اتصل بنا
 

سـُكـّر ُ قلبي وعائشة ! قصائد لــ ِ ماجد شاهين

نيسان ـ نشر في 2015-12-19 الساعة 20:05

x
نيسان ـ

( 1 ) هُن ّ كثيرات ٌ ، لكن ّ هناك : لا أحد !

في النافذة ، الآن ،

و قبل قليل ٍ

لا أحد !

لا الفتى المشوق ُ هنا

لا قميصه

و لا الذكريات ،

لا قلمه الرصاص

و ممحاته

لا الذي كان يبيع " العلكة " ،

ولا حتى الولد ْ !

في النافذة ، الآن ،

لا سيرتي في رائحتها

و لا دفترها القليل

لا " حبّة الليمون " تحت السور

لا الجار يناديني لكي أراها

و لا عنوان سيرتها

التي غابت عن البلد !

في النافذة ، الآن ،

لا شيء يحمل " الهوى "

أو ينقل المكاتيب الصغيرة

أو يأخذ أصابعي إلى هناك

لكي أرسم عينين

و جديلتين

و فاكهة المسافات ،

في النافذة ، الآن :

أكتفي بي ،

و بالأصابع الفارغة ِ

و صحن الضوء والألوان ،

أكتفي بـــ ِ لا أحد !

( 2 ) سـُكّر قلبي !

و حين َ أضاع الفتى دفتر َ الرائحة ْ ،

عاد َ إلى المقهى

و نادى صديقه النادل َ

الذي بدا منشغلا ً بالماء

و بقايا التبغ ِ

و أقلام الأصدقاء ،

سأل َ الفتى عن وردِه ِ

عن حرف ِ عطف ٍ

كان واراه إلى حين حاجة ٍ ،

قال الفتى للنادل ِ : إنـّي أضعتَني ،

هل رأيتني ؟

هل رأيت منـّي فرصَة ً كانت هنا

كنت ُ خبّأتها في كم ّ كأس الشاي ِ ؟

هل رأيت منديلا ً يُكتـَظ ّ ُ بالهوى

أو يكتظ ّ بسيرة ٍ

كُنـّا رويناها عندك هنا اليوم أو البارحة ْ ؟

والنادل ُ حين رفع كأس الشاي

لكي يرى القاع ،

أو لكي يرى وجها ً

كانت فقدته الطاولة ْ،

صاح في وجه الفتى وقال :

إنـّي أضعت يا فتى

في الفناجين و الأوقات ، روحي

إنـّي أضعت ُ أسماء الذين أحبّهم

و أضعت ُ سُكّر َ قلبي ،

هل يا فتى رأيتني ؟

هل ترى في قعر ِ كأسك

فرصة َ ، أن أجدني ، سانحة ْ !

( 3 ) سيرة الولد القليل !

يا عائشة ،

هاتي عيون َ قلبي

لكي أراني !

هاتي أصابعَكِ النحيلة َ

لكي يخرجَ الشدو ُ رقيقاً

وتطيبَ في قلبي الرائحة !

يا عائشة ،

في كلّ يوم أقرأُ سيرتَكِ

وأقرأ للغائبين

الفاتحة !

يا عائشة ،

هذي البلاد ُ تحـبُّنا

وتحبّ أوّلَ الهوى

لكنّ المسافات تفرّ

أو أنها ليست سانحة ْ !

يا عائشة ،

يا كلّ الأمّهاتِ ،

أتذكرين سيرة َ الولد القليل ؟

أتذكرين ثوبَه

رائحة َ روحِه

صرختَه الأولى وبكاءَه ،

أتذكرين الذي كان قبل ستين سنة ؟

كل ّ الذي كان

أراه الآن

كأنما صار البارحة ْ !

نيسان ـ نشر في 2015-12-19 الساعة 20:05

الكلمات الأكثر بحثاً