حلبة الـ WWE الجيوسياسية
كامل نصيرات
كاتب صحافي
نيسان ـ نشر في 2025-06-17 الساعة 10:41
نيسان ـ تَصوَّر أنّ الشرق الأوسط تحوّل فعلاً إلى حلبة WWE؛ فإيران تُطلق «الدبلوماسية الصاروخية» على تل أبيب وحيفا فتصفّق السماء بأكثر من مئة مقذوف، وإسرائيل تردّ بخطة «الكفوف الطائرة» فتحيل مواقعَ للحرس الثوري ومجمّعاتٍ نوويةً إلى رمادٍ يُعدِّل نسبة اليورانيوم في الهواء قبل أن يصل المختبر. في لحظةٍ واحدةٍ صار الشعبان يُحصيان الشظايا بدقّةٍ تحسُّداً من شركات الإحصاء.
وفيما تشتعل السماء، يقفز «اقتصاد الكاتشب النووي»: كلُّ صاروخٍ يهزّ مضيق هرمز يرفع برميل برنت وكأنّ أحدهم رجَّ زجاجة كاتشب قبل الصبّ؛ السعر قفز سبعة بالمئة ثم أخذ يهبط ويعلو مثل موجة حرّ في تموز، لأنّ المتداولين صاروا يجرّبون حظهم على إيقاع صفارات الإنذار. الأوروبي الذي لم يُطفئ مدفأته منذ أزمة أوكرانيا صار يشرب الإسبريسو مرًّا وهو يحسب ثمن كل قطرة ديزلٍ في شتائه المقبل.
وعلى شبكات التواصل عادت نظرية «محور الممانعة والتطبيع» بحلّةٍ كرتونية: قنوات طهران تهلِّل بأنّها أطلقت «النسخة التجريبية من الردع»، وقنوات تل أبيب تحتفل بأنها لعبت الإصدار الواقعي من Angry Birds فوق أصفهان. يغرد الطرفان بنصرين متزامنين، فيذكّرنا المشهد بمسابقة «مَن يصرخ أولًا» في أعراس الحارة.
مجلس الأمن عقد اجتماعه السابع في 48 ساعة وأصدر بيانًا جديدًا في أقل من خمس دقائق إنجازٌ إداري يستحق جائزة «قمة القلق المزمن». البيان يدعو إلى «ضبط النفس» بينما يضبط الأعضاء مواعيد رحلاتهم المقبلة إلى فيينا لبدء ماراثون «طاولة 5+1-نص». محلّلو الاستوديوهات سمّوا هذه المقاربة «استراتيجية الفاصوليا الباردة»: تبقى على النار الخافتة حتى تنفجر فجأة على ضيفٍ جديد.
ومع كل هذه الجلبة، يتشكّل سيناريو «اضربني وابعتلك سلام»: الإيرانيون يطمحون إلى «رفع العقوبات بلمسة زر»، والإسرائيليون يريدون تثبيت معادلة «صفر يورانيوم مخصّب». وفي المنتصف يبحر النفط والخوف، بينما يكتشف المواطن العربي أنّ ملء خزان سيارته صار امتحانًا في الجغرافيا السياسية، وأنّ أكثر تطبيق يُحدَّث على هاتفه هو تطبيق أسعار الوقود.
خلاصة فيلم «التشاتشمة الجيوستراتيجية» هذا أنّ الصوت أعلى من الحكمة، والعقلاء خفتوا تحت زعيق «الملاكمة الباليستية». إلى أن يقرّر أحدهم خفض الستارة، فلنُحضّر البوشار، ولنحفظ القاموس الجديد: دبلوماسية صاروخية، اقتصاد كاتشب نووي، قمة قلق مزمن، ومحور المقاومة-والتجاوب. لعلّ السخرية تُخفّف وجع الواقع ولو بقدر ما يخفّف الأسبرين صخب صفارات الإنذار.
دمْتَ صلبًا ساخرًا، ورزقنا الله وإياك طمأنينةً ثمنُها لا يرتبط بسعر البرميل.
وفيما تشتعل السماء، يقفز «اقتصاد الكاتشب النووي»: كلُّ صاروخٍ يهزّ مضيق هرمز يرفع برميل برنت وكأنّ أحدهم رجَّ زجاجة كاتشب قبل الصبّ؛ السعر قفز سبعة بالمئة ثم أخذ يهبط ويعلو مثل موجة حرّ في تموز، لأنّ المتداولين صاروا يجرّبون حظهم على إيقاع صفارات الإنذار. الأوروبي الذي لم يُطفئ مدفأته منذ أزمة أوكرانيا صار يشرب الإسبريسو مرًّا وهو يحسب ثمن كل قطرة ديزلٍ في شتائه المقبل.
وعلى شبكات التواصل عادت نظرية «محور الممانعة والتطبيع» بحلّةٍ كرتونية: قنوات طهران تهلِّل بأنّها أطلقت «النسخة التجريبية من الردع»، وقنوات تل أبيب تحتفل بأنها لعبت الإصدار الواقعي من Angry Birds فوق أصفهان. يغرد الطرفان بنصرين متزامنين، فيذكّرنا المشهد بمسابقة «مَن يصرخ أولًا» في أعراس الحارة.
مجلس الأمن عقد اجتماعه السابع في 48 ساعة وأصدر بيانًا جديدًا في أقل من خمس دقائق إنجازٌ إداري يستحق جائزة «قمة القلق المزمن». البيان يدعو إلى «ضبط النفس» بينما يضبط الأعضاء مواعيد رحلاتهم المقبلة إلى فيينا لبدء ماراثون «طاولة 5+1-نص». محلّلو الاستوديوهات سمّوا هذه المقاربة «استراتيجية الفاصوليا الباردة»: تبقى على النار الخافتة حتى تنفجر فجأة على ضيفٍ جديد.
ومع كل هذه الجلبة، يتشكّل سيناريو «اضربني وابعتلك سلام»: الإيرانيون يطمحون إلى «رفع العقوبات بلمسة زر»، والإسرائيليون يريدون تثبيت معادلة «صفر يورانيوم مخصّب». وفي المنتصف يبحر النفط والخوف، بينما يكتشف المواطن العربي أنّ ملء خزان سيارته صار امتحانًا في الجغرافيا السياسية، وأنّ أكثر تطبيق يُحدَّث على هاتفه هو تطبيق أسعار الوقود.
خلاصة فيلم «التشاتشمة الجيوستراتيجية» هذا أنّ الصوت أعلى من الحكمة، والعقلاء خفتوا تحت زعيق «الملاكمة الباليستية». إلى أن يقرّر أحدهم خفض الستارة، فلنُحضّر البوشار، ولنحفظ القاموس الجديد: دبلوماسية صاروخية، اقتصاد كاتشب نووي، قمة قلق مزمن، ومحور المقاومة-والتجاوب. لعلّ السخرية تُخفّف وجع الواقع ولو بقدر ما يخفّف الأسبرين صخب صفارات الإنذار.
دمْتَ صلبًا ساخرًا، ورزقنا الله وإياك طمأنينةً ثمنُها لا يرتبط بسعر البرميل.
نيسان ـ نشر في 2025-06-17 الساعة 10:41
رأي: كامل نصيرات كاتب صحافي