المقتول حيًّا

نيسان ـ

مصطفى عكرمة

أنـــا الـمـقـتولُ حــيًّـا فـــي بــلادي ... لأنــــي مـــا رضــيـتُ عـــن الـفـسـادِ

ولا حــلَّــلــتُ فــــــي يـــــومٍ حـــرامًــا ... ولا أســلــسـتُ لــلـدُّنـيـا انــقـيـادي

ولـــم أظــلـمْ، ولـــم أقــبَـلْ بـظُـلمٍ ... ولا عــــاديـــتُ إلا مـــــــن يُــــعـــادي

* * * ... * * *

أنـــا الـمـقـتولُ حــيًّـا فـــي بــلادي ... لأنـــي قـــد دعـــوتُ إلــى الـرشـادِ

فـنـخـلـصُ بـالـرِّشـادِ الأرضَ مِــمَّـنْ ... يــــــــرونَ بـــقـــاءَهــمْ ذُلَّ الـــعِــبــادِ

ولا يـبـقى لأهــلِ الـحـقِّ هـمـسٌ ... بــه يُـرجـى الـنـهوضُ مــن الـرُّقادِ

* * * ... * * *

أنـــا الـمـقـتولُ حــيًّـا فـــي بــلادي ... لأنَّ عـــقــيــدتــي حـــــــــبُّ الــــبــــلادِ

وهـمِّـي... كــلُّ هـمّـي أن أراهــا ... بـــمــا أســـعــى لـــــه خــيــرَ الــبــلادِ

فألقى الناسَ كلُّ النَّاسُ حولي ... يــــوحِّـــدُ بــيــنــهـم حـــــــبُّ الـــبـــلادِ

* * * ... * * *

أنـــا الـمـقـتولُ حــيًّـا فـــي بــلادي ... لأنـــي قـــد دعــوتُ إلــى الـجـهادِ

فــمـا مـعـنـى الــبـلادِ بـــلا جــهـادٍ ... تـــفِــرُّ لـــــهُ إذا نـــــادى الــمــنـادي!

وحـسـبُـك حــيـنَ تُـعـلـنُها جِــهـاداً ... تـــزلـــزلُ رهـــبــةً قـــلــبَ الأعـــــادي

* * * ... * * *

أنـــا الـمـقـتولُ حــيًّـا فـــي بــلادي ... لأنـــي مـــا وقــفـتُ عــلـى الـحـيادِ

إذا الأعــــــــداءُ شــــــــدُّوا بـــاتـــحــادٍ ... عــلـيـنـا كـــيــفَ أرضـــــى بـالـحـيـادِ!

فخيرُ النَّاسِ من يمضي شهيداً ... ولا يـرضـى الـحـياةَ عـلـى الـحِـيادِ

* * * ... * * *

أنـــا الـمـقـتولُ حــيًّـا فـــي بــلادي ... وحـسـبي مـنـه أن تـصـحو بـلادي

مــتـى يـــا قـــومُ نُـعـلِـنها جـهـاداً ... نـــزيــلُ بـــــه أســاطــيـنَ الــفـسـادِ!

ونــحـيـا الــعــزَّ فــــي أغــلــى بـــلادٍ ... لأهـــتِــفَ آهِ مــــا أحــلــى بــــلادي

* * * ... * * *

أنـــا الـمـقـتولُ حــيًّـا فـــي بــلادي ... لأنـــــــي صُـــنـــتُ باللهِ اعــتــقــادي

ولــــمْ أُشــــرِكْ أيــــا ربّــــي بــوحـيٍ ... عـلـى مــن قـلـتَ عـنـهُ أحــبَّ هـادِ

فـأكـرمـني عــلـى مــا كــانَ مـنّـي ... بـرؤيـة نــورِ وجـهِـكَ فـي الـمعادِ