاعة ومسؤولية وطنية وقومية، باعتبار أن منع زيارة الوفد إلى رام الله ولقاء محمود عباس يمثل “خرقا فاضحا لالتزامات إسرائيل بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، ويعكس حجم غطرسة الحكومة الإسرائيلية، وعدم اكتراثها بالقانون الدولي، واستمرارها في إجراءاتها وسياساتها اللاشرعية التي تحاصر الشعب الفلسطيني الشقيق وقيادته الشرعية، وتكرس الاحتلال، وتقوّض فرص تحقيق السلام العادل والشامل”. بحسب البيان الرسمي.
بيان تقليدي يقال في كل المناسبات، وكفى الله اللجنة الوزارية القتال وإثارة غضب مجرم الحرب الفار من وجه العدالة بنيامين نتيناهو وسيده القابع في البيت الأبيض.
من الطبيعي أن يعامل الاحتلال شخصيات رسمية عربية تمثل دولهم بازدراء واستخفاف وعدم احترام، وهو يرى موقفهم السلبي جدا من حرب الإبادة التي يشنها جيش مرتزقة وفاشي على شعب عربي ويقوم بتجويعه على مرأى ومسمع من العواصم العربية والجامعة العربية التي فقدت قيمتها تماما تحت إدارة أحمد أبو الغيط، الذي سبق له أن هدد بكسر أرجل من يتجرا من سكان غزة ويخرج من معبر رفح حين كان وزير خارجية مصر.
تصرف الاحتلال طبيعي ويوافق الواقع، فهو احتلال لا يقيم وزنا لأي شيء، يتركب الجريمة تلو الأخرى ولا يجد من يتصدى له، ولا أحسب أن شخصيات من الوف، لها خبرة دبلوماسية كبيرة، لم تعرف طبيعة هذا الكيان المارق والمنبوذ.
لكن يبدو أن العرب يمارسون خيار “أضعف الإيمان” وهو الإدانة المكبوتة والمكتومة، بدلا من استخدام اليد (القوة) التي لا تنقصهم أبدا وبات من الملح والضروروي واللازم استدخامها لجماية الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لعميات قتل وتجويع وتهجير.

نيسان ـ نشر في 2025-06-01 الساعة 09:35


رأي: علي سعادة

الكلمات الأكثر بحثاً