منتخب النشامى العاطفة لا تكفي
نيسان ـ نشر في 2025-06-11 الساعة 10:04
نيسان ـ سجل منتخبا الوطني صفحةً جديدةً في سجلات المجد حين كافح وصمد حتى بلغ المونديال، فتنفّس الملايين فرحاً، واهتزّ الميادين طرباً، تصدح الحناجر بالهتافات من أعماق القلوب: "نشامى الوطن وصلوا العالمية". لقد تحقق الحلم الذي طالما راود الأجيال، لا بأُمنية تُناجى في الصدور، بل بكفاحٍ وجهدٍ ودمٍ وعرق، وبرجالٍ آمنوا أن لا مستحيلَ على أبناء هذا الوطن.
غير أن الوقوف طويلاً عند لحظة الفرح، دون تجاوزها إلى ما هو أبعد وأعمق، لا يُفضي إلا إلى انطفاء الإنجاز. نعم، الأهازيج، والزغاريد، والمسيرات، هي رد فعل طبيعي لمثل هذا الحدث الجلل، لكنها، في نهاية المطاف، لحظات وجدانية عابرة ما لم يُواكِبها فعلٌ وطنيٌّ صادق، وتخطيطٌ مؤسسيٌّ راسخ. إذ لا تُبنى الأمجاد على العاطفة، ولا تُصان الإنجازات بالغِبطةِ وحدها، بل بالدعم، والمتابعة، والتخطيط طويل الأمد.
لقد أثبت المنتخب الوطني بما لا يدع مجالًا للشك، أنّ لدينا خامات بشرية ذات طاقات هائلة، وقدرات فنية وبدنية قادرة على مقارعة الكبار، وما كان ذلك ليتحقق لولا الإلتفاف الشعبي والدعم الرسمي الذي توّجه جهد سموّ ولي العهد، الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، الراعي الأمين لشؤون الكرة الأردنية، والذي لم يدّخر جهداً في دعم النشامى، على كل المستويات حتى في قلب الملاعب ومن عمق الميدان، وهو ما شكّل رسالةً بالغة الدلالة على أنّ المشروع الكروي الأردني يحظى برعاية القمة السياسية العليا.
دعم المنتخب الوطني يجب أن لا يكون شأناً رسميا فحسب، بل مسؤولية وطنية جماعية، تتطلب تضافر الجهود كافة، وفي مقدمتها القطاع الخاص، الذي يجب أن ينهض بمسؤوليته الأدبية والوطنية، لا كعملٍ تطوعيٍّ أو موسميٍّ، بل كالتزامٍ دائم، يُدرج في صلب موازناته السنوية، شأنه شأن الاستثمار في أيّ قطاع حيويّ.
فدعم المنتخب يجب أن يتحوّل إلى بندٍ ثابتٍ، ومكوّن رئيس في سياسات الشركات الكبرى، من باب الشراكة في صناعة هوية الوطن أمام العالم.
وإننا لندعو كذلك إلى تأسيس صندوق وطني شعبي لدعم المنتخب، يتيح لكلّ أردني، من شمال البلاد إلى جنوبها، أن يُسهم بما تيسّر، ولو بدينارٍ واحد، في بناء حلم النشامى. فكما نحتفل جميعاً بالإنجاز، يجب أن نشترك جميعاً في صناعة المستقبل. وبهذا، يتحوّل المنتخب من كونه "منتخباً فنياً" إلى كونه مشروعاً وطنياً من الواجب دعمه .
المطلوب أيضا رفع مستوى الدعم المالي واللوجستي المخصص للاتحاد الأردني لكرة القدم، ومضاعفة الاستثمارات في البنية التحتية الكروية، من ملاعب أكاديمية ومدارس كروية متخصصة، وتأهيل مدربين ومواهب منذ المراحل العمرية المبكرة. فلم يعد مقبولا بعد الإنجازات الأخيرة أن يترك الأمر للعاطفة والصدفة.
إنّ الأردن اليوم، لا يقف فقط على أبواب مونديالٍ عالميّ، بل على أعتاب مرحلة مفصلية يمكن أن تُعيد تشكيل مستقبل الرياضة الوطنية لعقودٍ قادمة. التأهل إلى كأس العالم ليس مجرّد محطة تاريخية، بل فرصةٌ استراتيجية، لا يجوز أن تُهدر في خضم الزغاريد والمهرجانات ، المطلوب عملٌ ممنهج، دعمٌ مستدام، رؤيةٌ وطنية، وإرادةٌ جماعية.
