المفاوضات وصمود غزة
نيسان ـ نشر في 2025-07-04 الساعة 09:30
نيسان ـ لا يمكن الفصل بين المفاوضات والصمود، ومن غير الممكن الحديث عن مفاوضات دون صمود، فهي معادلة واحدة مترابطة بقوة بكلمتين متلازمتين لا انفصال بينهما، حيث يفرض الصمود المفاوضات.
في الحالة الغزاوية، قد يتساءل كثيرون، كيف تستطيع المقاومة الفلسطينية الاستمرار بهذا الصمود الأسطوري لأكثر من عشرين شهرًا، في حرب متواصلة والشعب الفلسطيني في قطاع غزة، يواجه حرب إبادة جماعية متواصلة دون توقف، من البر والبحر والجو، يرافقها حصار محكم ومطبق وتجويع، وقتل لكل أسباب الحياة في قطاع أصبح شبه مدمر بالكامل، وفاق عدد الشهداء التسعين ألف شهيد وثلاثة أضعاف هذا العدد من الجرحى، وآلاف المفقودين والمعتقلين، وجميع السكان تقريبًا، أكثر من مليوني فلسطيني بلا مأوى.
الجواب سهل، أن المقاومة تقاتل على أرضها، فوق الأرض وتحت الأرض الفلسطينية، وبين شعبها وحاضنتها التي لا يمكن أن تخونها أو تتخلى عنها، ولا يمكن أن تتحالف مع عدوها وتوجه سلاحها إلى صدر مقاوم. تقاتل بين أبناء شعبها الذين هم آباء وأمهات وأشقاء وشقيقات وأبناء وأقارب وجيران وأصدقاء وأنسباء وزملاء وأبناء جلدة المقاومين. هذا هو السبب الاستراتيجي والأساسي والرئيسي الذي يمنح المقاومة كل هذه القوة وأسباب الصمود، والقوة والمعنوية والاستمرار في مواجهة العدوان الإسرائيلي والتصدي له.
بعد أكثر من عشرين شهرًا، على أطول وأشرس وأعنف عدوان إسرائيلي على الشعب الفلسطيني، وحرب متواصلة يشهدها الشرق الأوسط، منذ إقامة الكيان بالقوة على أرض فلسطين المحتلة، تجد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة توجه ضربات ناجحة وقاسية لجيش الاحتلال، وتكبده خسائر فادحة بالأرواح والمعدات يوميًا، في جميع مناطق قطاع غزة، وخاصة في المناطق التي يعلنها الاحتلال أنها محتلة وآمنة، وخالية من المقاومين.
لم يعد أمام الاحتلال الإسرائيلي إلا خيارين، بعد أن فشلت جميع خياراته خلال العشرين شهرًا الماضية، وهي إما احتلال كامل مساحة قطاع غزة، إذ تبقى ربع مساحة القطاع خارج سيطرة الاحتلال، كما يدعي الاحتلال ذاته، لكننا نرى المقاومة وخسائر الاحتلال في كل جزء من مساحة القطاع، والاحتلال نفسه يعرف أن هذا الخيار لن يجلب له النصر ولا حسم المعركة، بل على العكس، سوف يتكبد خسائر أكبر، وسوف تشتعل المقاومة بشكل أعنف وأكبر، وسيقع في حقل من النيران، لن يستطيع الخروج منه لسنوات قادمة.
الخيار الثاني: المفاوضات والتوصل إلى اتفاق. صحيح أن المقاومة لديها ورقة الضغط الأهم والأقوى وهي ورقة الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات، لكن هناك ورقة ثانية أيضًا لا تقل عنها قوة وأهمية، وهي ورقة الصمود والقدرة على مواصلة القتال.
إطالة أمد المفاوضات، كان دائمًا هدفها شراء الوقت، ومنح الاحتلال مزيدًا من الفرص لتحقيق أهداف عدوانه، لكنه فشل في كل مرة، وها هم يعودون إلى المفاوضات والتفاؤل بقرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وربما وقف الحرب وفقًا لبعض التسريبات الإعلامية.
