قناة الجزيرة في مواجهة آلة القمع الإسرائيلية..سرد للحقيقة يكلف ثمناً باهظاً
نيسان ـ نشر في 2025-06-19 الساعة 16:31
نيسان ـ ابراهيم قبيلات
في مشهد يعكس التناقض الصارخ بين المزاعم الديمقراطية والممارسات القمعية، عادت الحكومة الإسرائيلية لتجدد هجومها على حرية الإعلام عبر تصريحاتٍ مثيرة للوزير المتطرف إيتمار بن غفير، الذي دعا إلى حظر بث قناة الجزيرة ووصفها بـ"الخطر الأمني"، بل وحثّ المواطنين على التبليغ عن متابعيها.
هذه التصريحات ليست سوى حلقة في سلسلة طويلة من العداء الإسرائيلي للإعلام الحر الذي يجرؤ على كشف جرائم الاحتلال.
لطالما مثلت قناة الجزيرة صوتا صادقا ينقل معاناة الشعب الفلسطيني بعيداً عن التزييف الإعلامي الذي تمارسه آلة الدعاية الإسرائيلية.
منذ تأسيسها، حملت القناة رسالة إخبارية مهنية جعلتها في مرمى نيران الاحتلال، فوثقت مجازر لم يشهدها العالم من قبل، من هبة النفق إلى اجتياح جنين، وصولاً إلى الحروب المتتالية على غزة التي كشفت فيها القناة عن فظائع استهدفت المدنيين والأطفال.
لم تكن الجزيرة مجرد ناقل للأحداث، بل تحولت إلى شاهد عيان على التاريخ، حيث حوّلت كاميرات مراسليها ساحات المعارك إلى محاكم تفضح جرائم الحرب.
يكمن الخوف الإسرائيلي من الجزيرة في قدرتها الفريدة على كسر احتكار الرواية. فبينما تستميت الآلة الإعلامية الغربية في تبرير جرائم الاحتلال، استطاعت الجزيرة وبخاصة عبر قناتها الإنجليزية اختراق هذا الحاجز، محوّلةً صور القتل والتدمير إلى لغة عالمية يفهمها الضمير الإنساني.
هذا النجاح جعل القناة هدفاً للقمع، بدءاً من استهداف مراسليها كما حدث مع الشهيدة شيرين أبو عاقلة، مروراً بإغلاق مكاتبها، ووصولاً إلى الحملات التشويهية التي تفتقر لأدنى مقومات المصداقية.
تصريح بن غفير ليس سوى انعكاساً لعقلية القمع التي تحكم النخبة السياسية الإسرائيلية. فالدعوة إلى ملاحقة المشاهدين تذكر بأحلك فترات التاريخ، حين كانت الأنظمة الشمولية تعاقب المواطنين على حقهم في المعرفة.
الأكثر إثارة للسخرية أن هذه الدعوات تصدر من دولة تدعي أنها "الواحة الديمقراطية الوحيدة" في المنطقة، بينما تمارس أبشع أشكال القمع ضد الإعلاميين.
في الختام، إن الحرب الإسرائيلية على الجزيرة ما هي إلا اعتراف ضمني بقوة الإعلام الحر. فكلما اشتدت الهجمات على القناة، تأكد للعالم أن الحق لا يُقمع، وأن الكلمة أشد فتكاً بالطغاة من الرصاص.
اليوم، أصبح الدفاع عن الجزيرة واجباً إنسانياً، لأنه في النهاية دفاع عن حق البشرية جمعاء في أن ترى الحقيقة عارية، بعيداً عن زيف الروايات وتزييف الوقائع.
يبقى السؤال الأهم: إذا كانت إسرائيل تملك الحق كما تدعي، فلماذا تخشى عدسة الكاميرا؟ ولماذا تعتبر الحقيقة تهديداً لأمنها؟ الإجابة تكمن في تلك المقولة الخالدة: "عندما تكون الحقيقة معك، لا تخف من الكلام؛ وعندما يكون الباطل معك، لا تدع الكلام يصل".
