اتصل بنا
 

أوروبا المتواطئة.. الغارديان: القصف الإسرائيلي لمقهى غزة بذخيرة أمريكية ثقيلة ربما يشكل جريمة حرب

نيسان ـ نشر في 2025-07-03 الساعة 12:39

x
نيسان ـ قالت صحيفة “الغارديان” البريطانية أن الجيش الإسرائيلي استخدم ذخيرة ثقيلة وعشوائية في القصف الذي استهدف مقهى “الباقة” المطل على شاطئ مدينة غزة، مساء الإثنين الماضي، وأسفر عن استشهاد عشرات المدنيين، في واقعة ربما تُصنف كجريمة حرب بموجب القانون الدولي.
واكتفت الصحيفة بصياغة تقريرها في كون ما جرى (ربما) جريمة حرب.
وقالت الصحيفة انها اجرت تحليلا لصور موقع الهجوم، وأكد خبراء ذخائر أن الشظايا التي عُثر عليها في المكان تعود لقنبلة أمريكية من طراز MK-82، وهي قنبلة متعددة الأغراض تزن نحو 230 كيلوغراماً، وتُحدث موجة تفجيرية ضخمة مع انتشار واسع للشظايا.
كيف حول الاحتلال مقهى على شاطئ غزة لمقبرة جماعية لكل من فيه؟
هذه بيان أبو سلطان زميلتي التي تجيد تحدث الإنجليزية بطلاقة ما أهّلها للعمل مع العديد من وكالات الأنباء ملطخة بدمائها، وهذا زميلي المصور الصحفي أبو شمالة فقد ساقه، وهذا صاحب المقهى الذي كان يقدم لنا المشروبات بتحية حارّة جثة هامدة، وهذه أم مقتولة تحتضن طفلتها التي طار رأسها من شدة القصف، هل ستصدقونني إن قلت إنني "حتى الحيوانات كالقطط التي كانت متواجدة في المكان رأيت جثثها، والله العظيم رأيتها".
هكذا وصف وديع أبو السعود اللحظات الأولى لاستهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي لمقهى "الباقة" على شاطئ بحر غزة ما أدى إلى استشهاد أكثر من 31 مدنياً، وفق ما ذكرته سي إن إن عن الدكتور محمد أبو سلمية، مدير مستشفى الشفاء، بالإضافة عشرات المصابين غالبيتهم بجراح خطيرة، وأعداد الشهداء مرشحة للارتفاع.
وأضاف: "اعتدنا كصحفيين أن نجتمع في هذا المقهى نظراً لتوفر خدمة الإنترنت فيه ما يساعدنا على إرسال موادنا الصحفية للأماكن التي نعمل بها، ولكنه ليس مخصصاً للصحفيين، دائماً ما يتواجد معنا في المقهى نساء وأطفال، ثم خرجتُ لتلقّي مكالمة هاتفية وهنا سقط الصاروخ".
وأضاف أبو السعود أيضاً وهو بالكاد يلتقط أنفاسه المتقطعة من شدة الخوف: "مش قادر أتكلم، وقعت على الأرض من شدة الخوف، وفقدت الوعي لدقائق، الشباب حملوني كي أتمكن من الوقوف على قدمي، لم أشاهد الصاروخ ولم أسمع صوته، فقط رأيتُ الجحيم الذي اندلع إثر انفجاره، وصرخات النساء اللائي تلتهمهن النيران، والأشلاء تتطاير أمام عينياي".
أكد أبو السعود أن الاستهداف تم دون سابق إنذار، ورجّح أن يكون الصاروخ المستهدف من صواريخ الاستطلاع اكس 16 لأن الشظايا التي خلفّها كبيرة جداً، ووجّه في منتصف المقهى لذلك لم يسلم أحد ممن كان فيه، ولولا أنني خرجتُ منه للتو لتلقّي مكالمة هاتفية لكنتُ في عداد الموتى".
ويقول نازح في غزة إن ما شوهد في الضربة الإسرائيلية التي طالت مقهى "الباقة": "يفوق أي جهود إنقاذ يمكن أن تُقدّم".
وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة قد أصدر بياناً تحدّث فيه عن "ارتفاع عدد قتلى الصحفيين في هذه الحرب إلى 228 صحفياً بعد هذا الاستهداف".
شادي عزام نازح بالقرب من ميناء غزة البحري الذي شهد الواقعة أكد أنه نزح لهذا المكان ونصب خيمته فيه بعدما تلقى تعليمات إخلاء من الشمال، مؤكداً أن "تعليمات الإخلاء وجّهت النازحين للتوجه غرباً وها هو غرب القطاع يتم قصفه واستهدافه، فإلى أين نذهب؟ حتى تنفيذ تعليمات الجيش الإسرائيلي والالتزام بها لا يحميك من الموت في غزة".
ويقول النازح موسى أنه ركض باتجاه صوت الانفجار بمجرد ما سمعه في محاولة لإنقاذ الضحايا، "لكن ما رأيناه يفوق أي جهود إنقاذ يمكن أن تُقدّم".
ومضى موضحاً: "الضربة كتير كتير رهيبة.. وعلى البحر طيب ليش! هدول أبرياء بيخففوا عن نفسهم شوي من أهوال الحرب.. بس قالوا يشموا هوا بحر غزة، راحوا بلا رجعة، بلا إنذار، حتى الجرحى اللي نجوا من الموت رأيتهم بعيني مرميين في ساحة المستشفى وساحة الاستقبال، وغالبية الضحايا كانوا نساء وأطفالاً، لا أستطيع نسيان المنظر الذي رأيت.. لا أستطيع".
ويقول أحمد كفالة: "أصبح سقوط 100 شهيد يومياً في غزة خبر عادي جداً، بالأمس في أماكن توزيع المساعدات واليوم على البحر، ما اتحملوا يشوفوا الناس عم يضحكوا على الشاطئ ومبسوطين، في لحظة صوت الضحك والمرح تحوّل لصريخ ثم صمت للأبد.. في لحظة". وارتفع عدد شهداء يوم الاثنين في غزة إلى 97، بحسب ما ذكرته وكالة الأناضول.
وبدعم أمريكي مطلق، يرتكب الاحتلال منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلاً النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة أكثر من 190 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.

نيسان ـ نشر في 2025-07-03 الساعة 12:39

الكلمات الأكثر بحثاً