معلم السناسل
نيسان ـ نشر في 2025-07-05 الساعة 11:43
نيسان ـ على هاتفي النقال لا يمر يوم الا واستقبل عشرات الرسائل النصية المتنوعة. بعض الرسائل صور وبعضها الاخر ادعية وحكم وقليل من الرسائل طلبات او استفسارات .
لي اصدقاء اعرفهم جيدا واخرون لم اقابلهم وجاهيا . بعض الأصدقاء دونت اسماؤهم والبعض اتذكر وجوههم واعمالهم ومهنهم واصواتهم وطريقة تعاملهم ولا اعرف اسماؤهم فاستعضت عن ذلك بذكر مهنهم ومواقع محلاتهم او اسماء ابناءهم .
على قائمة اصدقائي الكثير من الارقام المحفوظة تحت اسماء يصعب الاستدلال على اصحابها . ابو احمد وابو فراس وابو سلطان وابو حمزة اسماء مكررة على قائمة الاصدقاء دون أن اتذكر من هم على وجه التحديد فهم اما اخوة قابلتهم وانا ابحث عن بعض الخدمات او أثناء حضوري للمناسبات في مناطق وأحياء مدن وبوادي وقرى الاردن .
في كل يوم جمعة أجد على شاشة الرسائل التي تأتيني عشرات الرسائل المجاملة بالادعية والحكم والفيديوهات المتداولة ومقالات حول ما يقوله بعض نشطاء العالم عن الاسرائيلية وقرب سقوطها واخر نهفات الرئيس ترامب وفضائح عن شخصيات واتهامات لبعض العرب بالخيانة والتنكر للقضايا العربية .
افتح واتصفح كل الرسائل واصفن احيانا لاتذكر صور بعض الأشخاص الذين لم ادون اسماؤهم . اليوم وجدت من بين الرسائل رسالة من شخص حفظت اسمه على هاتفي تحت مسمى معلم السناسل.
حقيقة الامر اني لا اتذكر من هو فقد عملت خلال السنوات العشرة الماضية مع اكثر من عشرين معلم سناسل معظمهم من الأخوة المصريين. للتمييز بين واحد واخر كنت اضيف كلمات مثل الصبيحي او العالوك او صويلح وجرش لأعرف انه الذي جائني من واحدة من هذه البلدات.
في كل مرة ارى هؤلاء الرجال وهم يصفون الحجارة ويوضبون السفوح ويحولون المكان الى لوحات تسر الناظر أحزن كثيرا على شبابنا الذي يتضور من الجوع ويأكل قلوبهم اليأس ولا يقبلون على هذا العمل الفني الرائع.
في كل مرة استقدم ورشة بناء السلاسل الحجرية امضي طوال اليوم وانا اراقب الاداء والتعاون والمرح وطقس الفطور والشاي وسلطة المعلم وهو يأمر العمال بأن يقوموا بالأعمال الموكلة لهم خير قيام.
لو عادت بي الأيام لتعلمت مهنة بناء السناسل والجدران واصبحت بنّاءً محترفا اساهم في اعمار بلدي دون ان اسجل اسمي في سجلات الأخوه.
لي اصدقاء اعرفهم جيدا واخرون لم اقابلهم وجاهيا . بعض الأصدقاء دونت اسماؤهم والبعض اتذكر وجوههم واعمالهم ومهنهم واصواتهم وطريقة تعاملهم ولا اعرف اسماؤهم فاستعضت عن ذلك بذكر مهنهم ومواقع محلاتهم او اسماء ابناءهم .
على قائمة اصدقائي الكثير من الارقام المحفوظة تحت اسماء يصعب الاستدلال على اصحابها . ابو احمد وابو فراس وابو سلطان وابو حمزة اسماء مكررة على قائمة الاصدقاء دون أن اتذكر من هم على وجه التحديد فهم اما اخوة قابلتهم وانا ابحث عن بعض الخدمات او أثناء حضوري للمناسبات في مناطق وأحياء مدن وبوادي وقرى الاردن .
في كل يوم جمعة أجد على شاشة الرسائل التي تأتيني عشرات الرسائل المجاملة بالادعية والحكم والفيديوهات المتداولة ومقالات حول ما يقوله بعض نشطاء العالم عن الاسرائيلية وقرب سقوطها واخر نهفات الرئيس ترامب وفضائح عن شخصيات واتهامات لبعض العرب بالخيانة والتنكر للقضايا العربية .
افتح واتصفح كل الرسائل واصفن احيانا لاتذكر صور بعض الأشخاص الذين لم ادون اسماؤهم . اليوم وجدت من بين الرسائل رسالة من شخص حفظت اسمه على هاتفي تحت مسمى معلم السناسل.
حقيقة الامر اني لا اتذكر من هو فقد عملت خلال السنوات العشرة الماضية مع اكثر من عشرين معلم سناسل معظمهم من الأخوة المصريين. للتمييز بين واحد واخر كنت اضيف كلمات مثل الصبيحي او العالوك او صويلح وجرش لأعرف انه الذي جائني من واحدة من هذه البلدات.
في كل مرة ارى هؤلاء الرجال وهم يصفون الحجارة ويوضبون السفوح ويحولون المكان الى لوحات تسر الناظر أحزن كثيرا على شبابنا الذي يتضور من الجوع ويأكل قلوبهم اليأس ولا يقبلون على هذا العمل الفني الرائع.
في كل مرة استقدم ورشة بناء السلاسل الحجرية امضي طوال اليوم وانا اراقب الاداء والتعاون والمرح وطقس الفطور والشاي وسلطة المعلم وهو يأمر العمال بأن يقوموا بالأعمال الموكلة لهم خير قيام.
لو عادت بي الأيام لتعلمت مهنة بناء السناسل والجدران واصبحت بنّاءً محترفا اساهم في اعمار بلدي دون ان اسجل اسمي في سجلات الأخوه.
نيسان ـ نشر في 2025-07-05 الساعة 11:43
رأي: د. صبري الربيحات