بنود الاتفاق هذه المرة التي يتوقع إعلانها الأسبوع القادم أو الذي يليه، لن تكون سحرية أو غير متوقعة، بل هي ذاتها التي كانت مادة ونقاط التفاوض في الأشهر والأسابيع الماضية، وتنص وفقًا لمصادر إخبارية، على هدنة لمدة ستين يومًا، يتم خلالها الإفراج عن عشرة أسرى إسرائيليين أحياء، بشكل تدريجي، بحيث تفرج المقاومة عن أربعة أسرى أحياء في اليوم الأول من البدء بتطبيق الاتفاق، واثنان في اليوم الثلاثين للاتفاق وأربعة في اليوم الستين للاتفاق وجميع هؤلاء أحياء، ويتم خلال الستين يومًا أيضًا، تسليم ثماني عشرة جثة لأسرى إسرائيليين للكيان، ويتعهد الرئيس الأمريكي ترمب شخصيًا بالحفاظ على استمرار الهدنة وعدم خرقها من جانب إسرائيل طيلة الستين يومًا، كما يتعهد بتمديد الهدنة وعدم اختراقها في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق حول المرحلة الثانية من الاتفاق، ومواصلة المفاوضات حتى يتم التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب.
يتضمن اتفاق الهدنة المؤقتة تفاصيل أخرى تتعلق بإدخال المساعدات والانسحاب الإسرائيلي داخل قطاع غزة وعودة النازحين إلى أماكن سكناهم والإعمار، وتفاصيل كثيرة تتعلق بحياة سكان قطاع غزة.
إذن لا إضافات جديدة على بنود مشروع أو مقترح الاتفاق، منذ انسحاب نتنياهو من اتفاق شهر يناير الماضي حتى اليوم، مما يثبت أن كل هذه المدة كانت عبارة عن منح نتنياهو وجيشه المحتل فرصة أخرى لتحقيق نصره المزعوم.. وفشل.
في الحالة الغزاوية، قد يتساءل كثيرون، كيف تستطيع المقاومة الفلسطينية الاستمرار بهذا الصمود الأسطوري لأكثر من عشرين شهرًا، في حرب متواصلة والشعب الفلسطيني في قطاع غزة، يواجه حرب إبادة جماعية متواصلة دون توقف، من البر والبحر والجو، يرافقها حصار محكم ومطبق وتجويع، وقتل لكل أسباب الحياة في قطاع أصبح شبه مدمر بالكامل، وفاق عدد الشهداء التسعين ألف شهيد وثلاثة أضعاف هذا العدد من الجرحى، وآلاف المفقودين والمعتقلين، وجميع السكان تقريبًا، أكثر من مليوني فلسطيني بلا مأوى.
الجواب سهل، أن المقاومة تقاتل على أرضها، فوق الأرض وتحت الأرض الفلسطينية، وبين شعبها وحاضنتها التي لا يمكن أن تخونها أو تتخلى عنها، ولا يمكن أن تتحالف مع عدوها وتوجه سلاحها إلى صدر مقاوم. تقاتل بين أبناء شعبها الذين هم آباء وأمهات وأشقاء وشقيقات وأبناء وأقارب وجيران وأصدقاء وأنسباء وزملاء وأبناء جلدة المقاومين. هذا هو السبب الاستراتيجي والأساسي والرئيسي الذي يمنح المقاومة كل هذه القوة وأسباب الصمود، والقوة والمعنوية والاستمرار في مواجهة العدوان الإسرائيلي والتصدي له.