فلتكن كرة القدم الأردنية قضية وطن، وليكن دعم النشامى عنواناً لمرحلة جديدة، عنوانها: "الفرح يصنعه الإنجاز، لكنّ الإنجاز لا يصونه إلا العمل".
غير أن الوقوف طويلاً عند لحظة الفرح، دون تجاوزها إلى ما هو أبعد وأعمق، لا يُفضي إلا إلى انطفاء الإنجاز. نعم، الأهازيج، والزغاريد، والمسيرات، هي رد فعل طبيعي لمثل هذا الحدث الجلل، لكنها، في نهاية المطاف، لحظات وجدانية عابرة ما لم يُواكِبها فعلٌ وطنيٌّ صادق، وتخطيطٌ مؤسسيٌّ راسخ. إذ لا تُبنى الأمجاد على العاطفة، ولا تُصان الإنجازات بالغِبطةِ وحدها، بل بالدعم، والمتابعة، والتخطيط طويل الأمد.
لقد أثبت المنتخب الوطني بما لا يدع مجالًا للشك، أنّ لدينا خامات بشرية ذات طاقات هائلة، وقدرات فنية وبدنية قادرة على مقارعة الكبار، وما كان ذلك ليتحقق لولا الإلتفاف الشعبي والدعم الرسمي الذي توّجه جهد سموّ ولي العهد، الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، الراعي الأمين لشؤون الكرة الأردنية، والذي لم يدّخر جهداً في دعم النشامى، على كل المستويات حتى في قلب الملاعب ومن عمق الميدان، وهو ما شكّل رسالةً بالغة الدلالة على أنّ المشروع الكروي الأردني يحظى برعاية القمة السياسية العليا.
دعم المنتخب الوطني يجب أن لا يكون شأناً رسميا فحسب، بل مسؤولية وطنية جماعية، تتطلب تضافر الجهود كافة، وفي مقدمتها القطاع الخاص، الذي يجب أن ينهض بمسؤوليته الأدبية والوطنية، لا كعملٍ تطوعيٍّ أو موسميٍّ، بل كالتزامٍ دائم، يُدرج في صلب موازناته السنوية، شأنه شأن الاستثمار في أيّ قطاع حيويّ.
فدعم المنتخب يجب أن يتحوّل إلى بندٍ ثابتٍ، ومكوّن رئيس في سياسات الشركات الكبرى، من باب الشراكة في صناعة هوية الوطن أمام العالم.
وإننا لندعو كذلك إلى تأسيس صندوق وطني شعبي لدعم المنتخب، يتيح لكلّ أردني، من شمال البلاد إلى جنوبها، أن يُسهم بما تيسّر، ولو بدينارٍ واحد، في بناء حلم النشامى. فكما نحتفل جميعاً بالإنجاز، يجب أن نشترك جميعاً في صناعة المستقبل. وبهذا، يتحوّل المنتخب من كونه "منتخباً فنياً" إلى كونه مشروعاً وطنياً من الواجب دعمه .
المطلوب أيضا رفع مستوى الدعم المالي واللوجستي المخصص للاتحاد الأردني لكرة القدم، ومضاعفة الاستثمارات في البنية التحتية الكروية، من ملاعب أكاديمية ومدارس كروية متخصصة، وتأهيل مدربين ومواهب منذ المراحل العمرية المبكرة. فلم يعد مقبولا بعد الإنجازات الأخيرة أن يترك الأمر للعاطفة والصدفة.
إنّ الأردن اليوم، لا يقف فقط على أبواب مونديالٍ عالميّ، بل على أعتاب مرحلة مفصلية يمكن أن تُعيد تشكيل مستقبل الرياضة الوطنية لعقودٍ قادمة. التأهل إلى كأس العالم ليس مجرّد محطة تاريخية، بل فرصةٌ استراتيجية، لا يجوز أن تُهدر في خضم الزغاريد والمهرجانات ، المطلوب عملٌ ممنهج، دعمٌ مستدام، رؤيةٌ وطنية، وإرادةٌ جماعية.
فلتكن كرة القدم الأردنية قضية وطن، وليكن دعم النشامى عنواناً لمرحلة جديدة، عنوانها: "الفرح يصنعه الإنجاز، لكنّ الإنجاز لا يصونه إلا العمل".
نيسان ـ نشر في 2025-06-11 الساعة 10:04
رأي: محمد حسن التل