تصدير الأزمات سياسة أمريكية صهيونية قديمة تتجدد
محمد المحيسن
كاتب وصحافي أردني
نيسان ـ نشر في 2025-06-17 الساعة 09:39
نيسان ـ من ابرز المسائل المهمة التي تغيب عن أنظار معظم المحللين السياسيين فيما يتعلق بالحرب الدائرة حاليا بين الكيان الصهيوني، بدعم من الولايات المتحدة، وبين إيران، ما يعرف بسياسة تصدير الأزمات، السياسة التي طالما اجادتها امريكيا وبرع فيها الكيان بامتياز.
فالولايات المتحدة التي كادت الأوضاع فيها ان تنفجر قبل أيام من بدء الحرب استطاعت الى حد ما تصدير جزء من أزمتها الى الشرق الأوسط، فيما تمكن نتنياهو إعادة توحيد مركزه داخليا ودوليا من خلال تأييد غربي معلن حول المزاعم من الإمكانات النووية الإيرانية.
وعليه فان تجاهل هذا البعد في التحليل السياسي قد يؤدي إلى قراءة سطحية للأحداث. نظرا ان الحرب الجارية ليست مجرد مواجهة عسكرية، بل تمثل جانبا من صراع أوسع بين مشروعين متناقضين: مشروع يسعى لتكريس الهيمنة وإعادة إنتاج التفوق العسكري على حساب الشعوب، وآخر يحاول كسر هذه المعادلة من خلال مقاربات جديدة تتجاوز مفاهيم الردع والمقاومة التقليدية.
الولايات المتحدة، التي تواجه أزمات متعددة، أبرزها الأزمة الاقتصادية والانهيار القيمي والاخلاقي داخل المجتمع، باتت تدرك أن تفاقم هذه الأزمات قد يؤدي إلى انفجار داخلي في أي لحظة. أما الكيان الصهيوني، الغارق في وحل غزة والدماء على بقية الأراضي الفلسطينية، فقد أصبح ينظر إليه دوليا كأداة قمعية، وجيشه كذراع لسياسات الإبادة الجماعية.
المتابع للمشهد العالمي يلاحظ تغيرا جوهريا في الموقف تجاه الكيان الصهيوني وحليفته الولايات المتحدة.
شرائح واسعة من المجتمعات الغربية، بما فيها نخب فكرية وسياسية، بدأت تراجع الرواية التقليدية التي تقدم الكيان كـ"ضحية". في المقابل، نشهد تصاعدًا في حملات التضامن مع الشعب الفلسطيني، وانكشافًا متزايدًا لأكاذيب طالما روج لها إعلاميًا باعتبارها مسلمات.
في هذا السياق، تبرز سياسة تصدير الأزمات كأداة أساسية في يد القوى المعتدية. إذ تسعى الولايات المتحدة والكيان الصهيوني إلى توجيه الأنظار بعيدا عن التصدعات الداخلية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، عبر افتعال صراعات خارجية أو تضخيمها. هذه الاستراتيجية تخلق شعورًا بوجود "خطر خارجي"، يُستخدم لتبرير القمع الداخلي أو لحشد الجماهير خلف أنظمة فقدت شرعيتها.
اما الجمهورية الإيرانية وانطلاقا من موقعها كفاعل إقليمي مستقل، ضمن رؤية استراتيجية تهدف إلى ردع الهيمنة الأميركية الصهيونية وإعادة التوازن الإقليمي. إيران لا تسعى إلى الحرب من أجل الحرب، لكنها تملك أوراقا متعددة تتيح لها فرض معادلات جديدة تتجاوز منطق التبعية. الحرب الحالية إذًا ليست مجرد صراع عسكري، بل معركة إرادات بين مشروع مقاوم يسعى لاستعادة الكرامة، وآخر استعماري آيل للسقوط تحت وطأة تناقضاته.
وللتذكير في ابرز الازمات التي يعاني منها هذا الكيان الصهيونية منذ أكتوبر 2023 التي لخصها الذكاء الصاعي فقد تمثلت فيما يلي :
فشل في تحقيق أهدافه المعلنة.
تعرض لانتقادات دولية بسبب ارتكاب جرائم حرب.
تصاعد الانقسام الداخلي بين التيارات السياسية والعسكرية والدينية.
تراجع شرعية الحكومة الصهيونية
تراجعت شعبية حكومة نتنياهو حتى في أوساط اليمين.
تصاعدت الانتقادات من قيادات أمنية سابقة لسياسته العدوانية.
تحولات الرأي العام العالمي: أبرز الأمثلة
تزايد حملات المقاطعة والاحتجاجات الطلابية في جامعات أميركية وأوروبية.
تقارير منظمات دولية تصف الكيان بأنه يمارس نظام فصل عنصري.
انقسام في المواقف داخل الدول الغربية، خصوصًا بين فئات الشباب واليسار التقدمي.
مظاهرات ضخمة في لندن وواشنطن وباريس تطالب بوقف الدعم العسكري لإسرائيل.
