متعة السقوط دون أن نتحطم .. أكاد أشك فيك وانت مني
نيسان ـ نشر في 2025-06-29 الساعة 21:40
نيسان ـ إبراهيم قبيلات
ممتع جدا هو شعور السقوط وممتع ايضا هو الخذلان، على ان لا نتهادى حد القاع.
فالسقوط او الخذلان ليس مجرد شعور عابر، بل هو زلزال وجودي يهز أركان عالمنا الداخلي. حين ينهار ذلك الجدار الذي بنيناه طويلاً بيننا وبين القسوة الكامنة في صميم الوجود، نجد أنفسنا فجأة وجها لوجه مع السؤال الأكثر إيلاما: هل كنا مخدوعين طوال الوقت؟
في أعماق الكثير منا أسئلة مشابهة وإن كانت دوافعها متعددة، لكن في قلب التجربة الخاذلة تكمن مفارقة عجيبة.
فنحن لا نخذل إلا لأننا كنا نؤمن. لو لم نكن نحمل تلك الثقة العمياء في الناس، أو في عدالة الكون، أو في منطق الأحداث، لما تركنا لأنفسنا مجالاً للسقوط.
لكن أليس هذا بالضبط ما يجعلنا بشراً؟ تلك القدرة على الانخداع الجميل التي تسبق كل خيبة أمل؟
الفلسفة الوجودية تقدم لنا عدسة قاسية لكنها صادقة للنظر إلى هذه الظاهرة.
سارتر الفرنسي كان محقاً حين قال إن "الجحيم هم الآخرون"، لكنه نسي أن يضيف أن الجنة أيضاً هم الآخرون.
هذا التناقض هو ما يجعل الخذلان مؤلماً إلى هذه الدرجة. فنحن لا نعاني فقط من فقدان الثقة بالعالم، بل من فقدان الثقة بذلك الجزء منا الذي صدق العالم.
لكن ماذا لو كان الخذلان ضرورياً؟ مثل حجر الصوان الذي لا يشرق إلا بالاصطدام؟ ربما نحتاج إلى أن نخسر أوهامنا واحداً تلو الآخر كي نكتشف تلك القوة التي لا تعتمد على أي وعود خارجية.
كما يقول نيتشه: "ما لا يقتلني يجعلني أقوى"، لكنه نسي أن يذكر أن ما يقتلنا جزئياً يجعلنا أعمق.
في النهاية، قد يمنحنا الخذلان أجنحة للتحليق عاليا وعلى ارتفاعات شاهقة إذا آمنا مجددا انه ليس نهاية الرحلة، بل تحول جذري في طريقة رؤيتنا لها.
هو تلك اللحظة حيث تنكسر المرآة التي كنا نرى أنفسنا من خلالها، لنكتشف فجأة أن الحقيقة لم تكن أبداً في الانعكاس، بل في العين التي كانت تنظر.
ربما تكون الحياة خائنة بالفطرة، لكن هذا لا يعني أنها غير جديرة بالعيش والاحترام ايضا .
بل على العكس، قد يكون قبول هذا التناقض هو أول خطوة نحو حياة أكثر صدقا مع الذات.
فكما كتب أندريه جيد: "اضطررت إلى فقدان كل يقيني كي أجد نفسي".
وهذا بالضبط ما يفعله الخذلان بنا: يسلخنا من كل زيف ليتركنا عراة أمام الحقيقة الوحيدة التي لا تخون قدرتنا على الاستمرار بالحياة رغم كل شيء.
ممتع جدا هو شعور السقوط وممتع ايضا هو الخذلان، على ان لا نتهادى حد القاع.
فالسقوط او الخذلان ليس مجرد شعور عابر، بل هو زلزال وجودي يهز أركان عالمنا الداخلي. حين ينهار ذلك الجدار الذي بنيناه طويلاً بيننا وبين القسوة الكامنة في صميم الوجود، نجد أنفسنا فجأة وجها لوجه مع السؤال الأكثر إيلاما: هل كنا مخدوعين طوال الوقت؟
في أعماق الكثير منا أسئلة مشابهة وإن كانت دوافعها متعددة، لكن في قلب التجربة الخاذلة تكمن مفارقة عجيبة.
فنحن لا نخذل إلا لأننا كنا نؤمن. لو لم نكن نحمل تلك الثقة العمياء في الناس، أو في عدالة الكون، أو في منطق الأحداث، لما تركنا لأنفسنا مجالاً للسقوط.
لكن أليس هذا بالضبط ما يجعلنا بشراً؟ تلك القدرة على الانخداع الجميل التي تسبق كل خيبة أمل؟
الفلسفة الوجودية تقدم لنا عدسة قاسية لكنها صادقة للنظر إلى هذه الظاهرة.
سارتر الفرنسي كان محقاً حين قال إن "الجحيم هم الآخرون"، لكنه نسي أن يضيف أن الجنة أيضاً هم الآخرون.
هذا التناقض هو ما يجعل الخذلان مؤلماً إلى هذه الدرجة. فنحن لا نعاني فقط من فقدان الثقة بالعالم، بل من فقدان الثقة بذلك الجزء منا الذي صدق العالم.
لكن ماذا لو كان الخذلان ضرورياً؟ مثل حجر الصوان الذي لا يشرق إلا بالاصطدام؟ ربما نحتاج إلى أن نخسر أوهامنا واحداً تلو الآخر كي نكتشف تلك القوة التي لا تعتمد على أي وعود خارجية.
كما يقول نيتشه: "ما لا يقتلني يجعلني أقوى"، لكنه نسي أن يذكر أن ما يقتلنا جزئياً يجعلنا أعمق.
في النهاية، قد يمنحنا الخذلان أجنحة للتحليق عاليا وعلى ارتفاعات شاهقة إذا آمنا مجددا انه ليس نهاية الرحلة، بل تحول جذري في طريقة رؤيتنا لها.
هو تلك اللحظة حيث تنكسر المرآة التي كنا نرى أنفسنا من خلالها، لنكتشف فجأة أن الحقيقة لم تكن أبداً في الانعكاس، بل في العين التي كانت تنظر.
ربما تكون الحياة خائنة بالفطرة، لكن هذا لا يعني أنها غير جديرة بالعيش والاحترام ايضا .
بل على العكس، قد يكون قبول هذا التناقض هو أول خطوة نحو حياة أكثر صدقا مع الذات.
فكما كتب أندريه جيد: "اضطررت إلى فقدان كل يقيني كي أجد نفسي".
وهذا بالضبط ما يفعله الخذلان بنا: يسلخنا من كل زيف ليتركنا عراة أمام الحقيقة الوحيدة التي لا تخون قدرتنا على الاستمرار بالحياة رغم كل شيء.