بعد أكثر من عشرين شهرًا، على أطول وأشرس وأعنف عدوان إسرائيلي على الشعب الفلسطيني، وحرب متواصلة يشهدها الشرق الأوسط، منذ إقامة الكيان بالقوة على أرض فلسطين المحتلة، تجد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة توجه ضربات ناجحة وقاسية لجيش الاحتلال، وتكبده خسائر فادحة بالأرواح والمعدات يوميًا، في جميع مناطق قطاع غزة، وخاصة في المناطق التي يعلنها الاحتلال أنها محتلة وآمنة، وخالية من المقاومين.
لم يعد أمام الاحتلال الإسرائيلي إلا خيارين، بعد أن فشلت جميع خياراته خلال العشرين شهرًا الماضية، وهي إما احتلال كامل مساحة قطاع غزة، إذ تبقى ربع مساحة القطاع خارج سيطرة الاحتلال، كما يدعي الاحتلال ذاته، لكننا نرى المقاومة وخسائر الاحتلال في كل جزء من مساحة القطاع، والاحتلال نفسه يعرف أن هذا الخيار لن يجلب له النصر ولا حسم المعركة، بل على العكس، سوف يتكبد خسائر أكبر، وسوف تشتعل المقاومة بشكل أعنف وأكبر، وسيقع في حقل من النيران، لن يستطيع الخروج منه لسنوات قادمة.
الخيار الثاني: المفاوضات والتوصل إلى اتفاق. صحيح أن المقاومة لديها ورقة الضغط الأهم والأقوى وهي ورقة الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات، لكن هناك ورقة ثانية أيضًا لا تقل عنها قوة وأهمية، وهي ورقة الصمود والقدرة على مواصلة القتال.
إطالة أمد المفاوضات، كان دائمًا هدفها شراء الوقت، ومنح الاحتلال مزيدًا من الفرص لتحقيق أهداف عدوانه، لكنه فشل في كل مرة، وها هم يعودون إلى المفاوضات والتفاؤل بقرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وربما وقف الحرب وفقًا لبعض التسريبات الإعلامية.
بنود الاتفاق هذه المرة التي يتوقع إعلانها الأسبوع القادم أو الذي يليه، لن تكون سحرية أو غير متوقعة، بل هي ذاتها التي كانت مادة ونقاط التفاوض في الأشهر والأسابيع الماضية، وتنص وفقًا لمصادر إخبارية، على هدنة لمدة ستين يومًا، يتم خلالها الإفراج عن عشرة أسرى إسرائيليين أحياء، بشكل تدريجي، بحيث تفرج المقاومة عن أربعة أسرى أحياء في اليوم الأول من البدء بتطبيق الاتفاق، واثنان في اليوم الثلاثين للاتفاق وأربعة في اليوم الستين للاتفاق وجميع هؤلاء أحياء، ويتم خلال الستين يومًا أيضًا، تسليم ثماني عشرة جثة لأسرى إسرائيليين للكيان، ويتعهد الرئيس الأمريكي ترمب شخصيًا بالحفاظ على استمرار الهدنة وعدم خرقها من جانب إسرائيل طيلة الستين يومًا، كما يتعهد بتمديد الهدنة وعدم اختراقها في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق حول المرحلة الثانية من الاتفاق، ومواصلة المفاوضات حتى يتم التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب.
يتضمن اتفاق الهدنة المؤقتة تفاصيل أخرى تتعلق بإدخال المساعدات والانسحاب الإسرائيلي داخل قطاع غزة وعودة النازحين إلى أماكن سكناهم والإعمار، وتفاصيل كثيرة تتعلق بحياة سكان قطاع غزة.
إذن لا إضافات جديدة على بنود مشروع أو مقترح الاتفاق، منذ انسحاب نتنياهو من اتفاق شهر يناير الماضي حتى اليوم، مما يثبت أن كل هذه المدة كانت عبارة عن منح نتنياهو وجيشه المحتل فرصة أخرى لتحقيق نصره المزعوم.. وفشل.
نيسان ـ نشر في 2025-07-04 الساعة 09:30
رأي: كمال زكارنة