في مشهد يعكس التناقض الصارخ بين المزاعم الديمقراطية والممارسات القمعية، عادت الحكومة الإسرائيلية لتجدد هجومها على حرية الإعلام عبر تصريحاتٍ مثيرة للوزير المتطرف إيتمار بن غفير، الذي دعا إلى حظر بث قناة الجزيرة ووصفها بـ"الخطر الأمني"، بل وحثّ المواطنين على التبليغ عن متابعيها.
هذه التصريحات ليست سوى حلقة في سلسلة طويلة من العداء الإسرائيلي للإعلام الحر الذي يجرؤ على كشف جرائم الاحتلال.
لطالما مثلت قناة الجزيرة صوتا صادقا ينقل معاناة الشعب الفلسطيني بعيداً عن التزييف الإعلامي الذي تمارسه آلة الدعاية الإسرائيلية.
منذ تأسيسها، حملت القناة رسالة إخبارية مهنية جعلتها في مرمى نيران الاحتلال، فوثقت مجازر لم يشهدها العالم من قبل، من هبة النفق إلى اجتياح جنين، وصولاً إلى الحروب المتتالية على غزة التي كشفت فيها القناة عن فظائع استهدفت المدنيين والأطفال.
لم تكن الجزيرة مجرد ناقل للأحداث، بل تحولت إلى شاهد عيان على التاريخ، حيث حوّلت كاميرات مراسليها ساحات المعارك إلى محاكم تفضح جرائم الحرب.
يكمن الخوف الإسرائيلي من الجزيرة في قدرتها الفريدة على كسر احتكار الرواية. فبينما تستميت الآلة الإعلامية الغربية في تبرير جرائم الاحتلال، استطاعت الجزيرة وبخاصة عبر قناتها الإنجليزية اختراق هذا الحاجز، محوّلةً صور القتل والتدمير إلى لغة عالمية يفهمها الضمير الإنساني.
هذا النجاح جعل القناة هدفاً للقمع، بدءاً من استهداف مراسليها كما حدث مع الشهيدة شيرين أبو عاقلة، مروراً بإغلاق مكاتبها، ووصولاً إلى الحملات التشويهية التي تفتقر لأدنى مقومات المصداقية.
تصريح بن غفير ليس سوى انعكاساً لعقلية القمع التي تحكم النخبة السياسية الإسرائيلية. فالدعوة إلى ملاحقة المشاهدين تذكر بأحلك فترات التاريخ، حين كانت الأنظمة الشمولية تعاقب المواطنين على حقهم في المعرفة.
الأكثر إثارة للسخرية أن هذه الدعوات تصدر من دولة تدعي أنها "الواحة الديمقراطية الوحيدة" في المنطقة، بينما تمارس أبشع أشكال القمع ضد الإعلاميين.
في الختام، إن الحرب الإسرائيلية على الجزيرة ما هي إلا اعتراف ضمني بقوة الإعلام الحر. فكلما اشتدت الهجمات على القناة، تأكد للعالم أن الحق لا يُقمع، وأن الكلمة أشد فتكاً بالطغاة من الرصاص.
اليوم، أصبح الدفاع عن الجزيرة واجباً إنسانياً، لأنه في النهاية دفاع عن حق البشرية جمعاء في أن ترى الحقيقة عارية، بعيداً عن زيف الروايات وتزييف الوقائع.
يبقى السؤال الأهم: إذا كانت إسرائيل تملك الحق كما تدعي، فلماذا تخشى عدسة الكاميرا؟ ولماذا تعتبر الحقيقة تهديداً لأمنها؟ الإجابة تكمن في تلك المقولة الخالدة: "عندما تكون الحقيقة معك، لا تخف من الكلام؛ وعندما يكون الباطل معك، لا تدع الكلام يصل".