لا يختلف الوضع كثيرًا بالنسبة للولايات المتحدة التي كادت الأزمات ان تخنقها، وبما أنها متورطة حتى أذنيها مع الكيان الصهيوني، فهما يسعيان للخروج من هذا المأزق. لذا لجأتا إلى تصعيد الصراع مع إيران، في محاولة لصرف الانتباه عن إخفاقاتها داخليا، وإعادة تعريف المعركة على أنها صراع "وجودي".
فالولايات المتحدة التي كادت الأوضاع فيها ان تنفجر قبل أيام من بدء الحرب استطاعت الى حد ما تصدير جزء من أزمتها الى الشرق الأوسط، فيما تمكن نتنياهو إعادة توحيد مركزه داخليا ودوليا من خلال تأييد غربي معلن حول المزاعم من الإمكانات النووية الإيرانية.
وعليه فان تجاهل هذا البعد في التحليل السياسي قد يؤدي إلى قراءة سطحية للأحداث. نظرا ان الحرب الجارية ليست مجرد مواجهة عسكرية، بل تمثل جانبا من صراع أوسع بين مشروعين متناقضين: مشروع يسعى لتكريس الهيمنة وإعادة إنتاج التفوق العسكري على حساب الشعوب، وآخر يحاول كسر هذه المعادلة من خلال مقاربات جديدة تتجاوز مفاهيم الردع والمقاومة التقليدية.
الولايات المتحدة، التي تواجه أزمات متعددة، أبرزها الأزمة الاقتصادية والانهيار القيمي والاخلاقي داخل المجتمع، باتت تدرك أن تفاقم هذه الأزمات قد يؤدي إلى انفجار داخلي في أي لحظة. أما الكيان الصهيوني، الغارق في وحل غزة والدماء على بقية الأراضي الفلسطينية، فقد أصبح ينظر إليه دوليا كأداة قمعية، وجيشه كذراع لسياسات الإبادة الجماعية.
المتابع للمشهد العالمي يلاحظ تغيرا جوهريا في الموقف تجاه الكيان الصهيوني وحليفته الولايات المتحدة.
شرائح واسعة من المجتمعات الغربية، بما فيها نخب فكرية وسياسية، بدأت تراجع الرواية التقليدية التي تقدم الكيان كـ"ضحية". في المقابل، نشهد تصاعدًا في حملات التضامن مع الشعب الفلسطيني، وانكشافًا متزايدًا لأكاذيب طالما روج لها إعلاميًا باعتبارها مسلمات.
في هذا السياق، تبرز سياسة تصدير الأزمات كأداة أساسية في يد القوى المعتدية. إذ تسعى الولايات المتحدة والكيان الصهيوني إلى توجيه الأنظار بعيدا عن التصدعات الداخلية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، عبر افتعال صراعات خارجية أو تضخيمها. هذه الاستراتيجية تخلق شعورًا بوجود "خطر خارجي"، يُستخدم لتبرير القمع الداخلي أو لحشد الجماهير خلف أنظمة فقدت شرعيتها.
اما الجمهورية الإيرانية وانطلاقا من موقعها كفاعل إقليمي مستقل، ضمن رؤية استراتيجية تهدف إلى ردع الهيمنة الأميركية الصهيونية وإعادة التوازن الإقليمي. إيران لا تسعى إلى الحرب من أجل الحرب، لكنها تملك أوراقا متعددة تتيح لها فرض معادلات جديدة تتجاوز منطق التبعية. الحرب الحالية إذًا ليست مجرد صراع عسكري، بل معركة إرادات بين مشروع مقاوم يسعى لاستعادة الكرامة، وآخر استعماري آيل للسقوط تحت وطأة تناقضاته.
وللتذكير في ابرز الازمات التي يعاني منها هذا الكيان الصهيونية منذ أكتوبر 2023 التي لخصها الذكاء الصاعي فقد تمثلت فيما يلي :
فشل في تحقيق أهدافه المعلنة.
تعرض لانتقادات دولية بسبب ارتكاب جرائم حرب.
تصاعد الانقسام الداخلي بين التيارات السياسية والعسكرية والدينية.
تراجع شرعية الحكومة الصهيونية
تراجعت شعبية حكومة نتنياهو حتى في أوساط اليمين.
تصاعدت الانتقادات من قيادات أمنية سابقة لسياسته العدوانية.
تحولات الرأي العام العالمي: أبرز الأمثلة
تزايد حملات المقاطعة والاحتجاجات الطلابية في جامعات أميركية وأوروبية.
تقارير منظمات دولية تصف الكيان بأنه يمارس نظام فصل عنصري.
انقسام في المواقف داخل الدول الغربية، خصوصًا بين فئات الشباب واليسار التقدمي.
مظاهرات ضخمة في لندن وواشنطن وباريس تطالب بوقف الدعم العسكري لإسرائيل.
لا يختلف الوضع كثيرًا بالنسبة للولايات المتحدة التي كادت الأزمات ان تخنقها، وبما أنها متورطة حتى أذنيها مع الكيان الصهيوني، فهما يسعيان للخروج من هذا المأزق. لذا لجأتا إلى تصعيد الصراع مع إيران، في محاولة لصرف الانتباه عن إخفاقاتها داخليا، وإعادة تعريف المعركة على أنها صراع "وجودي".
نيسان ـ نشر في 2025-06-17 الساعة 09:39
رأي: محمد المحيسن كاتب وصحافي أردني