اتصل بنا
 

مقعد دائم للعرب في مجلس الأمن: هل هو ممكن؟

نيسان ـ نشر في 2025-07-17 الساعة 11:23

نيسان ـ لا يعرف العرب قيمتهم في هذا العالم، أو ربما يعرفون لكنهم يفتقدون للشجاعة وللمسؤولية، تنخر عظامهم الخلافات والانقسامات والتنافس الخادع حول الزعامة.
وفيما تسعى دول وشعوب أخرى إلى النهوض بواقعها وأخذ زمام المبادرة لتطوير واقعها وموقعها في السياسة الدولية يواصل العرب تقديم المكافآت المجانية لدول العالم دون الحصول على أي مقابل.
ما الذي يمنع أن يطالب العرب على سبيل المثال في الحصول على عضوية مجلس الأمن الدولي، خصوصا أن دولًا أخرى مثل البرازيل والهند تطالب بعضوية دائمة في مجلس الأمن الدولي، وذلك في بيان مشترك صدر لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.
إضافة أعضاء دائمين إلى مجلس الأمن يتطلب تعديل ميثاق الأمم المتحدة، وهو ما يحتاج إلى موافقة وتصديق ثلثي ‏أعضاء الجمعية العامة بما في ذلك الدول الخمس صاحبة حق النقض في مجلس الأمن.
ورغم أن الدول الكبرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية لا تعارض توسع المقاعد الدائمة في مجلس الأمن، لكنها تعارض منح أي عضو جديد حق النقض “الفيتو”.
واشنطن وخلال ولاية الرئيس السابق، جو بايدن، ‏أعلنت دعمها استحداث مقعدين دائمين في مجلس الأمن الدولي، للدول الأفريقية، إلى جانب مقعد تشغله الدول الصغيرة النامية بالتناوب فيما بينها.
إذا تم توسيع المقاعد الدائمة في مجلس الأمن فستكون الخطوة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية التي أفرزت مجلس الأمن بأعضائه الدائمين بشكلهم الحالي؛ الصين، فرنسا، الاتحاد الروسي، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة.
مجلس الأمن الدولي بحاجة إلى إصلاح شامل بكل جوانب، وكما قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن “مجلس الأمن بصورته الحالية يعبر تمامًا عن الوضع بعد الحرب العالمية ‏الثانية، وفي ذلك أزمة شرعية، وفي ذلك أزمة تتعلق بالفاعلية”.
كما أنه تحول إلى أداة بيد واشنطن تستخدمه لمحاربة ومحاصرة خصومها، ولحماية مصالحه وحلفائها وفي مقدمتهم الدولة المارقة والمنبوذة التي ترتكب إبادة جماعية بدعم أمريكي وغربي.
وتناقش الجمعية العامة، التي تضم 193 دولة وتنعقد سنويا، إصلاح مجلس الأمن في كل دورة انعقاد منذ أكثر من عقد، لكن ‏الزخم في السنوات القليلة الماضية وسط منافسات جيوسياسية أدت إلى وصول المجلس إلى طريق مسدود حول العديد من ‏القضايا، خاصة بعد الغزو الذي شنته روسيا، العضو الدائم الذي يتمتع بحق النقض، على أوكرانيا.‏ وبعد العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة المدعوم عسكريا وماليا ولوجستيا وسياسيا وعالميا من قبل واشنطن.
وفي جميع الأحوال لا يبدو بأن فرصة العرب هنا كبيرة فهم عبارة عن كومة محطمة ذاتيا لا تقوى على حماية نفسها، والدفاع عن شعوبها ومقدساتها وثرواتها وجغرافيتها المستباحة من حثالة البشر.

نيسان ـ نشر في 2025-07-17 الساعة 11:23


رأي: علي سعادة

الكلمات الأكثر بحثاً